• من نحن؟
  • الكتّاب
  • شروط النشر
  • نشرة معنى
  • تواصل معنا
  • دخول / تسجيل
  • اللغة
    • English
    • Chinese

لا توجد منتجات في سلة المشتريات.

منصة معنى الثقافية
  • الرئيسية
  • مقابلات وحوارات
  • مقالات
  • مراجعات
  • أوراق ودراسات
  • المجلة السعودية
  • الفيلسوف الجديد
  • صوت معنى
هدهدة
No Result
عرض جميع النتائج
الخميس, يوليو 17, 2025
  • الرئيسية
  • مقابلات وحوارات
  • مقالات
  • مراجعات
  • أوراق ودراسات
  • المجلة السعودية
  • الفيلسوف الجديد
  • صوت معنى
No Result
عرض جميع النتائج
منصة معنى الثقافية
هدهدة

أسماء الشخصيات الروائية ما بين عفوية الاختيار والجدية السردية | طامي السميري

بواسطة معنى
10 مارس، 2025
من مقالات
A A
أسماء الشخصيات الروائية ما بين عفوية الاختيار والجدية السردية | طامي السميري

إن اختيار أسماء الشخصيات الروائية ليس تفصيلًا عابرًا، بل هو عنصر أساسي في بناء العمل السردي. فبين العشوائية والتدقيق، وبين العفوية والرمزية، يختار الروائيون أسماء شخصياتهم بعناية لتعكس أبعادًا اجتماعية وثقافية. وقد يكون للاسم تأثير كبير في فهم القارئ للشخصية، بل قد يصل الأمر إلى أن يصبح عنوان الرواية نفسه مستوحًى من اسم الشخصية. لهذا يُعد اختيار أسماء الشخصيات لدى بعض الروائيين عملية إبداعية معقدة. بينما البعض يسمي شخصياته بطريقة عشوائية دون أن يقيم اعتبارًا للاسم ودلالته. فالروائي أمير تاج السر يقول في طريقته لاختيار أسماء الشخصيات: (أركز في البحث عن الأسماء المساندة. أحيانًا ألجأ إلى ذاكرتي وأستعين بأسماء عرفتها من قبل في حياتي، مثل أسماء الأهل أو الجيران، أو الذين عبروا بي في حياتي العملية، وأحيانًا ألجأ إلى الكتب التي ترصد أسماء للآباء لاختيار ما يناسب مواليدهم، مع شرح وافٍ للاسم ومعناه وصفاته، وأيضًا ألجأ للإنترنت. وفي معظم الأحوال، يكون التقاطي للاسم مصادفة من الراديو أو التلفزيون، أو شخص صادفته أثناء كتابة رواية، أرقني فيها اسم ضائع). أيضا عندما سُئلت الكاتبة سيمون دي بوفوار عن كيفية اختيار أسماء شخصياتها الروائية، أجابت بأن الأمر لا يعد مهمًّا جدًّا: (لا أعتبر بأن الأمر مهم جدًّا، اخترت اسم زافير في «المدعوة» لأني فقط قابلت واحدة لها هذا الاسم. عندما أبحث عن الأسماء، أستخدم دليل الهاتف أو أحاول تذكر أسماء طلابي السابقين). وقد يكون لاختيار الاسم صورة طريفة، فالروائي غابرييل غارسيا ماركيز، عندما استخدم اسم والدته الثاني في روايته مئة عام من العزلة (سانتياجا)، قالت له: (يا إلهي! لقد قضيت كل حياتي وأنا أحاول إخفاء ذلك الاسم البغيض، والآن ينتشر في جميع أنحاء العالم بكل اللغات). لكن الأمر في هذا الجانب ليس بتلك البساطة، ليس من الناحية الفنية فقط، بل لتداخل الجانب الفني مع جوانب متعددة، منها الهوية الدينية أو الاجتماعية، وربما يصل الأمر إلى البعد القانوني. لذا، فإن أمر التسمية ليس مجرد قرار عابر، بل هو جزء من البناء السردي الذي يعكس توجهات الكاتب وأفكاره، ويؤثر على فهم القارئ للشخصيات وأدوارها. وعندما يتناغم الاسم مع الشخصية، يبقى علامة فارقة تترك أثرها في ذاكرة القارئ، وتظل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الروائية. وفي هذا المقال سنتأمل بعضا من طرق الروائيين في اختيار أسماء شخصياتهم الروائية.

  • الأسماء وافتتاحيات الروايات

الروائي عندما يبتدئ افتتاحية روايته باسم شخصية من الشخصيات، فليس بالضرورة أن تكون تلك الشخصية هي بطلة العمل، ولكن قد تكون شخصية ثانوية ودورها محدود، كما في رواية العراب للروائي “ماريو بوزو”، التي استحضرت شخصية الحانوتي “بوناسيرا”، وهو شخصية هامشية حضر في مرات محدودة في أحداث الرواية: (كان أميريفو بوناسيرا جالسًا في قاعة المحاكمات في محكمة نيويورك الجزائية الثالثة). وكذلك فعل يوسف إدريس في رواية الحرام، حيث كان اسم الشاويش الذي وجد الطفل الجنين. وقد تميز يوسف إدريس بأسلوبه الفنان في عرض اسم الشاويش عبد المطلب المكتوب كوشم على ذراع الشاويش كما سنلاحظ في العبارة التالية (ولكن على بطن الذراع اليمنى وشْم فتاة ممسكة سيفًا وكتابة لو دققنا النظر فيها لوجدنا أنها لاسم، والاسم هو عبد المطلب محمد البحراوي)

ومن الروائيين الذين يحرصون على أن يسموا أبطال رواياتهم من العبارة الأولى، الروائي ” ماريو بارغاس يوسا “، كما في رواية شيطنات الطفلة الخبيثة: (كان صيفًا خرافيًا، جاء بيريت برادو مع فرقته الموسيقية المؤلفة من اثني عشر معلمًا). وكما في رواية الفردوس على الناصية الأخرى: (فتحت عينيها في الرابعة فجرًا، وفكرت: اليوم ستبدئين بتغيير العالم يا فلوريتا). إن الروائي عندما يسمي شخصياته من الصفحة الأولى غالبا ما يرغب في أن يخلق الاسم حميمية بينه وبين القارئ، بينما يؤجل البعض التصريح بالاسم إلى الفصل الثاني أو الثالث، والبعض لا يذكر اسم البطل إطلاقًا، وهذه من الحالات النادرة.

في افتتاحية رواية “السيد المنطوي” ل ماشادو دي أسيس قدم لنا المؤلف سردًا طويلًا يشرح فيه ملابسات وظروف تسمية بطل روايته باسم “السيد المنطوي”، من قبل شاب كان يكتب الشعر، ولم يُصغِ له بطل الرواية بشكل جيد حين كان يلقي قصائده، مما جعله يطلق عليه ذلك اللقب:

(في اليوم التالي، بدأ يقول عني كلامًا قبيحًا، وأطلق عليّ لقب «السيد المنطوي»، وراح الجيران الذين لا تعجبهم طباعي الانطوائية الصامتة يشيعون اللقب، حتى التصق بي، لم أغضب بسبب ذلك، وحكيت القصة لأصدقائي بالمدينة، وصاروا يمزحون معي، ويخاطبونني بهذا اللقب، في مراسلاتهم، فيقولون: «السيد المنطوي، سوف أتناول العشاء معك يوم الأحد» «السيد المنطوي، سوف أذهب إلى بيتروبوليس»). وظل اسم “السيد المنطوي” يرافق القارئ في صفحات عديدة، حتى جاء مشهد المتسول الذي شكره كونه رجلًا طيبًا ساعده، لكن “السيد المنطوي” أخبره باسمه الصريح رغبة في أن يأخذ الأجر، وهنا عرف القارئ الاسم الحقيقي لتلك الشخصية:

(أخرجت من جيبي عملة فئة عشرين “ريس” وأعطيتها للمتسول؛ قبّل المتسول العملة، وطلبت منه أن يدعو الله لي، لكي أحقق كل رغباتي، فقال:

«نعم، أيها الرجل الطيب!»

قلت له موضحًا:

«اسمي بينتو»).

الروائي قد يتجاهل اسم الشخصية ويقدمها مقترنة باسم آخر، مثلما ما حدث في رواية البحار الذي لفظه البحر، حيث لم يُذكر اسم الأم، ولكن سُميت باسم ابنها: (قالت أم نوبورو وهي تقفل باب غرفة ابنها من الخارج: “مساء الخير، نم جيدًا”). وأحيانًا لا يساوي الروائي بين الشخصيات في ذكر أسمائها، فنجيب محفوظ يُخبرنا باسم أحمد عبد الجواد الثاني في ثلاثيته الشهيرة، بينما يكتفي باسم “أمينة” دون أن يشير إلى اسم عائلتها.

  • شخصيات بلا أسماء

والأمر قد يمتد إلى ما هو أعلى من تغييب الاسم الحقيقي، إلى عدم تسمية شخصيات الرواية بشكل كامل، كما فعل “ساراماغو” في رواية العمى، فلم يسمِّ المكان ولا الشخصيات، واكتفى بمنح الشخصيات ألقابًا محددة مثل “الطبيب”، “زوجة الطبيب”، “العجوز”، و”قائد العميان”، وربما أراد من ذلك أن تكون روايته كونية الملامح. وكذلك نجد هذه الحالة تتكرر في رواية رفّ اليوم لنجوى العتيبي، حيث لا أسماء لشخصيات الرواية، وتكتفي الساردة بعبارات مثل “أمي”، “صديقي”، وربما لأن عوالم تلك الرواية فضاؤها الفنتازي، مما يتناغم مع عدم أهمية الأسماء فيها، وإنما المراد إبراز الحالة.

  • نطق الأسماء داخل الرواية

تمثل نطق ومخاطبة الشخصيات أسماء بعضها البعض إحدى الدلالات التي تكشف وتعبر عن طبيعة العلاقة بين تلك الشخصيات، وكيف أن طريقة المخاطبة تدل على هيمنة شخصية على أخرى، أو تبجيلها، أو خوف شخصية من شخصية أخرى. حتى في مخاطبة الشخصيات بألقابها أو الأسماء المخترعة داخل أحداث النص، فإن ذلك يحمل دلالات في السرد، تدين شخصية أو ترفعها. ففي رواية “اللون الأرجواني” لـ آليس ووكر التي تحفل أسماؤها بإشارات وإيحاءات تعبر عن تعقيدات المجتمع الذي تعيش فيه شخصيات الرواية، نجد أن “شوغ”، المرأة التي تخاف زوجها، لم تكن تناديه سوى بـ “السيد”، لكنها تستغرب وتندهش عندما وجدت سيدة أخرى تناديه باسمه المجرد: (“إنها السيدة التي رغب بالزواج منها. إنها تناديه باسمه، ألبرت“). وعندما تغيرت شخصيتها وأصبحت أقوى مما كانت عليه، استطاعت أن تناديه باسمه المجرد.

أما في رواية “القرط اللؤلؤي” للروائية ترايسي شيفالير ولأن السرد يأتي على لسان الفتاة، نجدها تخاطب الرسام الهولندي “يوهانس فيرمير” طوال الرواية بلقبه “السيد”، دون أن تصرّح باسمه.

  • الخوف القانوني

قد يجد بعض الروائيين الحرج ليس في تسمية الشخصية ذاتها وإنما لعائلة شخصيته الروائية، وحتى يتفادى الاصطدام بالمجتمع، يخترع أسماء من وحي خياله، فنجد “هشام العابر” عند تركي الحمد في ثلاثيته أطياف الأزقة المهجورة، و”فؤاد الطارف” في شقة الحرية لغازي القصيبي، كذلك اسم “أبو شلاخ البرمائي” في رواية تحمل ذات الاسم لنفس المؤلف، و”نورة الساهي” في القارورة ليوسف المحيميد. ومن قرأ رواية شارع العطايف سيجد أن مؤلف الرواية عبد الله بن بخيت قام بتحوير الأسماء، سواء في الأمكنة أو الأحياء أو الأندية الرياضية، حيث لجأ إلى تحوير يشي بالاسم الحقيقي فقط. فالرياض تحوّلت إلى “الرويض”، ونادي النصر إلى “نادي الفوز”، وامتد الأمر إلى بعض من شخصياته الروائية، مثل شخصية (بن وصار)، كما لجأ أيضًا إلى إطلاق الألقاب على الشخصيات الأخرى، فأصبحت تُنادى في الرواية باللقب وليس بالاسم الحقيقي: (فحيج “ناصر”، شنغافة “تيسير”، سعندي “سعد”). لكن في المقابل، حافظ على أسماء شخصياته النسائية دون ألقاب. ولهذا التحوير في الأسماء أسبابه. ففي حوار صحفي أجريته مع المؤلف، ونُشر في جريدة الرياض بعد صدور روايته بوقت قصير، سألته عن سبب هذا الأمر، وهل هو حيلة فنية أم تحايل على المساءلة؟ فأجابني بوضوح: (تحوير الأسماء جاء عن تجربة. كتبت قصة قصيرة قبل عشرين سنة تقريبًا ونشرتها في مجلة اليمامة. صادف أن اسم البطل يطابق اسم رجل حي ومعروف. فأقام هذا الرجل دعوى ضدي وكسبها. ألزمني القاضي بالاعتذار العلني. كل قرائي يعرفون ما أقصد بخصوص الأمكنة. التحوير ليس معقدًا أو صعبًا. تحويراتي تسمح لأغبى القراء أن يكون ذكيًا). وفي هذا الشأن، ومن تخوف الروائيين في تسمية الشخصيات الروائية، سنجد أن لهذه المخاوف أبعادًا مختلفة. فالروائي بول أوستر كان يرغب في أن يسمي عنوان روايته باسم بطل الرواية الرئيسي، ولكنه خشي من سوء تأويل القارئ الأمريكي لدلالة ذلك الاسم في تلك الفترة التي نشرت فيها الرواية: (رواية 4321، عنوان كنت سعيدًا لاختياره، كان ببساطة “فيرجسون”، وهو اسم بطل الرواية الرئيسي. لكن بعد عام ونصف العام من المضي في الكتابة، وقع حادث فظيع في بلدة تسمى “فيرجسون” في ميسوري، عندما أطلق شرطي طلقاته على شاب أسود غير مسلح. وهكذا، إذا كنا نشرنا الكتاب في أمريكا، سيفترض الناس أنني أتكلم عن ذلك الحادث، لذا لجأت لاختيار عنوان آخر، أعتقد أنني فضلته في النهاية).

في “ميمونة” الأسماء والجذور:

أحيانًا لا يكتفي الروائي بتسمية أبطال روايته، ولكن هاجسه يمتد إلى أن يستطرد طويلا في شرح مرجعية الاسم. وأن يتوغل في دلالات الأسماء في روايته وخصوصيتها التي تعبر عن هويتها. ولأن هذا الهاجس عتيق في داخل الروائي، فهو يفتتح روايته بالاتكاء على دلالة اسم بطلة الرواية التي عُرفت باسم الدلع “(منا قرمبع)”، ويستطرد طويلًا في تداعيات اسم بطلة الرواية وأسماء المكان الذي تنتمي إليه: “(منا قرمبع) هكذا عُرفت، وبهذا الاسم تلونت حياتي“. ثم تتداعى بطلة الرواية عن دلالة النداءات لاسمها وكيف أن لكل مرحلة من عمرها، ولكل مكان تتواجد به، الاسم الذي تُنادى به: (تناديني النساء الأصغر مني “ستي منا”، البنات والأولاد ينادونني “خالة منا”، أولاد الجيران والذين أرضعتهم من البيوت التي جاورت فيها يقولون لي “ماما ميمونة”. أحيانًا تزعجني نداءات الأطفال حين يهتفون بجذل “جدة ميمونة”، ولكني لا أكشف عن تبرمي، ولا يدركه سوى صديقاتي اللواتي عايشن تعبي وتقاسمنه معي سنين طويلة حفّتها أحزان نبيلة. وفي آخر العمر، صرت أعرف بـ”منا كبيرة” بعد أن حملت إحدى حفيداتي اسمي، وفاحت منه رائحة الأنهار. لي أمهات كثيرات رضعت من أثدائهن في العوالي، لا يرضين إلا حين ينادينني “سكينة”). لقد اندثر اسم “ميمونة” الحقيقي تحت مظلة الألقاب التي كانت تُطلق عليها في ظل محيطها الاجتماعي، الذي يتعاطى مع الأسماء بحسب معطيات مرجعيات اللون لذلك العالم الذي قدمت منه. حيث يعبر السارد على لسان “ميمونة ولهذا، يتداعى صوت السارد بما يشبه الشجن عن دلالة اسمها: (اسمي لم يمنحني الغربة، فالغريب يتأخى مع غربته بالارتحال داخله والإنصات لذاته، ولكنه الزمان الذي لم يحفل بسحنتي. تكامل الماء في سحنة قومي وترهل. احتشدت الأعراق على سواحل بشرتهم، فأترعتها بالنبذ والنار). ويعود السارد إلى سرد خلفية تلك الأسماء وكيف تُطلق في محيط بطلة الرواية: (“ميمونة” اسمي، غير أن أهلي يحلو لهم تلقيب الأشخاص بألقاب عديدة، بعضها شديد الغرابة حتى يكاد ينطوي الاسم الحقيقي فلا يُذكر إلا في المدارس وأوراق الحكومة. وطائفة منهم يكثر بينهم اسم “محمد”، فيمتلئ بيت واحد بأكثر من محمد: محمد أول، ومحمد ثانٍ، وثالث، ورابع، وقد يصل للعاشر. حتى يعم البيوت “فيض محمد“). ثم يأخذنا السارد إلى الدوافع الدينية التي تجعلهم يفضلون تلك الأسماء، وأيضًا إلى عدم قدرتهم على نطقها بالشكل الصحيح: (أهلي يحبون تسمية أبنائهم بأسماء تغمرهم بأطياف من سمعوا عن قدسيتهم، يرونهم مندسين بين طيات التاريخ. ولكن تعرّجات في ألسنتهم تجبرهم على نطق عمر “أومارو”، وأحمد “آمادو”، ومحمد “مامادو”، وإسماعيل “صومائيلا”، وعائشة “أيستا”، وآمنة “آمنتا”، وفاطمة “فاتوما”، وخليل “كيلو”. تشيع في دنيا أهلي وجماعتي أسماء عديدة نطّت من الوادي المبارك فداخلت أدمغتهم. وحينًا لا يُنادى من تسمّى باسم سابق تسمى به أب أو جد حياءً وإجلالًا، فتسمع من أفواهنا حين مازجها زمزم القديم منذ سنين المجاورة الموغلة في الزمان، نداءات تُطلق على الأولاد مثل: “أبو، أبونا، أبانا، أبا، شيبة، جدي، أميتا!!”. فيتغرب الأولاد في أسمائهم حياءً، يجعلهم يتحرجون في مناداة الأطفال بأسماء سبق أن أُطلقت على الكبار). وهذه الخصوصية للأسماء في مجتمع “ميمونة”، هي التي جعلت الروائي يستطرد طويلًا في تقديم ملابسات الأسماء وأسباب اختيارها وكيفية نطقها. ولأن هذا الاستطراد رغم طوله مبرر فنيا وجاء في خدمة السرد حرصت على استحضاره بكل تفاصيله.

  • الأسماء وخصوصية المكان

كذلك نجد في رواية زهران القاسمي تغريبة القافر شرحا لخصوصية أخرى للأسماء في المجتمع العُماني، وهي التي جعلت الروائي يُقدّم هذا التوضيح عن اسم “مريم”، الاسم الشائع في عوالم القرية التي تجري فيها مسرح أحداث الرواية: (جرَت العادة أن يُذكر اسم مريم بنت حمد ود غانم كاملًا، فلا يُمكن أن يُقال مريم فحسب، ولا مريم بنت حمد، بل يجب أن يُذكر الاسم تامًّا، ولذلك أسباب عديدة، أهمها أنّ في قرية المسفاة الكثير من النّساء المُسمّيات بمريم، فهناك مريم بنت إبراهيم، ومريم الجلولة، ومريم الصّايغة، ومريم حليسا مليسا، وغيرهنّ كثيرات، وبينهنّ أكثر من واحدة اسمها مريم بنت حمد، لذلك لو قال قائل «مريم بنت حمد» ثمّ سكت، سيأتيه السّؤال مباشرةً: «من مريم بنت حمد؟»”).

  • الاسم ومأزق المناداة

وعندما ترتحل الشخصية عن محيطها المكاني، فإن الاسم قد يخلق أزمة ما لتلك الشخصية في مجتمعها الجديد، وهذا ما عانت منه “أورانيا”، بطلة رواية حفلة التيس، التي غادرت جمهورية الدومينيكان وهي في الرابعة عشرة من عمرها، وعاشت في نيويورك حتى أصبحت محامية مشهورة. لذا، لم يجد الروائي “ماريو فارغاس يوسا”، مؤلف الرواية، مدخلًا مناسبًا لتقديم شخصية “أورانيا” للقارئ أكثر من دلالة الاسم وكيف تتم مناداة ذلك الاسم. بل ولأهمية هذا الاسم في تلك الشخصية، جعل افتتاحية الرواية على النحو التالي:

(أورانيا. لم يقدم لها أبواها جميلًا بهذا الاسم؛ فهو يوحي باسم كوكب، أو فلزٍّ منجمي، أو أي شيء آخر إلا أن يكون اسم امرأة ممشوقة القامة لطيفة التقاطيع، ذات بشرة مصقولة، وعينين واسعتين سوداوين تعكسهما لها المرآة حزينتين بعض الشيء. أورانيا! يا له من اسم. لحسن الحظ أن أحدًا لم يعد يدعوها به. فهم ينادونها أوري، أو مس كابرال، أو مسز كابرال، أو الدكتورة كابرال. لم يعد هناك، حسبما تتذكر، من يدعوها في أدريان، أو في بوسطن، أو في واشنطن، أو في نيويورك، باسم أورانيا منذ أن غادرت مدينة سانتو دومينغو، أو بكلمة أدق مدينة تروخييو، لأن اسم العاصمة لم يكن قد أُعيد إليها بعد عندما غادرتها. لم يعد هناك من يدعونها باسم أورانيا، مثلما كانوا يدعونها من قبل في بيتها، وفي مدرسة سانتو دومينغو، حيث كانت الراهبات الأمريكيات وزميلاتها ينطقن بصورة صحيحة تمامًا هذا الاسم غير المعقول الذي ألصقوه بها عند ولادتها. هل خطر هذا الاسم له أم لها؟ لقد فات أوان التقصي عن ذلك، يا فتاة؛ فأمك في السماء، وأبوك ميت في الحياة، لن تعرفي ذلك مطلقًا. أورانيا!).

  • الألقاب تحل محل الأسماء

الروائي قد يكتفي بذكر اسم مهنة الشخصية (الطبيب -الحلاق -المحامي)، وفي حالات أخرى باسم الوظيفة مثل (المدير -الحارس -العمدة)، وغالبًا ما تكون هذه الشخصيات شخصيات ثانوية، لذلك لا يهتم بأمرها لأنها تؤدي دورًا محدودًا في الرواية. والروائي قد يلاطف شخصيته الروائية ويدللها، أو حتى يميزها بلقب ما – وهذا ما نصادفه في رواية بنات الرياض، حيث ميزت الروائية “رجاء الصانع” شخصية “مشاعل” عن باقي بطلات الرواية (قمرة، سديم، لميس) بلقب “ميشيل” أو “ميشال”، الذي يمنحها صفة الفتاة الأرستقراطية أو الفتاة الأجنبية، لكن هذا التدليل كان مبررًا لأن جذور تلك الشخصية كانت مختلطة بين السعودية وأمريكا.

  • تغييب الاسم

في المقابل، نجد الروائي “شكري المبخوت” يطلق على شخصيته الرئيسية “عبد الناصر” لقب “الطلياني”، ذلك اللقب الذي حمل اسم الرواية. لكن عندما أورد الراوي أسباب تسمية “عبد الناصر” بلقب “الطلياني”، بدا الأمر وكأنه غير مقنع للقارئ، لأن ذلك التبرير لا يمنحنا حجة إقناعية بلقب “الطلياني”: (لا أعرف متى بدأ الجميع في العائلة الموسّعة وفي الحيّ ينادون عبد الناصر بالطّلياني. غير أنّ نسبته إلى برّ الطليان قويت وترسّخت على مرّ الأيّام وازدادت وضوحًا وتبلورًا. وهذا أوّل اختلاف ميّز عبد النّاصر داخل العائلة ولفت إليه الانتباه بحيث أصبح محطّ الأنظار منذ صغره). والأمر المهم أن الروائي كان يتناوب في تسمية شخصيته الروائية، مرة باسم عبد الناصر، ومرة بلقب الطلياني، وكان المفترض أن ينوب اللقب عن الاسم الحقيقي للشخصية، بما أن “الطلياني” أصبح عنوانًا للرواية. إن تغييب الاسم الحقيقي للشخصية قد يأخذ حالات متعددة، ومنها ظروف وطابع حياة الشخصية الروائية، كما في “اسزلو ألمانسي”، متعدد الجنسيات، بطل رواية “المريض الإنجليزي” لمايكل أونداتجي، التي تدور أحداثها في نهاية الحرب العالمية الثانية، في فيلا مهجورة، في قريةٍ إيطالية، حيث تعتني الممرضة “هانا” برجلٍ يُدعى “اسزلو ألمانسي”، وهو رجلٌ مصاب بحروقٍ شوّهت جسده، ولأنّه غامض ومتعدد الجنسيات، سُمّي بـ”المريض الإنجليزي”. وهنا أيضًا سنجد أن الاسم البديل أصبح عنوانًا للرواية. وفي عناوين أخرى لبعض الروايات، قد يكون وجود الاسم مضللًا أو مخادعًا. فمثلًا، في رواية عشاق بيّة، لا وجود بشكل رئيسي لشخصية “بيّة” في أحداث الرواية. وفي رواية امرأة الضابط الفرنسي، لا وجود لشخصية “الضابط الفرنسي”. وهذا التغييب لتلك الشخصيات لا يمثل خديعة عناوين، ولكنها من حيل السرد.

إذا كان عتيق رحيمي في روايته “حجر صبر” غيب أسماء ابطال روايته واكتفى بمسمى الزوج الزوجة والعمة فأنه في رواية “ألف منزل للحلم وللرعب”، أعلن الروائي عن أسماء أبطاله في الصفحة الـ74، وكان هذا التأجيل متناغمًا مع رتم الرواية التي بلغ عدد صفحاتها 164. وقد يكون مبرر الإعلان عن اسمي بطلي الرواية هو ضجر بطلة الرواية من اللقب الذي كانت تُنادى به:

-أختاه

-مهناز. اسمي مهناز. لا أحب فعلًا أن ينادوني “أختاه”، وأنت ما اسمك؟

-فرهد

أما في رواية اللون الأرجواني فلم نتعرف على اسم “ألفونسو”، زوج والدة “شوغ”، إلا عندما توفي، حيث كانت تناديه باسم “الأب”، وهذه التسمية لعبت دورها في توتر أحداث السرد. فقد كان ألفونسو يعتدي على شوغ وأختها التي هربت الى إفريقيا، وكان القارئ طوال السرد يعتقد أنه والدهما لأنها كانت تسميه “أبونا”. لكن إبراز اسم “ألفونسو” جعل طابع الأحداث يختلف، والنظر إليه تم برؤية مغايرة: (مات الرجل الذي عرفناه على أنه أبونا. سألتني شوغ منذ فترة: لماذا تسمينه أبي؟). وفي عبارة أخرى تقول الساردة على لسان “شوغ”: (ولكن فات الأوان لأدعوه ألفونسو. لا أذكر أن أمي نادته يومًا بهذا الاسم. لطالما قالت: “أبوكِ”. أظن أنها فعلت ذلك لتجعلنا نصدق أكثر).

وليس وحده “ألفونسو” الذي تم تغييب اسمه ولم يُكشف عنه إلا عند الوفاة، فسنجد نموذجًا آخر يماثل هذه الحالة ولكن بشكل مختلف. ففي رواية شارع العطايف لعبد الله بن بخيت، نجد أن شخصية “شنغافة” لم يُعلن عن اسمه الحقيقي “تيسير” إلا لحظة إعدامه، وذلك في البيان الرسمي لوزارة الداخلية: (لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا. دقائق فصلت بين نزول شنغافة من الجيب وخروج المذيع. فتحت النافذة، فأطل منها رجل أبيض بدت عليه الهيبة، يلبس بدلة سورية شبيهة بالبدلة التي اشترتها معدية ليلبسها شنغافة يوم العيد. ألقى نظرة هنا وهناك، ثم أبرز ورقة كانت بيده، وقبل أن يقرأ منها، حمد الله على نعمة الأمن وشكره على توفيقه للقبض على المجرمين والعابثين والمفسدين في الأرض، ثم رفع رأسه وقرأ بصوت أعلى: أُعدم المدعو تيسير عتيق الأميرة).

  • ما بين إخفاء هوية الاسم واعلانها

في نموذج يجسد مأزق هوية الاسم، نجده في بطل رواية ساق البامبو لسعود السنعوسي، حيث إن الشخصية الرئيسية تعاني ثنائية الاسم وازدواجية الهوية. فهو «هوزيه ميندوزا»، وهو أيضًا «عيسى الراشد»؛ الاسم الأول كنيته في الفلبين، والأخير اسمه في الكويت، وفي ظل ثنائية الاسم سيعيش بطل الرواية مأزق ازدواجية الهوية. وإذا كان سعود السنعوسي تعمد إظهار ثنائية الاسم لكي يمنح بطله مزيدًا من الشتات الأسري والاجتماعي، فإن الروائي الهندي “فيكاس سواراب”، مؤلف رواية أسئلة وأجوبة، يختار اسم بطله الروائي ببراغماتية مطلقة. فقد كان يريد أن تذوب ملامح انتماء تلك الشخصية الروائية في المجتمع الهندي، ويجعل خصوصيتها شمولية كتجسيد للعالم المصغر في الهند. وكان أولى ملامح هذا التذويب أن يختار لها هذا الاسم الشمولي “رام محمد توماس”. ولهذا، يقول “فيكاس سواراب” عن هذا الاسم: (في الهند، كل اسم هو رقعة دالة (ليبل)، حبلى بالمعنى. لذا، فإن اسمك، أو لقبك، قد يكشف دينك، جغرافيتك، وفي بعض الأحيان، عاداتك الغذائية حتى. وكنت أريد أن يمثل بطل روايتي كل ابن شارع في الهند، سواء أكان يغسل الأطباق في مومباي أو يعمل بائعًا متجولًا في دلهي. من هنا، وهبته هذا الاسم الذي يشتمل على كل شيء. (رام محمد توماس) هو، بشكل من الأشكال، يتجاوز الدين والطبقة الاجتماعية – إنه الكل، إنه تجسيد للعالم المصغر للهند)

لكن في حالات أخرى، يصبح أمر التسمية كهوية متعلقًا بموروث وقناعات لها خصوصيتها في ذهنية الشخصية الروائية، وقد ترتبط باسم يمثل النموذج الفكري أو السياسي، وأحيانًا يكون مرتبطًا بالمعتقد الديني. ففي رواية “الـبـكـاؤون ” لـ عقيل الموسوي، كان الحاج عبد العلي يرغب في أن يسمي حفيده باسم جمال: (يحلم بأن يمنح أحدًا من نسله الاسم الذي يسكن قلبه منذ سنين: جمال، حبًّا في جمال عبد الناصر). لكن الجدة، التي كانت تحرص على تسمية مواليد الأسرة بأسماء ذات دلالة مذهبية، اختارت له اسم “صادق”: (لكن أحلام الوالدين تلاشت أمام صرامة الجدة، تصرّ على أسنانها:

صادق، ولا اسم غيره! عسى الله أن يجعله له حرزًا يحميه من المعاصي). وفي بعض الأحيان، يبرر الروائي ظروف اختيار الاسم الذي يتعلق بالثقافة التي تنتمي إليها تلك الشخصية، ولماذا سميت بذلك الاسم، كما فعل هاروكي موراكامي في رواية جنوب الحدود، غرب الشمس، حيث شرح لنا ماذا يعني اسم “هاجيمي”، أي “البداية” باليابانية: (يصادف عيد ميلادي 4 يناير/كانون الثاني 1951، الأسبوع الأول من الشهر الأول من السنة الأولى من منتصف القرن العشرين. أظن أن هذا سبب تسمية والداي لي “هاجيمي”، أي البداية باليابانية).

  • الأسماء كعناوين للروايات

أيضا سنجد للاسم الروائي سطوة وكاريزما تجعل الروائي يتخذه عنوانًا لروايته، وهذا التفضيل ساهم في شهرة تلك الشخصيات الروائية، مثل: (“زوربا” لـ نيكوس كازانتزاكيس ، “سدهارتا” لهرمان هسه، باولا لإيزابيل الليندي) وكذلك اتخذ بعض الروائيين العرب من أسماء شخصياتهم الروائية عناوين، ماعد نجيب محفوظ الذي برغم العدد الكبير لرواياته الا انه لم يمنح أي شخصية روائية المجد بأن تصبح عنوانا ” ابن طراق” بدر السماري ومحمد السماري، “ميمونة” لمحمود تراوري، ، نادية ليوسف السباعي). وقد يترحل الاسم ليكون عنوانًا ذو دلالة سردية تمنح القارئ إشارة ما تدل على سياق أحداث الرواية، مثل: يا مريم لسنان أنطوان “تريستانو يحتضر” و” بيريرا يدعى” لـ أنطونيو تابوكي، “قصة مايتا “لماريو بارغاس يوسا، “يوم في حياة إيفان دنيسوفيتش”  لـ “ألكسندر سولجنتسين” البحث عن وليد مسعود”  لجبرا إبراهيم جبرا، “كافكا على الشاطئ” لـ هاروكي موراكامي) وقد يكون عنوان الرواية اسمًا ثنائيًا، مثل: ( جين آير لـ شارلوت برونتي ، بيدرو بارامو لـ خوان رولفو، الزيني بركات ل جمال الغيطاني). وقد يحمل الاسم كعنوان إشارة إلى معطيات الشخصية في الرواية، تدل على مهنتها أو على سلوكياتها، مثل: “غاتسبي العظيم” لـ سكات فيتزجيرالد،” بارتلبي النساخ” لـ هرمان ملفيل، “جاك المؤمن بالقدر” لـ دنيس ديدرو، “مادونا صاحبة معطف الفرو” لـ صباح الدين علي، “روائح ماري كلير” للحبيب السالمي، وقد يأخذ عنوان الرواية الاسم كدلالة عائلية، مثل: (“مدام بوفاري” لجوستاف فلوبير، “آنا كارينينا” لتولستوي، “الأخوة كارمازوف ” لديستويفسكي، “عائلة باسكوال دوارت”  ل اميلو خوسيه ثيلا).

  • الأسماء في سياق الثقافات والترجمة

أخيرا، قد تتخذ إشكالية الأسماء الروائية بعدا مختلفا يمتد الى خارج نطاق تعامل الروائي مع شخصياته. حيث تلعب معطيات ثقافية واجتماعية دورها في طريقة التسمية، وهذا ما يعاني منه قراء الروايات الروسية المترجمة من تعدد إطلاق عدة أسماء على كل شخصية، مما يثير ضجر البعض منهم بسبب عدم استيعابهم لعادات الروس ومغالاتهم في إطلاق عدة أسماء على كل شخص. وهذه المعاناة من أسماء الشخصيات الروسية لا تتعلق بالقراء العرب وحدهم، بل نجد في رواية النفق للكاتب “إرنستو ساباتو” جدلًا ونقاشًا عن الإبداع بشكل عام، ويتم خلال ذلك الحديث التطرق للرواية الروسية، فتقول “ميمي” لبطل الرواية الرسام “خوان بابلو كاستيل”:

(تصوّر أني لم أتمكن من إتمام قراءة أية رواية روسية أبدًا. إنها متعبة جدًا. تظهر فيها ألوف الشخصيات، وفي النتيجة تجد أنهم ليسوا أكثر من أربعة أو خمسة فقط، فعندما تبدأ بشخص يدعى ألكسندر، تجد فيما بعد أن اسمه “ساتشا”، ثم “ساتشكا”، ثم “ساتشنكا”، وسرعان ما يتضخم فيصبح “ألكسندر فيتش يونين”. وما تكاد تهتدي حتى يعودوا إلى تضليلك من جديد).

لهذا، حاول مترجم رواية دكتور جيفاكو للكاتب والشاعر الروسي “بوريس باسترناك” تيسير مشكلة كثرة الأسماء للقارئ، فكتب في مقدمة الرواية:

(نظرًا لكثرة أسماء أبطال هذه القصة الضخمة، وتعدد شخصياتها، وتشابه الكثير من هذه الأسماء وتعقّدها، وتيسيرًا على القارئ في تذكّر الشخصية التي يرمز إليها كل اسم يجيء في سياق القصة، ومعرفة دورها في أحداثها، فقد رأيت أن أعدّ لك فيما يلي فهرسًا “أبجديًا” لهذه الأسماء ومدلولاتها، ليعينك على تفهّم القصة على الوجه الأكمل).

وإذا ما تجاوزنا إشكالية الأسماء في الرواية الروسية، فإن هناك مواجهة أخرى تصادف القارئ مع الروايات المترجمة، حيث تبدو إشكالية الأسماء حاضرة في بعض الروايات المترجمة، إذ يكتب كل مترجم الاسم بحسب رؤيته وثقافته وقربه من لغة النص الأصلي. لذا، نجد في رواية قصة موت معلن أن ترجمة اسم والدة “تياغو نصار” تختلف بين المترجمين؛ ففي ترجمة عبد المنعم سليم (نسخة مدبولي للنشر) نجد الاسم “بلاسيدا لينيرو”، بينما في ترجمة صالح علماني (نسخة دار المدى) يكتب “بلاثيدا لوثيرو”. ولهذا، كتبت إيزابيل كمال في مقدمتها لترجمة رواية إلى الفنار لفرجينيا وولف أن كتابة الاسم بالشكل الصحيح كان هاجسها الأول: (ومن أول الأسئلة التي أثارت ارتباكًا وحيرة لدي كانت أسماء الشخصيات، لعلمي أن الكاتب في كثير من الأحيان يضع أسماء شخوصه عن عمد وبقصد ما، كإشارة رمزية إلى أمر ما، وليس اعتباطًا. ووجدتني أبحث في مواقع الإنترنت عن اسم العائلة التي ينتمي إليها أبطال الرواية وتنتمي إليها الشخصيتان الرئيسيتان في العمل؛ وهما السيدة والسيد “رمزي”، أو بالأحرى اسم العائلة “رمزي”. حيث إن نسبة لا بأس بها من الأمريكيين والبريطانيين وغيرهم من الشعوب التي لا تنطق العربية تنتشر بينهم أسماء تبدو لنا عربية، أو شبيهة تمامًا بأسماء عربية. هكذا بدأت بالبحث أولًا عن كيفية النطق، فوجدتها مطابقة لنطقنا لاسم رمزي، لكني وجدت أن اسم “رمزي” الوارد في الرواية اسم إنجليزي قديم، معناه “جزيرة الكبش” أو “جزيرة الغراب”. وهنا تأكدت من قصد الكاتبة، حسب رؤيتي الخاصة للرواية؛ حيث تدور أحداث الرواية في جزيرة صغيرة قريبة من الفنار، وتسيطر شخصية الأب، السيد رمزي، على باقي شخصيات الرواية بسيطرة ذكورية بائسة).

————————–

الآراء والأفكار الواردة في المقالة تمثّل وِجهة نَظر الكاتب فقط.

الوسوم: معنىمقالات معنى
ShareTweetSendShareSend
المقال السابق

التعافي من صدمات مرحلة الطفولة: اكتشاف الذات الحقيقية | من «سيكولوجي توداي»

المقال التالي

 بالنسبة لهؤلاء الكُتاب، ألعاب الفيديو ليست مجرد وسائل للترفيه، وإنما هي فن  | من «نيويورك تايمز»

كيف تعرف مَن يستحق ثقتك؟ | من «سايكي»

التداوي عبر الكتابة من واقع الحياة | من «سايكي»

17 يوليو، 2025

تعين الكتابة عن الصدمات التي تعرضت لها على معالجة تجاربك المؤلمة، وتزوّدك بالمهارات الحياتية للتغلب عليها. 

هل الاختبارات القياسية عنصرية، أم ضد العنصرية؟ | من «ذا أتلانتيك»

هل الاختبارات القياسية عنصرية، أم ضد العنصرية؟ | من «ذا أتلانتيك»

14 يوليو، 2025

نعم بقلم: نيل لويس جونيور إنّهم يُعدّون قوائمهم ويُراجعونها مرّتين، ويُحاولون تحديد مَن سيُقبل في الجامعة ومَن لن يُقبل. هذا...

لا تكبت غضبك، بل وجِّهه | من «نيويورك تايمز»

لا تكبت غضبك، بل وجِّهه | من «نيويورك تايمز»

13 يوليو، 2025

غالبًا ما يُقال لنا أن نركز على الإيجابيات، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن جرعة صحية من الغضب يمكن أن...

نسخة قابلة للعرض: في صناعة العلامة التجارية للذات | بدر مصطفى

نسخة قابلة للعرض: في صناعة العلامة التجارية للذات | بدر مصطفى

11 يوليو، 2025

الذات في زمن العرض المستمر تُختزل إلى شعار مصقول، وتُستهلك في سبيل الظهور، لا في سبيل الوجود.

عن منصة معنى

«معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف.

روابط سريعة

  • أرشيف معنى
  • مكتبة معنى
  • تطبيق معنى
  • الأفلام

التصنيفات

Articles & Essays SJPS أوراق ودراسات إعلانات معنى إيون الحياة الطيبة الفلسفة الآن الفيلسوف الجديد المتن الفلسفي المتن الفلسفي بودكاست ذا أتلانتيك سايكي سيكولوجي توداي غير مصنف مراجعات مقابلات وحوارات مقالات نيويورك تايمز
  • الرئيسية
  • من نحن؟
  • الكتّاب
  • شروط النشر
  • نشرة معنى
  • السلة
  • الشروط والأحكام
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا
  • English
  • Chinese

© 2024 منصة معنى الثقافية

مرحبا بك!

قم بتسجيل الدخول إلى حسابك

هل نسيت كلمة المرور؟ تسجيل

قم بإنشاء حساب جديد!

املأ النموذج أدناه للتسجيل

جميع الحقول مطلوبة. تسجيل الدخول

طلب إعادة تعيين كلمة المرور

يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.

تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استخدام عنوان البريد الإلكتروني
لست عضو الآن ؟ سجل الآن
استخدام Google
استخدام Apple
Or Use Social
إعادة تعيين كلمة المرور
استخدام عنوان البريد الإلكتروني
تسجيل
هل أنت مستخدم مسجل بالفعل؟ تسجيل الدخول الآن
No Result
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • مقابلات وحوارات
  • مقالات
  • مراجعات
  • أوراق ودراسات
  • المجلة السعودية
  • الفيلسوف الجديد
  • صوت معنى
  • دخول / تسجيل

© 2024 منصة معنى الثقافية

-
00:00
00:00

قائمة التشغيل

Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00