يحاول إيمانويل ليفيناس في ‘المعنى والحسّ‘ (١٩٦٤)، كما هو شأنه أغلب الأحيان، أن يفسّر لماذا ‘الوجه‘، ذلك المصطلح المعبّأ في كتاباته، ليس هو من نوع الوجه الذي قد نظنّ أنّنا نعرفه:
فالآخر الذي يُمظهر نفسه في الوجهٍ، كما كان، إنّما يقتحمُ ماهيّته البلاستيكيّة الخاصّة، مثله مثل كائن يفتح النافذة على الهيئة التي كانت قد اتخذتها هي بالفعل. إنّ تمظهره طافحٌ على العجز الحتميّ للتمظهر. وهذا هو ما تعنيه عبارة ‘‘الوجه يتحدّث‘‘. إذ إنّ تمظهر الوجه هو الإفشاء الأوّل. فالتحدّث هو، قبل أيّ شيء آخر، عبارة عن طريقة للتبدّي من وراء ظهور المرء، من وراء هيئته، هو انفتاح داخل الانفتاح. (Levinas 1996a, 53; 1964, 144–145).
يُقدّم تاركوفسكي، لوهلةٍ، شيئاً ليس هو نفسه لكنه قريب (وإن على بُعدٍ) من شيءٍ يقوم به ليفنياس، بالكلمات، لنقل انفتاح النافذة، والوجه الكامن وراء الوجه، لـ‘هذه السبيل المنحدرة من وراء مظهر المرء، من وراء تشكّله، هذا الانفتاح داخل الانفتاح‘.
لتحميل الورقة: تاركوفسكي وليفيناس – منصة معنى