مقالات

«لديك اكتئاب» هل تكفي كلمتين؟ عن اللغة داخل العيادة النفسية | زهراء الشهري

أحد أقدم المسميَّات التي أُطلقت على العلاج النفسيّ هو «العلاج بالكلام Talk Therapy». المحادثات التي يروي فيها المراجِع مشكلاته، ويتفاعل فيها المعالِج مع ما يسمعه، هي الأرض الأساس التي توضع فيها بذور هذه العلاقة الإنسانية. بالكلمات -وما وراء الكلمات- تتجذَّر العلاقة، وتنمو، محملةً بكل الإمكانيات العلاجية.

من المهم أن يكون الممارسين النفسيين على دراية بنوع اللغة التي يستخدمونها، وماهية حدودها، وتأثيراتها المختلفة؛ فكما يمكن للغة أن تكون حبل وصل متين، يُمكن أيضًا أن تكون حاجزًا منيعًا، أو مستنقعًا لسوء الفهم.

في هذه المقالة سأتطرّق إلى وجهين من الأوجه اللغوية التي تصيغ شكل المحادثات العلاجية، وتُسهم في تحديد مآلاتها:

الأول/ توصيف الصعوبات النفسية: اللغة التشخيصية مقابل الخبرة الذاتية (الاكتئاب نموذجًا).

الثاني/ توظيف السرد في العلاج النفسي:

  • السرد بوصفه طريقة لفهم الإنسان.
  • صياغة الحالة، النموذج العلمي لسرد القصة.
  • المنهج السردي: مدخل إلى ممارسة أكثر أخلاقية.

توصيف الصعوبات النفسية: اللغة التشخيصية مقابل الخبرة الذاتية

كان لزامًا على الباحثين في المجال النفسي توحيد الوصف اللغوي للظواهر النفسية؛ لبناء مرجعية ثابتة تساعد المختصِّين النفسيين على إيجاد أرضية فهم مشتركة، وتنظيم عملية إنتاج المعرفة العلمية. ونتيجة للمماهاة بين الأمراض الجسدية والصعوبات النفسية، جُنِّدت الجهود البحثية للكشف عن أيّ علامات بيولوجية قد تسبق الأعراض النفسية، أو تصاحبها، وتفسِّر وجودها. وبغض النظر عن نتائج هذه الجهود البحثية -إذ ليس هذا موضوع المقالة الحالية- فقد أصبغ هذه الفهم على اللغة طابعًا طبيًّا، يظهر هذا جليًّا في اللغة التشخيصية المعتمدة على الأدلة التشخيصية، مثل: الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM.

وجود هذه اللغة -بحدّ ذاته- لا يمثّل إشكالاً، بل أن وجودها قد يكون مفيدًا في كثير من الأحيان. تكمن المشكلة في طريقة تداولها واستخدامها بشكلها الجامد والمقولب من قِبل الممارسين النفسيين وكأنها الإطار الموحّد والوحيد لفهم الخبرة النفسية، والتعامل معها.

«لديك اكتئاب»، من واقع مُشاهَد، قد يكون هذا أبرز ما يسمعه أحدهم في جلسته العلاجية الأولى، تُقال كأنها تشرح كلّ شيء!

إضفاء مسمَّى معروف على أعراضٍ غامضة؛ قد يُولِّد درجةً من الشعور بالارتياح أو الاطمئنان لدى البعض، كما أنّه قد يكون ضروريًا ومنقذًا للبعض الآخر. التسمية لا بد منها. الحديث هنا حول كونها ليست كافية ودقيقة ومعبِّرة في وصفها للظواهر النفسية. يستخدم الكثير من المراجِعين الاستعارات في محاولة منهم لاستنطاق الألم النفسي. كل استعارة تحكي نوعًا خاصًا من الألم. في الاكتئاب على سبيل المثال: حتى وإن كانت الأعراض الظاهرة متشابهة، إلاّ أنّ لكل كآبة خصوصيتها، هنا بعض الاستعارات من أشخاص يصفون خبرة الاكتئاب:

1- «أعيشُ في فضاء موحش، لا يُسمع صوتي، ولا يُرى مكاني».

2- «عالقٌ في حُلم مرعب، استنفدتُ كلّ محاولتي لأستيقظ منه، ولَم أستيقظ».

3- «كأنَّما أسقطُ إلى الأبد في هوّة بلا قاع».

تحضرني أيضًا استعارة «الظلام المرئيّ»، التي أختارها الكاتب ويليام ستيرن، عنوانًا لكتابه الأخير، الذي كتبه بعد أن زادت أعراض اكتئابه -في مقتبل الستيّنات من عُمره- في محاولة منه للتعبير عن الصراع الداخلي النابع من غموض أعراض الاكتئاب، وصعوبة إعلانها بالكلمات، يقول:

«الاكتئاب اضطرابٌ في المزاج، مؤلم بشكل غامض، ومراوغ في الطريقة التي يصبح بها معروفًا للذات، إنّه يقترب من كونه فوق الوصف. وعلى الرغم من أنّ الكآبة سائدة وتتردد على أمزجة البعض، ممّا يمنحهم تلميحًا للاضطراب في شكله الكارثي. إلاّ أنّ الاكتئاب غير مفهوم -تقريبًا- لأولئك الذين لم يَختبروه في وضعه المتطرّف».(1)

لقد كان الكتاب بمثابة احتجاج لغوي صارخ على محدودية مفردة «الاكتئاب»؛ إذْ يجادل ستيرن بأنّ مفردة «ميلانخوليا»، هي الأكثر دقّةً في وصف قتامة هذا الاضطراب؛ ربما لأنّها لم تُستهلك كثيرًا في غير سياقاتها، كما حدث مع كلمة «الاكتئاب»!

«اكتئاب»، لقد انزلقت دلالة هذه المفردة انزلاقًا خطرًا من البؤرة المركزية لمعناها الأصل، أصبحت دارجة ومخفَّفة ومضلِّلة، إلى حدّ أنها لم تعد كافيةً لتشير إلى ما يفترض بها الإشارة إليه. ويشمل ذلك العديد من المسمّيات التشخيصية التي تعرّضت إلى التضخم الدلالي، من خلال الإفراط في استخدامها، والترويج لها بوصفها رزمة محددة من الأعراض.

تمثّل الاستعارات أحد منافذ اللغة المهمة لتجسيد المجرد بشكل محسوس، وقد تناولتها العديد من النظريات العلاجية والأبحاث التي تهتم بعلاقة اللغة بالنفس. منها منهج العلاج بالقبول والالتزام «آكت» ACT، الذي يقوم على فكرة أنّ اللغة ساهمت في تكوين المشكلة ابتداءً، ويمكن أيضًا باستخدامها أن نخلَق الفرق، ونتبنَّى نظرة جديدة أكثر مرونةً لواقعنا.(2)

بثرائها اللغويّ والتخيّلي، تنقل الاستعارات بعض ما يعنيه الاكتئاب لأشخاص مختلفين، ربما يتشابهون في غياب أفق المستقبل، والشعور بالعجز أمام وضع لا يُمكن التحرّر منه، لكنهم مختلفون، إذْ تتخذ كل معاناة شكلاً ومعنىً خاصًا بها. وتفاصيل هذه الخصوصية هي ما ينبغي أن تكون حاضرةً في المحادثات العلاجية.

اللغة التشخيصية لغة مفصِّلة ومصنِّفة للاضطرابات النفسية، لكنها منفصلة عن المجال النفسيّ للفرد الذي تحدث فيه وتؤثِّر عليه. حين نستخدمها بوصفها مرادفًا للخبرة الذاتية، ونتبعها بطريقة آليّة، ونبني عليها التدخلات العلاجية، نغفل عن أهم جانب علينا الالتفات إليه: فرادة الخبرات، والمعاني الشخصية، والسياقات الثقافية والاجتماعية التي ساهمت في تكوينها. الاعتماد الكلّي على هذه اللغة؛ يُضعِف من إمكانية الوصول إلى دهاليز قصص الأشخاص وفهمها. هناك، حيث نشأت الصعوبات، ووطأت بثقلها على الهُويّة، وتأصّل معناها في النفس. إنّ النضال الإكلينيكيّ الموجَّه بالكامل -بلغته وأدواته- إلى الاضطراب، لا يمسّ عمق معاناة الشخص الفعليّة، ولا يتمكن من تخفيفها.

السَّرد بوصفه طريقة لفهم الإنسان

يحمل كل إنسان دراما داخلية مستمرة تمنحه إحساسًا شبه مستقرّ بهويّته. يمثّل سرد القصص موقفًا رافضًا للاّ معنى، والعبث، والاغتراب، والفراغ، والفناء. كما تشتد الحاجة إلى ترسيخ بنية السرد الذاتي في أوقات الأزمات، حين تواجه الهُويّة خطر التشظي أمام الظروف القاسية. يحدث للسجناء والمحاربين والمرضى أن تراودهم رغبة ملحّة بالكتابة في أزماتهم(3). يسردون القصص ليرسخوا بها معانيهم، وقيمهم، وكل ما يُمكن أن يقوّيهم في وجه اليأس. إنهم يُودعون في قصصهم ما يخشون فقدانه. أو ربما يحيَون من خلال سردها، كما يفترض عبقريّ اللغة فيتغنشتاين، بأنّ «إحياء الخبرات الشخصيّة عن طريق سردها هو شكل أساسيّ من أشكال الحياة».(4)

في العقدين الماضيين تسرَّب مفهوم السرد بسلاسة إلى المجال النفسي الأكاديمي والعيادي، في هذا الاقتباس يصرِّح ثيودور سابرين بمركزية السرد في حياته العِلمية والعمَلية، بصفته أستاذًا أكاديميًا في علم النفس المرضيّ ومُمارس نفسي عيادي: «أثناء تدريسي لعلم النفس المرضيّ، وجدتُ أنّ من المفيد كتابة تقارير تاريخ الحالات وتحليلها بوصفها قصصًا لأشخاص محددين، بدلاً من استعراضها بوصفها تجارب منتهية لأشخاص مجهوليّ الهُويّة. وفي دوريّ كمُمارس نفسيّ، لم أتمكن من القيام بعملي، إلاّ بوضع العملاء والآخرين المهمِّين لهم، في حبكة سردية».(5)

يلعب السرد دورًا محوريًّا في العلاج النفسي، يأتي الناس إلى العيادة النفسية بقصص مبتورة، وغير منطقية، وربما ما يدفعهم إلي طلب العلاج هو أنّ هذه القصص أصبحت مؤلمة بشكل لا يُحتمل. يكاد يكون السرد الذاتي مستهدفًا في أيّ منهج لعلاج نفسي. أشارت نظريات العلاج النفسي -بشكلٍ أو بآخر- إلى ذلك، مع اختلاف المسمّيات. جزء من المعاناة النفسية يكمن في طبيعة السرد الذاتي الذي يحمله الفرد كتعريف لذاته. وجزء مهم من العلاج النفسي يتمثّل بفهم هذا السرد وإعادة بنائه بطريقة فعَّالة.

صياغة الحالة: النموذج العِلميّ لسرد القصة

في السعي إلى الموازنة بين صلابة الموضوعية وميوعة النسبية؛ بين اللغة العلمية الموجودة في الكتب والأدلة، واللغة السردية التي يحكي بها الناس قصصهم، حاملةً بين ثنايا أحرفها المعاني، والمشاعر، والأفكار الخاصَّة بهم، تتبادر إلى الذهن «صياغة الحالة» Case Formulation، باعتبارها جسرًا يوائم بين المنظور العلمي الموضوعي، والمنظور الذاتي للصعوبات النفسية. هي عملية تعاونية يتشارك فيها المعالِج والمراجِع، لتكوين تصوّر للصعوبات النفسية بأكثر الأشكال شمولية. هناك أنواع لصياغات الحالة تستند جميعها على أساس علميّ متين، مستمد من النظريات والمبادئ والنفسية، ونتائج الأبحاث العلمية. وهي -على تعدد توجهاتها وطرائقها- تهدف إلى إيجاد فهم مشترك. يتضمن تحديد جوانب المشكلة الحالية، حصر العوامل البيولوجية والاجتماعية والثقافية والشخصية التي ساهمت في تشكّلها واستمراريتها. وأيضًا الاستراتيجيات التي استخدمها الشخص لمواجهة هذه المشكلة، ونقاط القوة التي كانت -ولا تزال- موجودة في بنائه الشخصي. ثمّ تحدّد بناءً على ذلك الأهداف والخطة العلاجية.(6)

إنَّها مقاومة للاجتزاء والاختزال، وهذا ما يضفي عليها قيمتها، إذ تعمل على إعادة تركيب الزوايا الحادة والمبعثرة للقصة في شكل هندسي واحد، يتمحور حول الشخص ككل، لا مشكلته فحسب، مما يجسّد القصة بطريقة أكثر واقعيةً ووضوحًا وإنصافًا. حين يلتقط الشخص هذه الأبعاد البانورامية لمشكلته، يمكنه أن يفهم موقعه من كل ذلك، ويصبح قادرًا على النظر إلى مشكلته بتخفّف، بجانب التفكير فيها بفاعلية.

 

المنهج السردي: مدخل إلى ممارسة أكثر أخلاقية

أصبح مفهوم السرد معروفًا وشائعًا بصورةٍ أكبر بعد أن استحدث مايكل وايت وديفيد ايبستون منهجًا علاجيًا يرتكز على مفهوم السرد في فلسفته وتدخلاته، ينبثق من العلاج الأسري، ويستقي الكثير من نظرية البنائية الاجتماعية، وما بعد الحداثة.(7) وقد أسهم هذا المنهج العلاجيّ في إضفاء بُعد جديد، حيث يسلِّط الضوء على تأثير الخطابات المهيمنة على حياة الأفراد، وتشكيل هوياتهم، وانتقائهم السردي؛ ما يُقال وما لا يُقال. ومن ثمّ، رؤية كيف تتشابك الخطابات والسرديات داخل مؤسسات الصحة النفسية، مع ما هو خارجها، وتؤثِّر وتتأثَّر ببعضها في عملية تبادلية ديناميكية.

يتجلَّى الدور الأخلاقي للمُمارس النفسي في التفاعل مع هذه السرديات. إنّ التعاطي مع الصوت المقهور للمضطهدين والمهمشين يمثّل أصعب التحديات الأخلاقية التي يواجهها المُمارسون النفسيون. إذ يمكن أن يكون موقف الحياد هنا ليس إلا امتدادًا داعمًا للخطابات القمعية!

لمايكل وايت رأيّ تجاه ادعاء الحياد المطلَق في العلاج النفسي، من خلال تأثّره بنظرة ميشيل فوكو للمعرفة والسُلطة، حيث يرى انتفاء القصص المحايدة، كما لا يُمكن الاستماع إلى القصص بحياد. فاللغة التي نروي بها القصص لتساعدنا على تنظيم وفهم خبراتنا، هي لغة مُستقاة من المجتمع وثقافته. لذا، فإنّ المعاني التي تحملها هذه القصص، ليست فردية وذاتية، بل مشتركة لا تخرج عن إطار المجتمع الذي نعيش فيه. وإذا كان المعالجون يرغبون في تحدي الظلم، فيجب عليهم تحدي تلك السرديات التي ترتكز على الخطابات القمعية السائدة.(8)

«بدل أن أكون ذلك الشخص الذي يأتي منه الخطاب، أفضِّل أن أكون فجوةً رهيفةً في مجراه العرضيّ، ونقطة اختفائه الممكنة». – ميشيل فوكو(9)

امرأةٌ في الأربعين تعرّضت لأشكال مختلفة من القمع والإهمال خلال نشأتها في الطفولة، ارتبطت مبكرًا بزوج معنِّف ومُسيء، وخاضت منذ سنوات تجارب علاجية: أدوية نفسية، وجلسات علاجية. تتذكّر من هذه التجارب بوضوح -أكثر من أي شيء آخر- التشخيصات التي حصلت عليها: فقد شُخِّصت خلال رحلة بحثها عن الخلاص بثلاثة تشخيصات مختلفة: اكتئاب، واضطراب كرب ما بعد الصدمة، واضطراب القلق المعمم. إنها لا تعرف من قصتها سوى كونها الشخص الضعيف، المغلوب على أمره، (والمريض) الذي دائمًا ما يكون هناك سيفٌ حاد موضوعٌ على رقبته، ومصيرٌ محتوم من الأسى عليه أن يتجرعه. مُثقلةً بهذا السرد الذاتي، محملةً بالعجز وعدم الكفاية، أتت إلى العيادة النفسية بعد وصولها إلى مرحلة فقدت فيها القدرة على الإحساس بالحياة، أو الرغبة فيها. تتساءل: ماذا حلَّ بي؟ ربما ساعدت الأدوية وجلسات العلاج النفسي التي مرّت بها على التخفيف من حدة الأعراض التي تعاني منها، لكن ما أودّ الإشارة إليه هنا هو كيف أنّ الخطاب الطبي الفردي المرتكز في ممارسته على التشخيص، أبقاها عالقةً في نفس الحبائل التي نُسِجت منها معاناتها. وبدلاً من تفكيك موارد سرديتها، أضاف موردًا جديدًا. فهنا صادق طبيبها/معالجها النفسي هو الآخر على السردية التي أوصلتها إليه. نعم، المشكلة فيكِ أنتِ، هناك خللٌ في تركيبتك النفسية، في سِماتك الشخصية، في أنماط تفكيرك!

ليس على المُمارس النفسي أن يكون مصلِحًا اجتماعيًا، أو ثوريًا في وجه الظلم، لكن هناك الحدّ الأدنى الذي لا بد منه، وهو ألّا يتواطأ -بالخفاء- معه. كثيرًا ما يكون توظيف التشخيصات والتدخلات العلاجية بلغة ميكانيكية مختزلة بمثابة جرح للهُويّة، يدعم الخطابات القمعية، ويعمق شعور الشخص بالعجز حيال واقعه الشخصي.

المنهج السردي والكثير من المناهج التي تقوم على التفكير النظمي systems thinking قادرة على تفادي هذا الشَرك الأخلاقي، باستيعابها لتعقيد الظواهر النفسية، وتعدد القوى والعوامل المساهمة فيها. إنّ الموقف الذي يتبنَّى فيه المُمارس النفسي تفكيرًا أكثر شمولية للصعوبات النفسية، وتصوّر أكثر مرونة للهُويّة؛ لا يجزم بوجود حقيقة واحدة مطلَقة وثابتة، ولا يختم على القصص بختم يقيني حاسم، وهو الموقف الذي يترك مجالاً لغويًّا شاسعًا لإعادة سرد القصص. فالسرد تأويلي، وكما يرى العديد من المعالجين السرديين، لا تكمن قيمة التأويل في صحته ودقته، بقدر ما تكمن في قدرته على فتح آفاق واحتمالات جديدة للحياة الجيدة. وبقدر حساسية وسعة اللغة، يكون الوصول الآمن إلى ما يهمّ حقًا.

ختامًا

أُعيد صياغة التساؤل الذي دفعني -ابتداءً- إلى كتابة هذه المقالة: ألا يُمكن أن يكون امتداد المعاناة النفسية ناتج عن قصور لغويّ حاد في سردها؟


المراجع

1- Styron, W. (2010). Darkness visible: A memoir of madness. Open Road Media.

2- Foody, M., Barnes-Holmes, Y., Barnes-Holmes, D., Törneke, N., Luciano, C., Stewart, I., & McEnteggart, C. (2014). RFT for clinical use: The example of metaphor. Journal of Contextual Behavioral Science, 3(4), 305-313

3- Roberts, G., & Holmes, J. (Eds.). (1999). Healing stories: Narrative in psychiatry and psychotherapy. Oxford University Press.

4- Boothe, B., von Wyl, A., & Wepfer, R. (1999). Narrative dynamics and psychodynamics. Psychotherapy Research, 9(3), 258-273.

5- Sarbin, T. R. (1986). Narrative psychology: The storied nature of human conduct. Praeger Publishers/Greenwood Publishing Group.‏

6- جمعية علم النفس البريطانية. (2019). الدليل الإرشادي لأفضل الممارسات في استخدام صياغة الحالة النفسية. ترجمة: أحمد كساب الشايع. دار نشر جامعة الملك سعود، الرياض.

7- Brown, C., & Augusta-Scott, T. (2006). Narrative therapy: Making meaning, making lives. Sage Publications.‏

8- Besley, A. C. (2002). Foucault and the turn to narrative therapy. British Journal of Guidance and Counselling, 30(2), 125-143.‏

9- فوكو، ميشيل. (1994) ترجمة: عبد العزيز العيادي. المعرفة والسلطة. المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع. ص٢٠.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى