بقلم: كريستينا كارون
كان أحد علماء الأرصاد الجوية في أستراليا يقدم تقرير الطقس على التلفزيون المباشر هذا الأسبوع عندما بدأ يشعر بنوبة هلع.
قال نات بيرن، مقدم الأخبار، لاحقًا لبي بي سي نيوز إنه كان متوجهًا إلى “جدار الطقس” في الاستوديو عندما أدرك أنه فقد أنفاسه فجأة.
“الموقع المحدد أمام الجدار هو محفز بالنسبة لي”، قال، “يبدأ جسدي بالتنميل وأبدأ بالتعرق، كل شيء في جسدي يصرخ: اركض! اذهب! غادر!”.
لأنه قد عانى من نوبات هلع على الهواء من قبل، كان هو وزملاؤه يعرفون ماذا يفعلون. شرح السيد بيرن ما كان يحدث للمشاهدين، ثم انتقل سريعًا إلى مذيع البرنامج بينما غادر الكاميرا للتعافي.
كيف يمكنك المساعدة إذا كان صديق أو فرد من العائلة أو زميل يعاني من نوبة هلع؟ سألنا الخبراء للحصول على نصائح.
أولًا، ما نوبة الهلع؟
نوبة الهلع هي موجة مفاجئة من الخوف والقلق الشديدين مصحوبة بأعراض جسدية.
بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن تنتج الإحساسات نفسها مثل نوبة قلبية، بما في ذلك ألم وضيق في الصدر، أو تسارع في ضربات القلب، كما قالت الدكتورة هارموني رينولدز، طبيبة القلب في مركز NYU Langone الصحي في مدينة نيويورك.
يمكن أن تسبب كل من نوبات الهلع والنوبات القلبية أيضًا صعوبة في التنفس، وشعورًا بأنك قد تفقد الوعي، وغثيانًا، وتعرقًا، وتنميلًا في الذراعين و”إحساسًا بأن هناك شيئًا خاطئًا بشكل رهيب”، أضافت.
قد لا يتحدث الشخص الذي يعاني من نوبة هلع بوضوح كما يفعل عادةً لأنه يتعامل مع قلق شديد، لكن على الرغم من المشاعر الشديدة التي تحدث داخله، يمكن أن يخفي مظهر الشخص الخارجي معاناته.
“غالبًا لا تعرف أن شخصًا ما يعاني من نوبة هلع إلا إذا أخبرك”، قالت لين بوفكا، الطبيبة النفسية والمتحدثة باسم الجمعية الأمريكية للطب النفسي، التي تعالج المرضى الذين يعانون من نوبات هلع واضطراب الهلع منذ ما يقرب من 30 عامًا.
متى تحتاج للذهاب إلى غرفة الطوارئ؟
يمكن أن يكون من الصعب التمييز بين نوبة الهلع، التي عادةً لا تتطلب الذهاب إلى غرفة الطوارئ، والنوبة القلبية. إذا كان هناك أي شك، أو إذا كان شخص ما لديه أفكار عن إيذاء النفس أو الانتحار بالإضافة إلى أعراض الهلع؛ فمن الأفضل الذهاب إلى غرفة الطوارئ للتقييم، كما قال الخبراء.
عادةً ما تحل نوبات الهلع في حوالي 15 دقيقة، بينما يمكن أن تستمر أعراض النوبة القلبية لفترة أطول أو قد تختفي ثم تعود، لذلك إذا استمرت الأعراض، اطلب العناية الطبية، قالت الدكتورة رينولدز.
إذا كان شخص ما يعاني من أعراض مشابهة في مواقف معينة، مثل الوجودِ في حشد أو في أثناء التحدث أمام الجمهور، فإن نوبة الهلع تكون أكثر احتمالًا، أضافت.
ما علامات التحذير؟
إذا كان شخص قريبٌ منك عرضةً لنوبات الهلع، تعرف على العلامات التي تشير إلى اقترابها، وشجعهم على القيام بذلك أيضًا.
عانى داشر كيلتنر، أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، من أكثر من 100 نوبة هلع عندما كان في الثلاثينيات من عمره.
عندما بدأت لأول مرة، ذهب إلى الطبيب عدة مرات، “أعتقد أنني أموت”، كان يقول، “هل يمكنك التحقق من قلبي؟”.
لكن في كل مرة كان يحصل على شهادة صحية سليمة.
في النهاية، تعلم مراقبة إحساسات جسده “بطريقة محايدة وغير تفاعلية”، كما قال، حتى لا تغمره أعراضه الجسدية، وغالبًا ما كان يذكر نفسه بأن المشاعر التي كان يشعر بها كانت عابرة: “هذا زائل، لقد مررت بهذا من قبل”.
كيف يمكنك مساعدة شخص أثناء نوبة هلع؟
“إحدى أهم الخطوات هي البقاء مع الشخص لإبقائه هادئًا”، قال الدكتور راماسوامي فيسواناثان، رئيس الجمعية الأمريكية للطب النفسي. تحدث ببطء واستخدم كلمات تطمئنهم بأنهم في أمان، وأن نوبة الهلع لن تدوم طويلًا، أضاف.
عادةً ما “تزداد نوبات الهلع بسرعة، غالبًا في غضون بضع دقائق، وتبقى في ذروتها لعدة دقائق قبل أن تنخفض في الشدة”، قال الدكتور فيسواناثان.
اطلب من الشخص الذي يعاني التركيز على تنفسه، يمكنك حتى القيام بتمرين تنفس بجانبه، حاول أن تتنفس ببطء من البطن، وليس من الصدر، لمساعدتك على فتح الرئتين.
في بعض الحالات، قال الدكتور فيسواناثان، يمكن أن يساعد القيام بحركات جسدية متكررة مثل رفع أذرُعِهِم فوق رؤوسهم أو دق أقدامهم أيضًا.
عادةً ما تصبح نوبات الهلع أقل تحديًا بمجرد أن يتعلم الشخص استراتيجيات التكيف، قالت الدكتورة بوفكا.
كان هذا هو الحال مع السيد بيرن، عالم الأرصاد الجوية، الذي كتب عن نوبات هلعه في عام 2022م. في المقال، قال إنه عمل مع طبيب نفسي واستخدم أيضًا مثبطات بيتا، الأدوية التي يمكن أن تخفف الأعراض الجسدية لاستجابة “القتال أو الهروب” تجاه الضغط.
عندما عانى لأول مرة من نوبة هلع على التلفزيون، قال: “ظننت أن مسيرتي المهنية انتهت”.
لكن “التحدث عن قلقي وطلب العلاج يعني أن هذا شيء يمكنني العيش معه وإدارته”، كتب، “يعني أنني أستطيع الاستمرار في القيام بما أحب”.
(وفق اتفاقية خاصة بين مؤسسة معنى الثقافية، ومنصة نيويورك تايمز).
تُرجمت هذه المقالة بدعم من مبادرة «ترجم»، إحدى مبادرات هيئة الأدب والنشر والترجمة.

الآراء والأفكار الواردة في المقالة تمثّل وِجهة نَظر المؤلف فقط.