مرحبًا دكتور بالِك، أودُّ أولًا أن أشكرك على منحنا وقتًا للإجابة عن هذه الأسئلة لمنصة معنى.
1- في كتابك «الديناميكيات النفسية للتواصل في الشبكات الاجتماعية»، ركّزت على مفهوم «الاعتراف» لتحليل سلوكياتنا كأفراد اجتماعيين في العالَمين الواقعي والافتراضي. ما الذي قد تقوله لنا حول رغبة أن يعترف بِنا الآخرون؟
لن أكتفي بقول إنها رغبة؛ بل في نظري هي ضرورة. لا بدَّ من التفريق بين «المصادَقة» (Validation) -وهي أمرٌ سطحي- وبين «الاعتراف» (Recognition)، وهو أمرٌ أعقد وأكثر أهمية منها؛ إذ يعزّز جانب العلاقات أكثر من المصادَقة. يطيب لي أن أرى المصادَقة على أنها قطعة دونات: طعامٌ لذيذ المذاق ولكن ليست له قيمة غذائية حقيقية؛ أمَّا الاعتراف الأصيل فهو أقرب ما يكون للوجبة المغذّية. لا شيء يعيب الدونات، ولكن لن تبقى حيًّا بالدونات وحدها. وإنْ أردنا توسيع دائرة المثال التشبيهي، سأقول: إنْ كان أغلب طعامك وجبات مغذّية، وتناولت الدونات بشكلٍ متقطِّع؛ فلن يضرك ذلك، ولكن العكس غير صحيح.
وكما أننا نحتاج تغذية سليمة لنموِّنا الجسدي، فإننا كذلك نحتاج اعترافًا أصيلًا من وَالدينا لنموّنا كأطفال صحيًا من الناحيتين العاطفية والنفسية. الاعتراف الأصيل من وَالدينا شكلٌ من أشكال الحبّ غير المشروط الذي يعرِف الأطفال به أنهم محبوبون لأنهم هُم هُم، وليس لأفعالهم، والأفعال التي تُسعدْ الوالدين. يعزّز هذا الاعتراف من نموّ معنىً إيجابي للذات لدى الأطفال، بدلًا من معنىً للذات يعتمد على مصادَقة الآخرين.
حاجة الاعتراف هذه لا تنتهي بانتهاء الطفولة، بل تظلّ باقية على امتداد الحياة، ومشكلة شبكات التواصل الاجتماعي هي أنها تروِّج للمصادَقة (الإعجابات، والمشاركات، والتعليقات، والمتابعون.. إلخ) ترويجًا قويًا، ولكنها لا تروِّج للاعتراف. أرى أنّ الناس يخلطون بين المصادَقة والاعتراف؛ ولهذا هي تستثير حاجة لا تُشبع. فالناس لا ينالون ما يريدونه؛ إذْ إنهم ينالون المُكافئ النفسي والعاطفي للدونات، رغم أنهم يحتاجون السَلَطَة.
2- من المنظور الإكلينيكي، أين تضع الخطّ الفاصل فيما يتعلق بالسلوكيات المؤذية عند سعينا خلف الاعتراف؟
المسألة الأساسية هنا هي الخلط بين المصادَفة والاعتراف التي أشرتُ لها آنفًا. إنّ الاعتراف منبعه العلاقات الواقعية مع أولئك المقربين لك في حياتك الواقعية. ولن تحتاج الاعتراف من جمهور، يكفي شخص أو شخصان. ما دامت حاجاتك الأساسية من العلاقات قد لبّتها العلاقات الواقعية، فلا ضَير من المصادَقة من العلاقات غير الواقعية؛ ولكن إنْ كانت حاجاتك من العلاقات لم تُلبَ تلبية صحيحة، ففي وسعك أن تبحث عن المصادَقة تعويضًا عن فقدان الاعتراف، وأحد المصادر المُحتملة الجيدة لذلك هو مواقع التواصل الاجتماعي.
لدينا في التحليل النفسي مفهوم «الذات الكاذبة»، وهو مصطلح بالٍ وغير دقيق، ولكن فحواه هو الجانب من ذواتنا الذي ينمو لإسعاد الآخرين. والمغزى العام هو أنّ هذا الجانب مجرد تعبير جزئي عن ذواتنا. نُنمّي هذا الجانب في طفولتنا لنُلَبي حاجات وَالدينا، وهذا الجانب حاضر عندما نكبر في تأقلمنا مع المتطلّبات الاجتماعية. نجد مثال ذلك، عندما تذهب إلى مقابلة والديّ شريك حياتك لأول مرّة؛ حينها ستسعى لإبراز أفضل سلوكياتك. لا عيب في ذلك، ولكن هذا الجانب مجرد تعبير جزئي عن ذاتك.
ودام أننا ندخل ونخرج في ذاتنا الكاذبة عند الضرورة، فلا إشكال في ذلك؛ ولكنّ الإشكال عندما نتماهى مع هذا الجانب، بعبارةٍ أخرى، إذا اعتقدنا أنّ ذاتنا الكاذبة هي ذاتنا في كليتها؛ وهذا لأنّ الذات الكاذبة مثل القناع، ومهما أعجب الناس بالقناع، فهم لا يرون الشخص الذي يرتدي القناع (ومن هنا تأتي أهمية الاعتراف). فقد يكون لديك ذات كاذبة ناجحة نجاحًا مُبهرًا، ولكنها مجرد قناع على وجه شخصٍ في غاية التعاسة.
3- إذن، ما الذي يقوله لنا مفهوم «الذات الكاذبة» عن مفهوم «الأصالة»؟ هل يمكننا التعبير عن أنفسنا تعبيرًا أصيلًا في مواقع التواصل الاجتماعي؟
الإجابة البسيطة لهذا السؤال هي: نعم، ولكنها تُبيّن لمَ مصطلح «الذات الكاذبة» إشكاليّ جدًا (راجع ما ناقشناه آنفًا). هذه الذات ليست «كاذبة» أبدًا لأنها تستفيد من مصادر ذاتك في كلِّيتها ليتسنى لها أن توجد؛ فهي جزئية وليست كاذبة. لو أنك مثلًا خفيف الدم في مواقع التواصل الاجتماعي، فلا يُعدّ ذلك أمرًا غير أصيل، كل ما في الأمر أنه ليست ذاتك كلها، وإنما مجرد جزء صغير منها. فما دام أننا نعبِّر عن أنفسنا في مواقع التواصل الاجتماعي ونحن نعرِف أنّ ما نفعله تعبير جزئي، فلا إشكال في ذلك؛ إنما الإشكال حين تعتقد أنّ القناع هو ذاتك كلها.
ليست من لوازم الأصالة أن تُبيِّن جميع جوانب ذاتك طيلة الوقت؛ إذْ إننا ننزع إلى مشاركة جوانب مختلفة من ذواتنا في سياقاتٍ مختلفة؛ ولا ضَير في ذلك. كوننا مثلًا نشارك جانبًا محدودًا من أنفسنا في أوقات العمل لا يعني أنّ ذلك تصرف غير أصيل، كل ما في الأمر أنه جزئي. كما أننا سنُظهر جانبًا آخر في أمسيةٍ عفوية مع الأصدقاء المقربين، وآخر مع شخص قابلناه للتَوّ. لا ننزع إلى الكشف عن ذاتنا كلها (وحتى هذا ليس كشفًا تامًا) إلاّ مع المقربين لنا.
الاستعمال الصحي لمواقع التواصل الاجتماعي هو معرفة أننا نعبِّر عن جزءٍ من الذات، وليس كلها. معرفة أنّ الآخرين يفعلون الشيء نفسه قد تخفِّف كذلك من المشاعر السلبية الناتجة عن المقارنات الاجتماعية.
4- كتبتَ في كتابك المذكور آنفًا (ص 81): «إنّ المشاركة في مواقع التواصل الاجتماعي في علاقتها مع تقديم الذات لا تعزّز النرجسية في ذاتها، وإنما تعزّز ذاتًا تبحث عن انعكاسها في الآخرين (الجمهور المُتخيَّل أو الجمهور في الشبكات الاجتماعية)، وهي انعكاسات قد تُعاش باعتبارها «جرعة» للحاجات النرجسية فينا جميعًا». هلّا فصَّلتْ في هذه الفكرة فضلًا؟
سؤال وجيه! ستتطلَّب الإجابة قدرًا من النقاشات المتخصِّصة في مجال الصحة النفسية. مفاد الفهم المتداول عن النرجسية هو أنّ الشخص يحبّ ذاته بإفراط، أمّا في التحليل النفسي فالعكس هو الصحيح؛ فالنرجسية هي عاقبة الاعتراف المنقوص في الطفولة، وهي في جوهرها آلية دفاعية تعوض عن نقص الحبّ. إنّ النرجسية نوع فارغ من حبّ الذات.
كما أنّ الفهم المتداول يرى أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تسبِّب النرجسية، ولكن هذا غير صحيح حسب النقاشات المتخصِّصة؛ لأنّ القدرة النرجسية حاضرة قبل فترة طويلة من أيّ تعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي. مستبعدٌ أن تجعل مواقعُ التواصل الاجتماعي لوحدها شخصًا ما نرجسيًا إنْ لم تكن فيه مسبقًا هذه النزعة. رغم ذلك، ونظرًا لتشفّي مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تُمكّن هذه المواقع نرجسية كامنة، أو تزيد حدتها، أو تنشّطها، والأمر مماثل من ناحية أنّ شرب الكحول والتدخين قد يتنشّط في حال كانت هذه المواد في متناول اليد؛ إذْ إنّ غير المدخنين لا يميلون إلى التدخين بمجرد توفّر السجائر.
هذه «الذات العرضية» (presentational self)، قد تتضخم بكثرة استعمال مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنّ أغلب أشكال مواقع التواصل الاجتماعي تعزّز جوانب الأنا التي تميل إلى الخارج؛ أيّ، تلك الجوانب التي تدرك نظرة الآخرين إدراكًا تامًا. فينا جميعا حاجات نرجسية إلى حدٍّ ما؛ لأنّ حتى أفضل الآباء والأمهات لا يعترفون اعترافًا أصيلًا وكاملًا بأطفالهم؛ فهذه الذات العرضية يُصادق عليها في الشبكة الرقمية؛ لأنها تُلبّي حاجة نرجسية فينا جميعًا.
ينبغي علينا كلنا تعلّم مصاحبة جوانب ذواتنا التي لم يُعترف بها في الماضي؛ تلك الجوانب التي تشعر أنها مكروهة. الحصول على المصادَقة والانتباه في الشبكة الرقمية قد يُسكِّن هذا الشعور فترةً قصيرة، ويحسِّن شعورنا، ولكنه ليس علاجًا دائمًا؛ إذا اعتمدنا عليه في تحسين مشاعرنا، فإننا نتجاهل مواجهة المسألة الأساسية.
5- لنتحدث الآن حول الصحة النفسية من ناحية كونها موضوعًا ذائِعًا في مواقع التواصل الاجتماعي. بمَ تتفادى النزعات الاختزالية في صناعة المحتوى في المنصات الرقمية مثل «تويتر» و«تيكتوك» كوننا نعرِف عدم وجود علاج واحد يناسب الجميع؟
هذه المشكلة متأصِلة في هذه المنصات، لأنّ مواقع التواصل الاجتماعي متأصلٌ فيها الاختزال، ولا تناسب العلاج النفسي. وما دام أنّ مَن يستخدم هذه المنصات يَعي هذا الجانب، فلا ضَير في ذلك؛ ولكن -طبعًا- هذه ليست الحالة الغالبة. ينتشر في هذه المنصات الكثير من المعلومات البدهية في الصحة النفسية تناسب مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها ليست مفيدة لأنّ الناس تعرفها مسبقًا. البديهيات المبتذلة لا تمدّ يد العون لمَن يعاني، وإنْ كانت هذه البديهيات عمومًا غير مضِرة.
إنّ المشكلة من ناحية وجود الكثير من المعلومات المضلِّلة، وهذه مضرّة؛ فقد تزايد -مثلًا- أعداد الشباب الباحثين عن تشخصيات الطب النفسي؛ لأنهم تأثَّروا بمقطعٍ مدته ثلاثين ثانية في «تيكتوك» حول اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط. حالما تدخل أمور التشخيص الذاتي والعلاج لا ريب أنّ منصات التواصل الاجتماعي لا تَفي بالمطلوب. كما توجد مشكلة «الإيجابية السامة»؛ التي قد تصد الناس عن التعامل مع مشاكلهم معاملة جادة، بل وقد تفضي إلى أسوأ من ذلك: لوم الناس أنفسهم على معاناتهم النفسية.
رغم ذلك قد تكون مواقع التواصل الاجتماعي مصدرًا مناسبًا للتثقّف حول الصحة النفسية، حيث تُقدِّم للناس المعلومات الملائمة حول الصحة النفسية وعلم النفس؛ بل قد تستخدم في تقديم النصائح، والاقتراحات، والإرشادات التي ستناسب أغلب الناس، (مثال ذلك: إذا كنتَ قلقًا.. فتنفس ببطء). إذن، هذه الأنماط من المحتوى النفسي المُختزل قد تُعيِن على تعزيز الفهم وتوجيه الناس إلى الإرشاد الطبي المناسب.
6- ظهرت سُلطة رمزية للمتخصصين في الصحة النفسية باعتبارهم المشايخ الجُدد للأزمنة الحديثة مع رَواج خطابات علم النفس في مواقع التواصل الاجتماعي. ونرى اليوم -للأسف- كثيرًا من الأخصائيين والأطباء النفسيين الذين يستغلون هذه السُلطة لمنافعهم الشخصية. ما أفضل السُبل -في رأيك- المتاحة للمتخصصين في الصحة النفسية للتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي وهم يعرفون أنّ كل منشور له ثقله في نظر المتابعين؟
أُفضِّل أن أرى أعدادًا أكبر من المتخصِّصين في الصحة النفسية يتعاملون تعاملًا مسؤولًا في مواقع التواصل الاجتماعي؛ بهدف مكافحة المعلومات المضلِّلة في هذه المواقع. العديد من المتخصِّصين في الصحة النفسية -من واقع خبرتي- لا يفعلون ذلك؛ لأنّ هذه المنصات لا تستميلهم، أو لأنهم يشعرون أنّ الصياغات المختصرة لا تناسبهم. إنّ القادرين على إنتاج مقاطع قصيرة عالية الجودة ويجيدون ما يتحدثون عنه قِلّة، وأرى أننا نحتاج أشخاصًا أكثر منهم.
رغم اعتقادي أنّ أغلب المتخصِّصين في الصحة النفسية مقصدهم طيب حسن، إلا أنّ أشخاصًا غيرهم لهم تأثير بالغ -مثل جوردن بيترسون- ينشرون الكثير من الأمور المؤذية، وهذا الأذى بعيد الأثر؛ لأنّ هؤلاء الأشخاص لهم مؤهلات تمنحهم رأس مال اجتماعي. كما يوجد -كما ذكرت- آخرون يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي على أنها أداة تسويق تستغل جوانب ضعف الناس. ويتطلّب هذا الأمر تنظيمًا حازمًا.
يتوقف الأمر في نهاية المطاف على الجهات المتخصِّصة في وضع لوائح واضحة حول ما يُقبل أن يطرحه المتخصِّص وما يُرفض أن يطرحه. أرى إنْ طَرَح المتخصِّصون المحتوى طرحًا مسؤولًا، فلا ضَير في ذلك؛ ولكن -كما أشرتُ آنفًا-، لا بدَّ من التفريق بين النصائح التي تناسب الجميع والتثقيف الدقيق حول الصحة النفسية، وبين ما يبدو شكلًا من أشكال العلاج النفسي المزيف، وهو لا يناسب هذه المنصات. تعيين نفسك معلمًا روحيًا قادرًا على الإجابة عن جميع الأسئلة تصرف غير مسؤول، والأفضل أن نكون صادِقين حول عدم وجود جرعات سريعة أو إجابات سهلة لأيّ أحد.
7- فيما يتعلّق بالخلافات بين المتخصصين حول المسائل النفسية الحساسة للجمهور، هل ينبغي أن تُنَاقش على الملأ (في مواقع التواصل الاجتماعي) أم بشكلٍ منعزل (في الأكاديميا)؟ وبمَ نتفادى خطر تقديم مجال عِلمي متشظ قد يعرقل الجهود الساعية إلى نزع الوصمة؟
السؤال يذكّرني بمقولة: «لا تنشر غسيلك على الملأ». أصبحنا نرى في السنوات الأخيرة عددًا متزايدًا من المسائل المتخصِّصة التي نُشرت في الفضاء العام، وهي مسائل كانت تُنَاقش في دوائر متخصِّصة مثل: المجلات الأكاديمية، أو المؤتمرات المتخصِّصة. أمّا الآن -خصوصًا في حالة «تويتر الصحة النفسية» أو «تويتر المعالج النفسي»- أصبحنا نشهد جميع الخلافات بين المتخصِّصين على الملأ. رغم أنّ بعض الناس قد يستحسنون هذا الأمر؛ لأنه أقرب للشفافية والروح الديموقراطية، إلاّ أنني أختلف في أغلب جوانب هذه الإجابة.
إنّ المسألة -للأسف- لا تقتصر على مجرد اختلاف وجهات نظر المتخصِّصين أو حول وجود مناقشة محترمة؛ فعادةً ما تنحطّ هذه الاختلافات في تويتر إلى خصوماتٍ حادة، وهجوم مبنيّ على إساءات فهمٍ، وبذاءةٍ صِرفة. يبدو أنّ الأمر حين يتعلّق بالديناميكيات النفسية لتويتر، المتخصِّصون في الصحة النفسية ليسوا منيعين إزاء أغلب عواقبها المدمرة.
مرد ذلك هو أنّ تويتر لا يسمح بالتفصيل بسبب بُنيته المختصرة، والنقاشات المتخصِّصة في المجال تتطلّب كثيرًا من التفاصيل. كما أنّ فقدان التحفظ الناتج عن الوجود الرقمي عامل مساهم قد يفاقم الإسقاط على الآخرين، ويُمهد طريق التعبير عن الغضب على الشبكة الرقمية. هذان العاملان مجتمعان يعنيان أنّ الحِجاج المركب والمفصَّل لا بدَّ وأن يُختصر إلى الصور النمطية؛ مما يجعلهم معرّضين إلى الخطاب القائم على مغالطة رجل القشّ، الذي دائمًا ما ينحطّ إلى الشخصنة.
يوجد في الفضاءات المنعزلة -مثل المؤتمرات العِلمية- أعراف وهياكل تنظيمية تحسِّن من استيعاب الخلافات، أمّا في تويتر فلا وجود لهذه الأعراف؛ بل إنّ هيكلة تويتر قائمة على مخالفة تلك الأعراف. كما أنّ هذه النقاشات عادةً ما تتحول إلى هجومٍ جماعي من فئاتٍ مختلفة على فردٍ واحد لأنها تُخاض في فضاءٍ عام؛ ممّا يُفضي إلى شكلٍ من أشكال الفوضى.
أستعمل كلمة «فوضوية» لأنّ مثلًا لو اختلف متخصِّصان في مجال الصحة النفسية حول تشخصيات «الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية – الإصدار الخامس» بشكلٍ عام، فعادةً ما ينضمّ إليهما بحماسةٍ أفرادٌ إمّا أنهم استفادوا من الدليل أو تضرَّروا منه، وفجأة ينضمّ للنقاش العام أولئك الذين تضرَّروا منه شخصيًا مما يحوّل المناقِشَين الأولين إلى بطلٍ وشرير حسب «الطرف» الذي تنتمي إليه. يصبح الأمر وكأنه لعبة شطرنج ثلاثية الأبعاد تتعاقب أدوارها على عدة مستويات تحثّ على تواصلٍ متقاطع حيث يصبح الأفراد ضحايا ومَن يجعل غيره ضحايا.
وتنمو الأطراف والجماعات، ويصبح الأفراد المشاركون في أقصى طرفيّ النقاش، وأيّ تفاصيل محتمَلة تضيع فيما كان يمكن أن يكون نقاشًا مُثمِرًا في سياقٍ مختلف، وبدل النقاش المُثمِر قد يتجه المتخصِّصون والأفراد من العامة إلى التشهير والقذف، ويتحول النقاش إلى مشاجرة.
رغم اعتقادي بأهمية أن تكون هذه النقاشات متاحة لفئةٍ أكبر من الناس، خصوصًا حين تسنح فرص التفاعل بين المتخصِّصين في الصحة النفسية ومجموعات المرضى؛ إلا أنّ تويتر ليس المكان المثالي لهذه النقاشات؛ إذْ يجعل مجال تخصصنا يبدو طفوليًا، وتافهًا، وقائمًا على ردات الفعل. وأولئك الباحثون عن يد العون من المتخصِّصين في الصحة النفسية قد يَشهدون هذه المشادات ويَخلصون إلى أنّ المتخصِّصين في مجالنا يُسيئون معاملة بعضهم بعضًا وعامة الناس، كما قد يرون أننا منقسِمون ومُضَللون على نحوٍ لا أمل في إصلاحه. أعتقد أنّ هذه النقاشات في نهاية المطاف ستجرح ثقة الناس في مهنة العلاج النفسي.
حريٌّ بالمتخصِّصين في الصحة النفسية أن يَلتفتوا لإمكانيات النشر على منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر، وأن يقيدوا أنفسهم باستعماله وفق تلك الإمكانيات. إنْ تبين أنّ تويتر غير قادر على احتواء النقاش، فقد يدعى المشاركون في النقاش إلى مواصلته خارج الشبكة الرقمية، أو أيّ مجال آخر. إذا كانت المنصة لا تُلبي شروط المهمة، فلا ينبغي علينا أن نتوقع منها أن تُلبي شروطًا عاجزة عنها.
والأهمّ من ذلك أعتقد أنّ المتخصِّصين في الصحة النفسية لا بدَّ أنّ يتصرفوا تصرفًا محترمًا حتى حين يختلفون؛ إذْ لا أرى مطلقًا أن تبادل الشتائم في الفضاء العام مظهرٌ طيب للمتخصِّصين الذين نذروا أنفسهم لتقديم المساعدة النفسية، والعاطفية، والتواصلية في الصحة النفسية.
8- من وِجهة نَظرٍ تعليمية، ما الذي تقوله لطلَبة علم النفس الذين تغريهم المعلومات المعلبة الطافحة في مواقع التواصل الاجتماعي؟
سأقول اختر مصادرك بعناية! إنّ مشكلة مواقع التواصل الاجتماعي اليوم -خصوصًا المنصات القائمة على المقاطع القصيرة مثل: «يوتيوب»، و«إنستغرام»، و«تيكتوك»- هي أنّ الخوارزميات تختار لك المحتوى، وهذه الخوارزميات لا تقوم على دقّة المحتوى. فلو كنتَ تتلقَّى المعلومات من هذا المحتوى، فقد يكون قدرًا كبيرًا منه معلومات مضلِّلة. رغم ذلك، يصنع عديدٌ من الناس معلومات دقيقة، ولا يوجد عيب متأصِل في اكتساب المعلومات من مصدرٍ جيد حتى وإن كان «يوتيوب».
أستمتعُ شخصيًا في صناعة المحتوى القصير، وقد صنعتُ كثيرًا من المقاطع القصيرة حول آليات الدفاع النفسية، والتحليل النفسي، وتحدثتْ عن مفكرين مثل: فرويد، ويونغ. المحتوى دقيق، ولكنك لن تصبح أخصائي نفسي متمكن من مُشاهدة مقاطع حول آليات الدفاع النفسية مدة كل واحد منها 90 ثانية! ولكن أعتقد أنها قد تُستعمل على أنها مدخل، أو نصّ ثانوي. فلو أنك شاهدتْ مقاطع بسيطة حول آليات الدفاع النفسية قبل قراءة النصوص الأكاديمية، فقد يُسهِّل عليك ذلك استيعاب ما ستقرأه لأنك فهمت الأساسيات، ولكنها مجرد بداية، وليست الرحلة كلها.
وها نحن نعود مجددًا للحكمة التي مفادها عدم وجود جرعات سريعة؛ فلا بدَّ من بذل الجهود. علِّم نفسك من جميع المصادر والمنصات الإعلامية المتاحة، لكن لا بدَّ من التفكير النقدي وبذل الجهد.
9- كونك معالِجًا نفسيًا، ما رأيك في جلسات العلاج النفسي الافتراضية التي تقدّمها تطبيقات الصحة النفسية؟ وما ثمن افتراضية هذه الجلسات على العلاقة العلاجية؟
بين أيدينا الآن كمّ هائل من الأبحاث حول العلاج النفسي عن بُعد، و«الخلاصة» هي أنّ العلاج النفسي على الإنترنت ليس المكافئ الوظيفي للجلسات الحضورية وجهًا لوجه. ومفاد ذلك أنه علاج، ولكن كل ما في الأمر أنه علاج مختلف. ومقدار أثر هذه الاختلافات يتعلَّق بشخصية المريض، وحاجاته، وسِمات المُعالِج النفسي وأسلوب عمله.
أهمّ جانب في المسألة -في نظري- هو التقييم الإكلينيكي الذي يُقرَّر بناءً عليه إجراء جلسات العلاج النفسي حضوريًا أم على الإنترنت. وقد رأيت غالبًا أنّ التقييم الإكلينيكي لا يسبق العلاج؛ خصوصًا فترة ما بعد «جائحة كوفيد 19»، حيث اعتاد الناس على العمل عن بُعد؛ إذْ يتخذ المرضى والمُمارسون القرارَ بناءً على السهولة والراحة، وليس بناءً على التقييم نفسه. أمّا بالنسبة للمنظمات الكبيرة والمنشآت التجارية، العمل على الإنترنت بواسطة تطبيقٍ يتمّ اختياره عمومًا لأنه أوفر اقتصاديًا. ورغم أنّ هذه العوامل هامة، إلا أنّ التقييم الإكلينيكي لا بدَّ أن يسبقها بلا ريب.
سيرى بعض الناس أنهم أخفّ تحفظًا في جلسات العلاج النفسي عن بُعد؛ مما قد يعزّز عملًا أجود وأعمق، وسيرى آخرون أنّ جلسات العلاج النفسي الحضورية مع المُعالِج النفسي أفضل لهم. وأرى أنا أنّ التعقيد المُتنامي بين الأشخاص في جلسات العلاج النفسي الحضورية ميزة عظيمة لعلاجٍ أعمق وأجود على المدى البعيد. أمّا الجلسات عن بُعدٍ -مثل العلاج السلوكي الإدراكي- ربما لا ضرَر منها، ولكن أقول مجددًا: لا بدَّ من التقييم الإكلينيكي لكل حالةٍ على حِدة.
كشفتْ بعض الأبحاث أنّ جلسات العلاج النفسي عن بُعدٍ أقرب للنسيان؛ فالناس (المرضى والمُعالِجون) عادةً ما يَنسون جلسة محجوزة، ولا يحضرون الجلسة. بل حتى أنّ محتوى الجلسات نفسه أكثر عرضة للنسيان، وقد يضيع بين الجلستين. عندما تُجرى جلسات علاج نفسي عن بُعدٍ فلا بدَّ من وضع حدودٍ تعالج هذه المتغيّرات؛ فمثلًا لا بدَّ أن يتفق الطرفان على عدم القيام بعدة مهامٍ في وقتٍ واحد أثناء الجلسة (مثلًا، إغلاق جميع التطبيقات الأخرى أثناء الجلسة)، وكذلك النصح بأخذ فترات راحةٍ محددة قبل الجلسات العلاجية وبعدها؛ لكي لا يَرمي الناس أنفسهم إلى جداول البيانات أو رسائل البريد الإلكتروني مباشرة بعد الجلسة.
10- هل ترى سبيلًا للاستفادة من التطورات الأخيرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين خدمات الصحة النفسية؟
أعتقد أنّ المعالجين النفسيين كانوا يرون أنفسهم -حتى فترة قريبة- استثناءً مِن فقد الوظائف المُحتمل بسبب الذكاء الاصطناعي. تبيّن خطؤهم، ولكن هذا نقاش لحوارٍ آخر.
أعتقد أنّ الذكاء الاصطناعي قد يكون بالغ النفع في قدرته على تحليل الكثير من البيانات وتوليفها بدقةٍ متناهية. وقد سبق أن رأينا ذلك في المجال الطبي. يَسعني تصوّر الذكاء الاصطناعي وهو يستخدم في فحص عدّة مجموعات من البيانات في وقتٍ واحد؛ بما في ذلك نبرة الصوت، ودرجته، وعدد الكلمات المستخدمة، والسكتات بين الكلمات، وتعدد نغمات الصوت، والتنفس، والترددات، والتوقفات.. إلخ. وإنْ رَغِبَ المرضى في أن يُربطوا بأجهزة القياس، فقد تضيف معدل نبضات القلب، وتفاوتها، والاستجابة الجلدية الكهربائية، ونسبة الأكسجين في الدم.
رغم استبعاد أن تُستعمل هذه المعلومات فعليًا، إلّا أنها قد تكون ذات نفع عظيم للمعالجين النفسيين والمرضى في إدارة مستوى تقدّم العلاج؛ إذْ قد يقترح الذكاء الاصطناعي علاجًا بناءً على البيانات المجتمعة التي قد يُقيمها المُعالِج النفسي الذي سيصدر حُكمًا بناءً عليها. قد يبدو هذا مخيفًا لكثيرٍ من الناس، ولكن التطورات التي حقَّقها الذكاء الاصطناعي في تحديد الحالات الطبية التي غابت عن الأطباء، تُشير إلى إمكانية الاستفادة العُظمى من الذكاء الاصطناعي في العلاج النفسي.
ورغم ما قلت، إلاّ أنني ما زلتُ مؤمنًا بالمدرسة «التقليدية» في العلاج النفسي دون الاعتماد على هذه الإضافات. إنّ العلاج النفسي -لا سيّما في المدارس العُمقية والإنسانية والوجودية- يدور حول اكتشاف الذات، وليس علاجها، ولا يتطلّب هذا إلاّ شخصين في غرفةٍ ملتزمين بهذه المهمة.
11- وضعتَ صورةً للأعمال الكاملة لسيغموند فرويد في حسابك على تويتر، وكانت مذهلة، ولكن أتساءل: لو كان فرويد حيًّا اليوم، هل كنّا سنرى «بودكاست» بدلًا من كل هذه الكتب؟
سؤال رائع! أخال أنّ فرويد شخص ملتزم ومنضبط بما يقوم به، وأظن أنه -خلافنا- لن يتشتت بمواقع التواصل الاجتماعي. لو حال تويتر بيننا وبين أعماله الكاملة لكانت تلك خسارة فادحة للمجتمع.
وأحد التغيرات التي أتوقها لو أنّ فرويد حيّ اليوم هي متابعته للتوجهات الكبرى في الثقافة المعاصرة والكتابة عنها؛ وعليه، أغلب الظن أنّ نظريته لن تتمحور حول الجنس -الموضوع الذي كان دافعًا لكثيرٍ من المواد في عصره بسبب الإفراط في كَبتِه-، بل حول الاعتراف.
لا أراها مصادفةً أنّ التحليل النفسي قد اتجه نحو هذا الاتجاه، لأنّ الأمور تغيرت عمّا كانت عليه قبل 74 عامًا. كان ليكون فرويد بالغ الاهتمام بالتقنية وآثارها على ذهن الإنسان، وأظن أنه لن يُنشئ حسابًا على تويتر أو يكون له بودكاست، ولكن ستُطلب استضافته عند الكثير من أصحاب قنوات اليوتيوب والبودكاست.
كان عليك أن تجتهد في عصر فرويد أكثر من عصرنا كي تصِل موادك إلى وعيّ عامة الناس. أول طبعة من كتابه الشهير «تفسير الأحلام»، الصادر عام 1900، بالكاد تجاوز 400 نسخة مُباعة. كان في الأربعين من عمره آنذاك، واستغرق تكوينه لاسمه وللتحليل النفسي مدّة من الزمن، ولكنه واصل المسير. أمّا اليوم، فالعكس هو الصحيح: لا يوجد أسهلَ من نَشر موادٍ تصِل لعموم الناس، ولكنك تتنافس مع عشرات الآلاف من الأصوات الأخرى.
لو كان فرويد بيننا اليوم فأنا على يقينٍ بأننا لن نعرِف مَن هوَ؛ لأنه سيكون صوتًا بين آلاف الأصوات. بل سنسمع من أمثال بيترسون أكثر من أمثال فرويد. نعم، قد يَظهر في بودكاست «تيم فيريس» المشهور، ولكنه سيكون مجرد ضيف. وأمرٌ آخر لن يسير في صالحه هو القضية التي كرّرناها وملَلنا تكرارها: الجرعات السريعة. إنّ العلاجات السريعة تَجني أرباحًا في مواقع التواصل الاجتماعي، أمّا العمل طويل الأمد فلا يُحقِّق تلك الأموال. لقد مالَ فرويد إلى العمل الطويل أكثر من العلاج السريع.
12- التفكّر بفرويد، وكيف سيطور نظريته عن الاعتراف قد تمنحنا خمسة أسئلة أخرى، ولكنني سأحتفظ بهذه الأسئلة لحوارنا القادم إن شاء الله. آمل ألاّ يستولي الذكاء الاصطناعي على عملي حتى ذلك الحين لأنني استمتعتُ بإجراء هذا الحوار معك. وأودّ أن أختم الحوار بسؤالك عن مشاريعك الحالية، أو تلك التي قد نرى نتاجها في المستقبل المنظور.
كما جرت العادة، أسيرُ في اتجاهاتٍ مختلفة. مرّت تقريبًا 10 سنوات منذ نشرتُ «الديناميكيات النفسية للتواصل في الشبكات الاجتماعية»، وكثير من الأمور تغيرت منذ ذلك الحين. لم أتطرق لجانب السياق الاجتماعي والسياسي في ذلك الكتاب؛ لأنني ركزتُ على جانب الديناميكيات النفسية للفرد وبين الأفراد. أرى الآن أنّ هذين الجانبين لا يمكن التفريق بينهما، وكنت أفكر في هذا الأمر كثيرًا في الفترة الأخيرة.
نشرتُ مقالة مؤخرًا بدأت تعالج هذا الموضوع عنوانها: «مواقع التواصل الاجتماعي، والهُويّة، وثقافة الحذر» (1). هذه المقالة مقدار التفاؤل فيها أقلّ من كتابي لأنها تتناول الأثر الاجتماعي المُضِر الذي أراه في مواقع التواصل الاجتماعي (مثل تلك التي تناولتها في سؤالك حول المتخصِّصين في الصحة النفسية على مواقع التواصل الاجتماعي، كتويتر). أودّ التنبيه إلى أنني لستُ متشائمًا تمامًا حولها كذلك، ولكن بلا ريب زاد انتباهي للسياق الأكبر.
كما أنني أفكّر كثيرًا في تطور الذكاء الاصطناعي مثل: «تشات جي بي تي»، الذي أعتقد أنه قد بدأ في استحداث تغييرٍ هائلٍ سيقع سريع جدًا. أودّ أن أكرِّس جزءًا من وقتي للنظر في هذه المسألة، وتقديم منظور تحليليّ نفسي حولها. كيف سينتهي مسار تفكيري في هذا الأمر؟ لا أعلم حتى الآن. أفكّر في تحديث كتابي، ولكن هل سأضيف الذكاء الاصطناعي فيه، أم أجعله في كتابٍ جديدٍ تمامًا؟ لم أحسم الأمر. ترقب!
بعيدًا عن التقنية، كرستُ جزءًا من اهتمامي فيما قد يساهم به التحليل النفسي للحياة المعاصرة، وما زلتُ أعتقد أنّ الناس لم تقدِّر التحليل النفسي حقّ قدره وما قد يُطبق عليه. جانبٌ من المشكلة مفادها أنّ نظرياته تبدو معقدة ويتعذر فهمها للناس الذين لا يعرفونها. مهتمٌ جدًا بجعل هذه النظريات في متناول فهم الناس.
انشددتُ للتحليل النفسي في صغري بعد قراءتي مقالة فرويد «الحِداد والسوداوية» وهي مقالتي المحبَّبة له. أنجزت ثلثيّ كتاب سيجعل هذه المقالة متاحة للجميع دون الحاجة لمعرفة أمرٍ واحد عن التحليل النفسي. سأطبّق المقالة على مَن انكسر قلبه من فراق أو فقدان شخصٍ عزيز، وأبيّن أنّ نموذج فرويد المعرفي قد يُعيننا في تَخطي هذين الأمرين. متحمسٌ جدًا لها المشروع فقد كان يطهو على نارٍ هادئة لسنوات.. آمل أن أنشره نهاية هذا العام الجاري.
حاليًا، وخارج ممارستي المهنية، أواصل شَخصي في نشر أفكار علم النفس الأعماق؛ حتى يتسنَّى للناس الاستفادة منها أكثر من العلاج النفسي التقليدي. سأواصل تعليمي، واستشاراتي، ومحاضراتي العامة، حيث أطبّق فيها هذه الأفكار على سياقاتٍ مختلفة؛ بدءًا من التقنية (كما نعلم) إلى القيادة، والأعمال، والنموّ الشخصي.
شكرًا لك معاذ، على وقتك وأسئلتك التي تنمّ عن قدرٍ عالٍ من التفكّر، استمتعتُ بهذا الحوار أيضًا! وأتشرّف بمشاركتي في هذا الحوار معك.
شكرًا مجددًا دكتور بالِك.
الهوامش
1- مقالة بالِك: «مواقع التواصل الاجتماعي، والهُويّة، وثقافة الحذر».