• من نحن؟
  • الكتّاب
  • شروط النشر
  • نشرة معنى
  • تواصل معنا
  • دخول / تسجيل
  • اللغة
    • English
    • Chinese

لا توجد منتجات في سلة المشتريات.

منصة معنى الثقافية
  • الرئيسية
  • مقابلات وحوارات
  • مقالات
  • مراجعات
  • أوراق ودراسات
  • المجلة السعودية
  • الفيلسوف الجديد
  • صوت معنى
هدهدة
No Result
عرض جميع النتائج
الأربعاء, يوليو 9, 2025
  • الرئيسية
  • مقابلات وحوارات
  • مقالات
  • مراجعات
  • أوراق ودراسات
  • المجلة السعودية
  • الفيلسوف الجديد
  • صوت معنى
No Result
عرض جميع النتائج
منصة معنى الثقافية
هدهدة

كيف تعرف مَن يستحق ثقتك؟ | من «سايكي»

بواسطة معنى
9 يوليو، 2025
من سايكي
A A
كيف تعرف مَن يستحق ثقتك؟ | من «سايكي»

بقلم الفيلسوف: ريان بيرلي

ما يجب معرفته 

نحتاج لمساعدة الغير لنعرف ما نفكر به وكيف، فالعديد من المشاكل بحد ذاتها معقدة لنا لنواجهها بأنفسنا، وغالبًا ما تكون محل جدل صاخب ومحير، وليس من السهل أن نعلم إلى من نلجأ لإرشادنا، ويتحتم علينا اتخاذ قرارات صعبة حول من ينبغي له التأثير على تفكيرنا، وفي ضوء هذه الظروف، فإنه لمن المفيد تصور الشخص الذي نسمح له بالولوج لتقديم المشورة إلينا، وهنا يكمن موطن الفلسفة التي تحت أيدينا، فهي تساعدنا على وضع سلسلة من الاستدلالات للأشخاص الذين يمكن أن نضع ثقتنا بهم في حياتنا الفكرية. 

فكر بأي مشكلة معقدة وضعتها في الحسبان مؤخرًا، ربما كنت تفكّر في الحد الذي توصلت إليه في مظاهرات المناهضة العصرية، أو إعادة اقتصادك بعد جائحة كورونا، أو في الانتخابات السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية. تقريبًا، إنك متأكد من عدم اعتبارك أيًّا من هذه المشاكل بمعزل عن الآخرين، فإنك تعتمد عليهم في الضراء والسراء. 

أعلم أن هذه حقيقة بداخلي، فإنني قلقٌ على الدوام حول القصور في فهمي، وإنني حقًّا ممتن عندما تمتد لي يد الغير لتساعدني على ملء ذلك القصور، لتوضيح مقصدي: لدي نقاط عمياء نجمت عن نشأتي كرجل أبيض في جنوب الولايات المتحدة، وأخرى نجمت من الاندماج -في الغالب- في عالم الميول اليسارية داخل الأوساط الأكاديمية، وكثيرًا ما أجد نفسي تحت رحمة الآخرين عندما أحاول فهم قضايا الطرف الآخر التي يتم تبسيطها بسهولة. 

هذا النوع من الاتكال مشابه لأي نوع اتكال آخر وتصحبه نقاط ضعف، فمن نتكل عليهم قد يخذلوننا بطرق مختلفة، على سبيل المثال: كذب السياسيون علينا لمصالحهم الخاصة، وانتشار المعلومات المضللة في وسائل التواصل الاجتماعي التي تمزق الوسط الديموقراطي، وافتراس الانتهازيين للضعفاء، وتكتم طاقم العمل عن خبراتهم تجاه الآخرين لأسباب عديدة منها ما هو في سبيل المضي قدمًا، والذي بسببه تستنزف الشركات مليارات سنويًّا. 

ربما تعتقد أن بإمكاننا حل المشكلة بطلب المساعدة من الخبراء، فهم على معرفة بالمعلومات التي ينقلونها إلينا، حتى لو كان بقيتنا يجهل ذلك، قد تبدو هذه المشورة سليمة بقدر ما تحتمل، لكنها لا تؤتي ثمارها بالشكل المطلوب، أحيانًا يصعب تحديد من الخبير، وتارة يختلف الخبراء أنفسهم، ونفتقر تارةً أخرى إمكانية الوصول إليهم، بالإضافة إلى قدرة تلاعب الخبراء بالدوافع الضارة. 

والأهم من ذلك، نادرًا ما تنفع الخبرة وحدها في حل الأسئلة التي تعني لنا، ويرجع ذلك إلى أن حل هذه المشاكل لا يعني خلق قائمة من الحقائق فحسب، بل يعني تداولها في ضوء قيمنا وأهدافنا، فيجب علينا معرفة ما يجب علينا فعله بهذه الحقائق في وضعنا الحالي، ولا يمكننا اكتشاف ذلك من دونِ الوضوح الأخلاقي ومعرفتنا لذواتنا.

وهذا ما يدعونا غالبًا للجوء إلى من نثق بهم للمشورة، فننظر لما يقولونه في ضوء النقاشات العامة الواسعة، ونطرح عليهم الأسئلة، ونشاركهم أفكارنا المتزعزعة على أمل أن يساعدونا في ترسيخها، إننا نبني معرفتنا بالعالم من خلال علاقتنا الخاصة في الاعتماد الفكري. 

غايتنا من هذه العلاقات ما هيَ إلا إيجاد أشخاص موثوقين فكريًّا. تتمحور هذه المقالة عن هؤلاء الأشخاص وأضدادهم، وسنرسم أدناه ٥ فضائل توجد فيمن يوثق به فكريًّا، ونقارن كل واحدة منها مع نظائرها من الرذائل التي لا يعتمد عليها. النظر في هذه العلامات الفكرية الجديرة بالثقة من شأنه مساعدتنا على القيام بعمل أفضل بما أننا نفكر معًا فيما يعنينا. 

ما عليك فعله 

تُعنى أهم علامات الفكر الجدير بالثقة بوجود شخص يهتم حقًّا بصحتك الفكرية، ويرغب في مساعدتك للوصول إلى الحقيقة، واكتساب المعلومات، وتعزيز فهمك، وتطوير مهاراتك في الاستقصاء، فهو يمتلك الفضيلة الأساسية في الإحسان الفكري. 

وبما أنها فضيلة، فالإحسان الفكري فيها لا يتضمن فقط نمطًا من الأفعال، بل من العواطف والأفكار أيضًا، وستجد من لديه إحسان فكري يلقى اهتمامًا عندما يجني الآخرون مكاسب فكرية، ويستمتع بذلك، بالإضافة إلى امتلاكه وجهات نظر ناضجة حول الأهمية النسبية لتلك المكاسب، على سبيل المثال: إنهم يَعُون بأن من الأفضل للمرء تطوير مهارات تساعده على اكتساب نسق عالٍ من المعلومات حول الموضوع بدلًا من أن يتزود بقائمة حقائق قصيرة. 

عُرفت مُختصَّةُ الوراثة الأمريكية باربرا مكلينتوك بهذه الصفات، ففي ١٩٣٠م، حددت طريقًا لتأسيس قاعدة كروموسومات وراثية من خلال عملها مع بذور الذرة، وبدلًا من الإصرار على السعي في هذا البحث وحدها، أعطت مشروعها لطالبتها البارعة هارييت كريتون، التي اكتسبت تباعًا لذلك شهرة عالمية بسبب اكتشافها بجانب مكلينتوك. 

هنالك العديد من الطرق التي قد يفشل فيها الشخص ليكون محسنًا فكريًّا، وإن من أكثرها وضوحًا وشدة هو كون المرء حاقدًا فكريًّا، تجد هذا النوع من الأشخاص متحفزًا ليؤذي الآخرين فكريًّا، فهو يستمتع عندما يخطئ الغير أو يبدون أغبياء، ويستمتع عندما يتسبب لهم بالحيرة والتشويش. 

ومن الأشكال الخفية في عدم الموثوقية الفكرية هو الأمن الاجتماعي، ويُعنى هذا الشكل بوجود أشخاص يطلق عليهم حراس المجتمع (Social vigilantes)، يمتلكون دوافع عالية للتأثير على وجهات نظر الغير، فهم يريدون الفوز بالجدالات، وقيادة الآخرين ليلاحظوا الأمور من منظورهم، ويعتقدون بأنهم يفهمون الأمور على وجهها الصحيح، ويؤمنون أن فهمهم بتلك الطريقة وَلَّدَ بداخلهم مسؤولية قيادة الآخرين ليتلقوا الأمور من مفهومهم الصحيح! 

أولًا، قد يتبادر للقارئ بأن تقديم يد العون من أصحاب الفكر العالي إلى أصحاب الفكر الميسور من الناس مُغرٍ! وعلى الأقل فإن حراس المجتمع يهتمون بكيفية تفكير الآخرين، والذي قد يبدو أمرًا حسنًا أيضًا، لكن المشكلة تكمن في أنهم يهتمون بصورة خاطئة، فهم لا يلقون بالًا لامتلاك الآخرين لوجهات نظر صحيحة، بل لمشاركة الآخرين لوجهات نظرهم الخاصة بهم، ولا يعيرون اهتمامًا بمن يخلق اكتشافات، بل بكونهم من يقود تلك الاكتشافات.

أظهرت الأبحاث أن الأمن الاجتماعي مرتبط بعدد من السمات والتصرفات الإشكالية، على سبيل المثال: الميل للانجذاب نحو وجهات نظر متطرفة تتمحور حول قضايا مثيرة للخلاف كتغير المناخ، يناصر حراس المجتمع بقوة مواقفهم المتطرفة، ويناصرون أمثالهم، وبهذه الطريقة يستقطبون المعتقدات في مجتمعاتهم بدلًا من تعزيز التفاهم والاكتشافات المشتركة. 

ليس من السهل فرز الأشخاص ذوي الإحسان الفكري من حراس المجتمع، لكن من الطرق المطروحة لذلك هي التركيز لما يتحمسون إليه، هل يسرون بالتقدم الفكري بصورة عامة أم يسرون عندما يؤثرون على تفكيرك؟

العلامة الثانية للموثوقية الفكرية هي أن يعزم الشخص على مشاركة وجهات نظره معك بأمانة، وبدافع مساعدتك على التطور، إنهم يدركون -أحيانًا وليس دائمًا- أنهم في موضع يخولهم بتقوية منظورك من خلال مشاركة منظورهم، وأنهم متمكنون من تحديد منظورهم الخاص، ومد يد العون لك لتكتشف ذلك المنظور وتقدره، إنهم يمتلكون فضيلة الوضوح الفكرية. 

وصف طلاب الفيلسوف الأمريكي جي أي مور معلمهم بأنه يتمتع بأسلوب صريح في تدريسه، ففي محاضرة واحدة قد يطرح موقفًا كان يميل إليه فقط ليبدأ محاضرته التالية بشرح لماذا كانت وجهة نظره السابقة خاطئة، وفي بعض الحالات، إذا لم يرَ طريقًا منطقيًّا واضحًا للمضي قدمًا، فسيخبر طلابه بأنه سيتخطى النقطة، ويرى إذا كان ذلك سيؤدي إلى فهمٍ أفضل. 

توجد العديد من الطرق التي قد يفشل بها الفرد ليكون صريحًا فكريًّا، واحدة منها تتمحور حول الغرور الفكري، فالشخص المغرور يرغب أن يفكر به الآخرون بصورة حسنة، فهو يقلق حول سمعته، وعندما يشارك وجهات نظره، يعتريه القلق حول تلك النقطة، وعلى عكس الشخص الصريح، فإن المتكبر لا يشارك وجهة نظره رغبةً منه في تطوير صحتك الفكرية، بل يشاركها بعناية لينقل من خلالها أفضل انطباع عن نفسه، غالبًا ما يضخم هذا النوع من موقفهم الفكري، ويتظاهرون بمعرفة أمور لا يعرفونها، أو امتلاك دلائل أقوى من الحقيقة، وذلك كله في سبيل نيل استحسان الآخرين. 

الطريق الآخر الذي يفشل به الشخص ليكون صريحًا هي كونه خجولًا فكريًّا، وعلى نقيض المتكبر، يميل الخجول إلى تبني سلوكات سلبية تجاه سماته الفكرية، فهو يحمل رأيًا سلبيًّا حول ثقافته، ويخاف من الظهور كجاهل، يقوده ذلك للابتعاد عن محط أنظار الغير، والامتناع عن المشاركة في المعرفة الجماعية، حتى لو كان بجعبته ما يقوله، إنه يؤثر الصمت لتجنب إلحاق الضرر في ثقته النفسية لتفادي الظهور أمام الغير بصورة جاهلة، لذلك قد يمتنع عن إخبارك ما يعلم، حتى لو كان سينفعك. 

كيف تعرف الفرق بين الشخص الصريح، والمتكبر، والخجول؟ ركز على ردود فعلهم عندما يبدي الطرف الآخر رأيه تجاه أفكاره، إن الخوف النابع من كيفية تلقي الآخرين لأفكارهم، أو الشغف المفرط بأن ترضيك أفكارهم، ما هي إلا علامات تشير لنقص الوضوح بداخلهم. 

العلامة الثالثة في الموثوقية الفكرية هي ميل الشخص إلى محو الالتباس أو معالجته عندما يتواصلون معك، فهم يدركون أن مساعدتهم لك تكمن فحسب عندما تفهمهم، ووجود الغموض ما هو إلا عائقٌ لتلك الغاية، لذا يمحو هذا الشخص أو يعالج أي أمر ملتبس حتى تفهم مقصده، فلديهم فضيلة الوضوح التواصلي. 

يوجد العديد من التكنيكيات لمعالجة الالتباس، فالمتصل الواضح يؤكد على نقاطه الرئيسة، ويميزها عما يكون صدفة، ويعين كلمات مفتاحية أو عبارات، ويشرح السبب خلف تعارض وجهات نظره مع غيرها، والتي قد تُحدِثُ سوء فهم، إن تواصلهم منظم ليسهل عليك متابعتهم، وتتضح لك غاية كل نقطة من نقاطهم. 

من الطرق الفاشلة لتكون متواصلًا واضحًا أن تكون عرضة للعمق الزائف، من يتسمون بهذه الصفة خصوصًا ينفتحون ويتقبلون إمكانات تلقيهم لأبعاد عميقة، ويقودهم هذا القبول لفشل تحديد الثرثرة كمعنًى عميق، لتوضيح ذلك: في مهمة مصممة لتقييم مستوى حساسية الأفراد للعمق الزائف، طلب من المشاركين تقييم عمق دمج المجموعات بصورة عشوائية للمصطلحات الشائعة المجردة مثل: “ينقل المعنى المخفي جمالًا مجردًا لا مثيل له”، قيم الناس عمومًا هذه العبارات على أنها عميقة بصورة ما، والذين قيّموا عمقها بصورة أعلى كانوا أكثر عرضة للعمق الزائف. 

بينما يعد تقييم المعرفة أمرًا جيدًا، فالميل للرؤية من خلال نظارة ملونة عميقة مسؤولية عندما تكون موثوقًا فكريًّا، يميل من يملك خطًّا عميقًا زائفًا ليكون عرضة لتحديد الأخبار الزائفة كحقيقية، إضافة إلى ذلك قد يتحفز ليبدو أكثر عمقًا، حتى وإن كان لديه القليل من الحقيقة ليقولها، فقد يُلبس أفكاره الفارغة زخارف مغرية، ويكسب بسببها العديد من الأتباع، في حين أنه يقود أتباعه للحيرة. 

لحسن الحظ يمكنك ببراعة تمييز المتواصل الواضح عن غيره المعرض للعمق الزائف، فإذا قال لك أحد شيئًا لم تفهمه، فاطلب منه توضيح المعنى لك بأسلوب يناسبك، فإذا تردد عن فعل ذلك، أو أصرّ بأن عدم الفهم ما هو إلا مشكلتك الخاصة، فسيشير ذلك إلى وجود قصور في فضيلة التواصل. 

العلامة الرابعة في الثقة الفكرية تتمحور حول تقدير الأشخاص لسمات جمهورهم المميزة، فهم يعيرون انتباههم لوجهات نظرك، وتجاربك، وقدراتك، وميولك، ويسخرون سبل تواصلهم لتلائم مأزقك ولمساعدتك على التقدم، إنهم يظهرون فضيلة مراعاة الجمهور.

وفي المقابل، من أشكال عدم مراعاة الجمهور عندما يعير الأفراد انتباهًا معدومًا لمستمعيهم، وينتابهم القلق حول سماتهم الخاصة، وهو ما يطلق عليه علماء النفس الوعي الذاتي. يعزم مثل هؤلاء الأشخاص على دعم الادعاءات المشابهة لـ “دائمًا أحاول إيجاد ذاتي”، ولذلك، من يعي ذاته لا وقت له لاكتشاف ذوات غيره.

وقد يكون الناس شديدي الانتقائية في اهتمامهم، على سبيل المثال: إن من يصدر الأحكام دائمًا ما ينتبه إلى سمات مستمعيه المحرجة، والسيئة، والإشكالية، بينما لا يهتم كثيرًا بنقاط قوتهم، أو ينتبه لسمات مستمعيه التي تنعكس جيدًا عليه، فهو يتحفز ليرى نفسه أرفع من غيره، ولذلك يبحث عن نقاط ضعف الآخرين النسبية، والتي من شأنها أن تعكس وجهة نظر مشوهة عن مستمعيه.

ولتحديد ما إذا كان الشخص الذي تعتمد عليه مراع ببراعة، اسأل نفسك هذه الأسئلة: هل يتظاهر بفهم وجهة نظرك، واحتياجك الفكري، وقدراتك؟ هل يسألك عن هذه الخصائص، ويحاول أن يعرف عنك أكثر؟ هل يتواصل معك بطريقة شخصية لك؟ إذا كانت أجوبتك “لا”، إذًا فعلى الأغلب من تتحدث إليه لا يخلق دليلًا فكريًّا موثوقًا.

أخيرًا، يُظهر من يستحق ثقتك فكريًّا حكمة غير محدودة في دعم تساؤلاتك، فهو يقدر القرارات المتعددة في سبيل تحصيل المعرفة، ويعي أن الناس تصنع خيرات عديدة حول وقت تحصيل المزيد من الأدلة، ومكان إيجادها، وكيفية تقييمها، فضلًا عن الطرق المستخدمة والأشخاص الذين يعتمد عليهم، إنه موهوب في مساعدتك للخوض في المخاطر والمنافع المحتملة التي تظهر أمامك خلال سعيك نحو العلم، وهذه فضيلة التوجيه الفكري التي يمتلكها. 

وفي الطرف الآخر، يوجد من لديه احتياج نفسي للإغلاق، ومثل هؤلاء يتحفزون بصورة عالية لإكمال تساؤلاتهم، وإيقاف الغموض، ويرغبون بالحصول على الإجابات المطلوبة سريعًا، والإبقاء عليها، أطلق علماء النفس على المكونين المتشابهين لهذا الاحتياج: “الاغتنام” و”التجميد”، فمن يملك رغبة قوية للإغلاق على ما يبحث عنه سريعًا يغتنم أي معلومة تعده بحل تساؤلاته، وبمجرد اختياره للجواب، يعزم على تجاهل أي معلومة مناقضة، فيتجمد على الإجابة التي توصل إليها.

الحاجة للإغلاق ليست دومًا إشكالية، بل الحسم، وهي مهارة عالية القيمة في القادة، ولكن لا تزال هذه الحاجة عقبة عندما تأتي مواضيع دقيقة تستلزم تفكيرًا منهجيًّا متأنيًا، والمقصد على وجه التحديد هو نوع المواضيع التي غالبًا ما تحتاج فيها إلى توجيهات الآخرين، تتطلب مثل هذه المواضيع المبهمة نوعًا من التفكير لن يحتمله من لديه حاجة الإغلاق، وبدلًا من ذلك، سيقدمون لك نصيحة لا تتسم بالحكمة وتبالغ في تبسيط المشكلة. 

الصبر من السمات الرئيسة التي يجب البحث عنها في القيادة الفكرية، اسأل نفسك: هل من تعتمد عليه يستغرق الوقت المناسب في تقدير أوجه التعقيد في مأزقك، أم هو سريع القفز لمحاولة “إصلاح المشكلة”؟ 

سيظهر لك سواءً أكان الشخص موثوقًا فكريًّا أم لا من خلال مشاعره، وأفكاره، وسلوكياته، وكلما اعتنينا بهذه العلامات تمكَّنّا من العمل ضمن شبكات تواصلنا بصورة أفضل، ونكتشف ما نفكر به حول تعقيدات مشاكلنا التي نواجهها. 

نقاط محورية – من يستحق ثقتك 

اسأل نفسك الأسئلة التالية حول من يمكنك الاعتماد عليه: 

  • هل يفرحون عندما أتقدم فكريًّا أم يشعرون بذلك عندما يؤثرون على وجهة نظري؟ الفضيلة الأساسية لمن يستحق الثقة فكريًّا ما هي إلا العناية الحقيقة بصحتك الفكرية، وتشير الأبحاث إلى أن من كان فرحه منبثقًا عندما يؤثر على وجهة نظرك فحسب؛ فذلك يعني أنه يعزم على توجيهك نحو طرق أشد ضررًا. 
  • هل يعتريهم الخوف حول مشاركة أفكارهم؟ وهل يحرصون بشدة على تأييد الآخرين لأفكارهم؟ إن من تحتاج إليه هو شخص صريح في مشاركة منظوره معك، فإذا كان الطرف الآخر خائفًا أو حريصًا على إرضائك فقد يقوده ذلك لتمثيل وجهة نظره بصورة خاطئة، وهذا ما قد ينعكس عليك بتلقيك لمعلومات مضللة. 
  • إذا طلبت منهم توضيح المعنى فهل هم مستعدون وقادرون على ذلك؟ يدرك الأشخاص الموثوقون فكريًّا أن احتياجات التواصل الفعالة يجب أن تكون ذات معنًى، فإذا تفادى الشخص الآخر توضيح معناه لك، أو أصرّ على أن عدم فهم المغزى مشكلتك أنت، فمن المستبعد أن تستفيد منه.
  • هل يظهرون تعزيزًا لمنظوري المختلف واحتياجاتي وقدراتي؟ من المهم أن تتواءم وسائل تواصل من تعتمد عليه مع شخصيتك، فإن كان كثير الاهتمام بنفسه مما يمنعه عن الانتباه لك، أو إذا كان يملك صورة مشوهة عنك، فذلك قد يمنعه من مشاركة ما يهمك معرفته. 
  • هل يصبرون محاولةً منهم لفهم صعوبات مأزقك، أم هُم في عجلةٍ للوصول إلى حل؟ من العلامات الفارقة في الحكمة المطلوبة من قبل التوجيه الفكري هي القدرة على إدراك تعقيدات معضلتك بصبر وتأنٍّ، إن حرص الطرف الآخر على التوصل إلى حل قد يقوده لتشخيص حالتك بصورة خاطئة. 

تعلم المزيد 

من الحقائق المثيرة حول فضائل الفكر المستقل اجتماع الفضائل الفكرية والأخلاقية، فذلك الشخص “مفكر” من ناحية اهتمامه بالسلع الفكرية مثل المعرفة والفهم، لكنها فضائل أخلاقية أيضًا بسبب اهتمامها بالسلع غير الفكرية، وبالفعل، تختلف أهمية الصفات الأخلاقية لهذه الفضائل المتعلقة بالغير عن غيرها من الفضائل الفكرية مثل: حب الاستطلاع أو المثابرة الفكرية. 

يرجع ذلك جزئيًّا إلى الأهمية المحورية فيما يتعلق بالأبعاد المعنية، فالفضائل الموثوقة الفكرية لم تأخذ دورًا أكبر في التعليم. يجب أن نهدف لأن يسود نموذج يتمحور حول المفكر الناقد، لكن كونك مفكرًا ناقدًا لا يعني امتلاكك بالضرورة لصفات أخرى مثل: فضائل الموثوقية الفكرية. 

بينما قد نحزن لهذه الحقيقة عندما يتعلق الأمر بالتعليم الرسمي، لا يزال بإمكاننا بذل جهود بأنفسنا لنصبح موثوقين فكريًّا، يمكننا القول بأنه لا ضير من المحاولة، على أي حال، لسنا بحاجة وحدنا للتوجيه الموثوق في شبكاتنا، بل إننا في حاجة لنكون موثوقين فكريًّا بأنفسنا لصالح الآخرين أيضًا.

ماذا يجب علينا أن نفعلَ إذا أردنا أن ننموَ تحت كنف الفضائل الموثوقة فكريًّا ونصبح أكثر إحسانًا، وصراحةً وما إلى ذلك)؟ بين يديك ٤ استراتيجيات أجمع الباحثون على إمكانية مساعدتها لنا على النمو في الفضائل الفكرية: 

الاستراتيجية الأولى: التعليم المباشر، والتي تعنى بتعلم طبيعة الفضائل الفكرية المحددة التي نأمل غرسها بداخلنا، من الناحية المثالية، سنجني بحسب ما تشتمل عليه الفضيلة، وقد نتعلم أيضًا الرذائل المعارضة لها، يقبع جزء من سبب أهمية التعليم المباشر خلف مساعدته في تقليل العبء الإدراكيّ، فهو يزودنا بإطار للتفكير في حياتنا الفكرية، بالإضافة إلى إعانتنا على وضع هدف نصبو إليه. 

الاستراتيجية الثانية: التفكير بكيفية توظيف الفضائل الفكرية في مواقف محددة، مع الأخذ في الحُسبانِ كيف تبدو الفضيلة -وربما الرذائل المناقضة لها- عمليًّا، قد يكون بحوزتك أمثلة تاريخيّة، ومعاصرة، أو حتى خيالية لأشخاص يظهرون أفعالهم استنادًا إلى الفضيلة أو ما يناقضها من الرذائل، فمن خلال النماذج المصادفة، قد تجني لمحة أو شعورًا لماهية الفضيلة والشخص الذي تحتذي به، بصورة أعم، سيساعدك هذا التمرين على ممارسة تقييم السيناريوهات التي تؤثر فيها الفضائل الفكرية على السلوكيات، وسيساعدك ذلك عندما تنجزه بصورة حسنة على تقدير الظروف المختلفة التي تصنع من خلالها الفضائل الفكرية اختلافًا، وأنواع السلوكيات التي تقود إليها. 

الاستراتيجية الثالثة: ممارسة السلوكات التي تتميز بها فضيلة معينة، يوجد العديد من السبل المعينة على ذلك، بعضها يتراوح من محاولة واحدة، وبعضها يمارس مرة يوميًّا في سياقٍ محدد إلى نطاق أوسع من مشاريع النمو الذاتي، والتي قد تحتفظ في إثرها بمذكرات تروي بداخلها مجهودك خلال مدة زمنية طويلة، كلما سمحت لإدراكك الفضائل بالتخلل في حياتك اليومية، ستدفع المزيد من طموحاتك باتجاه هذه الفضائل لتقود تصرفاتك، وتقترب من التفوق فيها. 

الاستراتيجية الأخيرة: الفضيلة المبنية على التغذية الراجعة، والتي تقع عندما تبحث عن مدخلات حول كيفية تقدمك في سعيك نحو الفضيلة، قد تحصل على ذلك التقييم من صديق مثالي ومستقل فكريًّا، وسترغب منه في إبداء رأيه بشأن الطرق التي لاحظها منك في ممارسة تلك الفضائل التي تتعلمها، بالإضافة إلى إخبارك بجوانب الضعف التي تحتاج إلى تطويرها، هنالك خيار آخر قد يتطلب بعض الإصرار، ألا وهو التقييم الذاتي، قد تبحث عن المقاييس المستخدمة لقياس بعض الفضائل والرذائل التي نوقشت في هذه المقالة، ثم أعط درجة لذاتك لتتابع عن طريقها تطورك. 

كتب وروابط 

يدار موقع  »الفضائل الفكرية«  (The Intellectual Virtues) من قبل الفيلسوف وخبير الفضائل الفكرية جوسن باهر، والذي يزود القارئ المهتم بالتعلم عن النمو أو تعليم الآخرين حول الفضائل الفكرية بمصادر غنية ومجانية. 

يتكون كتاب باهر «تنمية العقول الصالحة» (Cultivating Good Minds) (٢٠١٥م) من فصول مقسمة إلى ٩ فضائل فكرية مختلفة، وهو متاح للتحميل مجانًا أو للتبرع. 

تتحدث الفيلسوفة هيثر باتلي في حلقة من حلقات بودكاست «مخيم الحوار»  (Tent Talk) مع مضيف الحلقة كودي تيرنر حول الفضائل والرذائل الفكرية في ضوء وسائل التواصل الاجتماعي واقتصاد المعلومات.

يعد كتاب «الفضائل الفكرية (Intellectual Virtues)» (٢٠٠٩م) للكاتبين: روبرت سي روبرتس ودبليو جاي وود من أوائل النصوص العلمية التي تضمنت عدة فصول مقسمة إلى فضائل فكرية محددة، تتسم بأهمية خاصة لعنوان هذه المقالة في فصول الكرم، والتواضع، وحب العلم. 

يحتوي كتاب «النزاهة، والصدق، والبحث عن الحقيقة»  (Integrity, Honesty, and Truth Seeking) (٢٠٢٠م) المحرر من قبل كريستيان بي ميلر وريان ويست العديد من الفصول حول طبيعة الصدق، بما في ذلك التواصل الحقيقي، والتحلي بالصدق.

المصدر

(وفق اتفاقية خاصة بين مؤسسة معنى الثقافية، ومنصة سايكي).

تُرجمت هذه المقالة بدعم من مبادرة «ترجم»، إحدى مبادرات هيئة الأدب والنشر والترجمة.

الآراء والأفكار الواردة في المقالة تمثّل وِجهة نَظر المؤلف فقط.

الوسوم: ترجمات معنى
ShareTweetSendShareSend
المقال السابق

حين كنا نلعب: في مديح زمنٍ لا يُنتج شيئًا | بدر مصطفى

كيف تعرف مَن يستحق ثقتك؟ | من «سايكي»

كيف تعرف مَن يستحق ثقتك؟ | من «سايكي»

9 يوليو، 2025

تستدعي المشاكل المعقدة المشورة السليمة، استفد من الفلسفة لتجد من يملك الفكر الموثوق به في خضم وجود المحتالين والأنانيّين.

حين كنا نلعب: في مديح زمنٍ لا يُنتج شيئًا | بدر مصطفى

حين كنا نلعب: في مديح زمنٍ لا يُنتج شيئًا | بدر مصطفى

7 يوليو، 2025

مقالة تأملية آسرة، تتنقل بين مشهدٍ بسيط لطفلة تلعب بالماء، وتأمل عميق في معنى الزمن، والعمل، والحضور الإنساني في عالم...

كيف توجه شعور الملل | من «سايكي»

كيف توجه شعور الملل | من «سايكي»

7 يوليو، 2025

أتشعر بالملل؟ تعلم كيف تستعمل هذا الشعور المزعج لتبدل مشاعرك وتستعيد سيطرتك على حياتك واهتماماتك. 

لن نعيش في عالمٍ «طبيعي» بحلول عام 2050م | من «ذا أتلانتيك»

لن نعيش في عالمٍ «طبيعي» بحلول عام 2050م | من «ذا أتلانتيك»

6 يوليو، 2025

ستؤدي طرائق تجنب تأثيرات المناخ إلى تغييرات جذرية في العالم.

عن منصة معنى

«معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف.

روابط سريعة

  • أرشيف معنى
  • مكتبة معنى
  • تطبيق معنى
  • الأفلام

التصنيفات

Articles & Essays SJPS أوراق ودراسات إعلانات معنى إيون الحياة الطيبة الفلسفة الآن الفيلسوف الجديد المتن الفلسفي المتن الفلسفي بودكاست ذا أتلانتيك سايكي سيكولوجي توداي غير مصنف مراجعات مقابلات وحوارات مقالات نيويورك تايمز
  • الرئيسية
  • من نحن؟
  • الكتّاب
  • شروط النشر
  • نشرة معنى
  • السلة
  • الشروط والأحكام
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا
  • English
  • Chinese

© 2024 منصة معنى الثقافية

مرحبا بك!

قم بتسجيل الدخول إلى حسابك

هل نسيت كلمة المرور؟ تسجيل

قم بإنشاء حساب جديد!

املأ النموذج أدناه للتسجيل

جميع الحقول مطلوبة. تسجيل الدخول

طلب إعادة تعيين كلمة المرور

يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.

تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استخدام عنوان البريد الإلكتروني
لست عضو الآن ؟ سجل الآن
استخدام Google
استخدام Apple
Or Use Social
إعادة تعيين كلمة المرور
استخدام عنوان البريد الإلكتروني
تسجيل
هل أنت مستخدم مسجل بالفعل؟ تسجيل الدخول الآن
No Result
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • مقابلات وحوارات
  • مقالات
  • مراجعات
  • أوراق ودراسات
  • المجلة السعودية
  • الفيلسوف الجديد
  • صوت معنى
  • دخول / تسجيل

© 2024 منصة معنى الثقافية

-
00:00
00:00

قائمة التشغيل

Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00