• من نحن؟
  • الكتّاب
  • شروط النشر
  • نشرة معنى
  • تواصل معنا
  • دخول / تسجيل
  • اللغة
    • English
    • Chinese

لا توجد منتجات في سلة المشتريات.

منصة معنى الثقافية
  • الرئيسية
  • مقابلات وحوارات
  • مقالات
  • مراجعات
  • أوراق ودراسات
  • المجلة السعودية
  • الفيلسوف الجديد
  • صوت معنى
هدهدة
No Result
عرض جميع النتائج
الإثنين, يوليو 7, 2025
  • الرئيسية
  • مقابلات وحوارات
  • مقالات
  • مراجعات
  • أوراق ودراسات
  • المجلة السعودية
  • الفيلسوف الجديد
  • صوت معنى
No Result
عرض جميع النتائج
منصة معنى الثقافية
هدهدة

حين كنا نلعب: في مديح زمنٍ لا يُنتج شيئًا | بدر مصطفى

بواسطة معنى
7 يوليو، 2025
من مقالات
A A
حين كنا نلعب: في مديح زمنٍ لا يُنتج شيئًا | بدر مصطفى

ذات مساء ليس ببعيد، كنت أراقب طفلتي الصغيرة وهي تمضي ساعةً كاملة في محاولة نقل الماء من كوب إلى آخر. لم تسأم. لم تسأل لماذا. ولم تنتظر أن يُقال لها “أحسنتِ”. كانت منشغلة تمامًا في فعلٍ لا طائل منه، لكنها كانت فيه أكثر حضورًا مما رأيت في أي قاعة درس، أو اجتماع أكاديمي، أو منشور منتفخ بالإنجازات. لحظتُها تلك—التي قد يسميها الكبار “تضييعًا للوقت”—كانت لحظة كثيفة، ومفعمة، ومكتفية بذاتها.

أدركت حينها أن شيئًا في داخلي قد تغيّر دون أن أشعر، وأنني، كما كثيرين غيري، قد خضعت طويلاً لقوانين زمن لا يعترف إلا بما يُنتج، ولا يُكافئ إلا من يحوّل كل لحظة إلى مكسب، وكل شعور إلى أداء، وكل وقت فراغ إلى مشروع.

ولأن مرحلة الطفولة تحديدًا لا تُدرَك تمامًا حين نكون في قلبها، بل بعد أن نُقصى عنها، فإنها تعود إلينا على هيئة إحساس داخلي بالفقد. الفقد لا يكون في اللعب، ولا في البراءة، بل في الزمن الذي كان يسمح لنا بأن نكون بدون وظيفة. كنّا هناك، فقط، بلا حاجة إلى تبرير وجودنا. لم يكن أحد يسألنا ماذا نفعل بوقتنا، لأن أحدًا لم يكن يتوهم أن الوقت قابل للاستهلاك مثلما يُستهلك المال، أو يُختزن كما تُختزن البيانات. لم نكن نؤمن بأن على كل ساعة أن تُثمِر، أو أن ما لا يؤدي إلى نتيجة هو هدر يلحقه شعور بالذنب.

كان اللعب هو البوصلة. وكان اللعب، في جوهره، ضد الزمن الذي نعرفه اليوم. لعبنا لا يُستثمر. لا يدخل في سيرة ذاتية. لا ينتج مهارة. ولا يسهم في بناء العلامة التجارية للذات. اللعب، كما كنّا نمارسه، لم يكن بديلاً عن شيء. لم يكن رمزًا لمرحلة ننتقل منها إلى ما بعدها. كان هو المرحلة وهو المعنى وهو الاكتفاء.

ثم وقع التحوّل بهدوء. دخلنا “الزمن الثاني” دون أن نشعر. لا جرس قرع، ولا بوابة فُتحت، ولا نذير. فقط وجدنا أنفسنا نُسأل: ماذا فعلت اليوم؟ كم أنجزت؟ إلى أين وصلت؟ ومع هذه الأسئلة، بدأ المردود يُستبدل باللعب، والخطة بالدّهشة، والاستباق بالانتظار. حتى مشينا تغيّر: لم نَعُد نتمشى أو نتسكع في الشوارع. حركتنا محسوبة ومتجهة نحو هدف. لم نَعُد نراقب الطريق، بل نحسب الوقت اللازم للوصول.

في هذا الزمن الجديد، لم نُطالَب فقط بالنجاح، بل بأن نُظهر نجاحنا. لم يكفِ أن نُنجز، بل أن نحسن الترويج لما أُنجز. صارت الذات مَعرِضًا مفتوحًا، والسيرة الذاتية ميدان صراع دائم. نُقارن أعمارنا، إنجازاتنا، عدد الكتب التي قرأناها، عدد الكلمات التي كتبناها، عدد الجمهور الذي تابعنا، عدد الكيلوغرامات التي فقدناها، عدد الخطوات التي قطعناها كل صباح. ما لا يُقاس لا يُعَد. وما لا يُحتَسب لا يُحتَرَم.

وحين نُحاول أن نتذكّر آخر مرة ضحكنا فيها من قلبنا دون أن ننظر إلى الهاتف بعد ذلك بثوانٍ، أو دون أن نقول “أحتاج أن أشارك هذه اللحظة”، ندرك أن شيئًا قد اختفى. ذلك الشيء الغامض، الهش، الكثيف، الذي كنا نسكنه حين كنّا نلعب، لم يعد يجد مكانًا هنا!

لقد نجح عصرنا أن يقنعنا بأن علينا أن نستخدم وقتنا جيدًا، وأن كل لحظة يجب أن تعود علينا بشيء، وأن الشعور بالذنب حين لا تفعل شيئًا “مفيدًا” هو علامة وعي، لا علامة اختناق. تُحوّلت الرغبة إلى استثمار، والراحة إلى تقنية، والنوم إلى مسألة طبية، والوقت الحر إلى مساحة قابلة للاستغلال.

في زمن الإنجاز، كل شيء مشروع: نفسك، وصورتك، وصوتك، ويومك، وفكرتك. كل شيء يصبح منتَجًا أو نصف منتَج، أو فكرة منتَج محتمل. تُجبرك على أن ترى ذاتك كما لو كانت شركة ناشئة، كل يوم فيها يجب أن يقترب من لحظة التدشين أو لحظة التوسّع. حتى العلاقات تصبح جزءًا من سيرورة بناء الذات: مَن حولك ليسوا أصدقاء فحسب، بل شبكات دعم، وفرص تطوير، وأدوات نمو.

لكن وسط هذا كله، ما الذي يبقى؟ أي شكل من الحياة يظل بعد أن يُضغط كل شيء فينا إلى أقصى حد؟ ماذا تبقّى من أعمارنا بعد أن جرّدناها من كل ما لا يُؤدي وظيفة؟

من العبث التظاهر بإمكانية العودة إلى الزمن الأول. الطفولة ليست بابًا نعود إليه متى شئنا. لكن يمكننا، ولو بالتواءٍ في الداخل، أن نستعيد موقعًا صغيرًا فيه. مساحة غير مأهولة بالإنجاز، بلا كاميرا، بلا تقييم، بلا متفرّج. لحظة صغيرة لا نُجيد فيها شيئًا، ولا نُحسِن التعبير عنه، ولا نريد لأحد أن يشهدنا فيها.

لحظة كهذه كافية لتذكيرنا بأننا لسنا آلات تحسين، ولسنا مقاولين دائمين لبناء النفس. نحن، في النهاية، كائنات هشّة، تفرح بلا سبب، وتتأمل بلا غاية، وتخترع المعنى حين يختفي. نحتاج أن نلعب—لا لكي نتطور، بل لكي نتحرّر ولو لحظة من كل ما يُراد بنا أن نكونه.

الزمن الذي لا يُنتج شيئًا، هو الزمن الوحيد الذي يعيدنا إلى أنفسنا. لا لأننا نخرج منه بأفكار جديدة، بل لأننا لا نخرج منه بشيء. نكتفي به، كما اكتفت طفلتي بذلك الماء المنسكب بين كوبين، وكانت حينها، في ما أظن، أكثر قربًا من معنى الحياة مما نحن عليه حين نُقدّم عروضنا، ونُحصي أعمالنا، ونُهيّئ خطاب القبول التالي.

…………………………………………..

الآراء والأفكار الواردة في المقالة تمثّل وِجهة نَظر الكاتب فقط.

الوسوم: معنىمقالات معنى
ShareTweetSendShareSend
المقال السابق

كيف توجه شعور الملل | من «سايكي»

حين كنا نلعب: في مديح زمنٍ لا يُنتج شيئًا | بدر مصطفى

حين كنا نلعب: في مديح زمنٍ لا يُنتج شيئًا | بدر مصطفى

7 يوليو، 2025

مقالة تأملية آسرة، تتنقل بين مشهدٍ بسيط لطفلة تلعب بالماء، وتأمل عميق في معنى الزمن، والعمل، والحضور الإنساني في عالم...

كيف توجه شعور الملل | من «سايكي»

كيف توجه شعور الملل | من «سايكي»

7 يوليو، 2025

أتشعر بالملل؟ تعلم كيف تستعمل هذا الشعور المزعج لتبدل مشاعرك وتستعيد سيطرتك على حياتك واهتماماتك. 

لن نعيش في عالمٍ «طبيعي» بحلول عام 2050م | من «ذا أتلانتيك»

لن نعيش في عالمٍ «طبيعي» بحلول عام 2050م | من «ذا أتلانتيك»

6 يوليو، 2025

ستؤدي طرائق تجنب تأثيرات المناخ إلى تغييرات جذرية في العالم.

زومبي وأنا: لماذا تبدو الحياة الحديثة وكأنها خالية من الحيوية | تشاك كلوسيرمان

زومبي وأنا: لماذا تبدو الحياة الحديثة وكأنها خالية من الحيوية | تشاك كلوسيرمان

5 يوليو، 2025

الزومبي يرمزون إلى الأسهم ذات القيمة: صامتون، ينتشرون بهدوء، ويفتقرون إلى الوعي، لكنهم يمثلون سوقًا متنامية بلا قيود واضحة أو...

عن منصة معنى

«معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف.

روابط سريعة

  • أرشيف معنى
  • مكتبة معنى
  • تطبيق معنى
  • الأفلام

التصنيفات

Articles & Essays SJPS أوراق ودراسات إعلانات معنى إيون الحياة الطيبة الفلسفة الآن الفيلسوف الجديد المتن الفلسفي المتن الفلسفي بودكاست ذا أتلانتيك سايكي سيكولوجي توداي غير مصنف مراجعات مقابلات وحوارات مقالات نيويورك تايمز
  • الرئيسية
  • من نحن؟
  • الكتّاب
  • شروط النشر
  • نشرة معنى
  • السلة
  • الشروط والأحكام
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا
  • English
  • Chinese

© 2024 منصة معنى الثقافية

مرحبا بك!

قم بتسجيل الدخول إلى حسابك

هل نسيت كلمة المرور؟ تسجيل

قم بإنشاء حساب جديد!

املأ النموذج أدناه للتسجيل

جميع الحقول مطلوبة. تسجيل الدخول

طلب إعادة تعيين كلمة المرور

يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.

تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استخدام عنوان البريد الإلكتروني
لست عضو الآن ؟ سجل الآن
استخدام Google
استخدام Apple
Or Use Social
إعادة تعيين كلمة المرور
استخدام عنوان البريد الإلكتروني
تسجيل
هل أنت مستخدم مسجل بالفعل؟ تسجيل الدخول الآن
No Result
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • مقابلات وحوارات
  • مقالات
  • مراجعات
  • أوراق ودراسات
  • المجلة السعودية
  • الفيلسوف الجديد
  • صوت معنى
  • دخول / تسجيل

© 2024 منصة معنى الثقافية

-
00:00
00:00

قائمة التشغيل

Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00