وصف الإصدار
ليست الترجمة نصًا أصليًا، لكنها قراءة أصلية للنص. وهي قراءة تشهد على العلاقة القائمة بين مؤلِّفٍ محدَّد وهذا القارئ الفريد الذي هو المترجم. غير أن هذه العلاقة تحصل في الزمن ولها تاريخ. وتُتيح هذه العلاقة مع الزمن تنويرَ وفهمَ نمط القراءة الذي خضع النصُّ له في لحظة معينة، والدور الذي قامت به الترجمة في بعض محطات التاريخ، وموت الترجمات، وضرورة إعادة الترجمة، وعدم إمكانية فهم الأصل بسبب المسافة الزمنية، وموقع البلاغة والجماليات، الخ. هكذا، يقضي علم الترجمة في نظري بأن يَعرض ما يَشهد في النصوص المترجمة على ممارسة القراءة ممارسةً خاصة، وهذه الممارسة ستتجسد، في فترة لاحقة، في طريقةٍ مميزة تُوضع على أساسها النصوصُ في علاقةٍ متبادلة فيما بينها. يتبيّن إذاً أنَّ الدور الذي أمنحه للتاريخ في علم الترجمة دورٌ مركزيّ تمامًا.