• من نحن؟
  • الكتّاب
  • شروط النشر
  • نشرة معنى
  • تواصل معنا
  • دخول / تسجيل
  • اللغة
    • English
    • Chinese

لا توجد منتجات في سلة المشتريات.

منصة معنى الثقافية
  • الرئيسية
  • مقابلات وحوارات
  • مقالات
  • مراجعات
  • أوراق ودراسات
  • المجلة السعودية
  • الفيلسوف الجديد
  • صوت معنى
هدهدة
No Result
عرض جميع النتائج
الإثنين, يوليو 7, 2025
  • الرئيسية
  • مقابلات وحوارات
  • مقالات
  • مراجعات
  • أوراق ودراسات
  • المجلة السعودية
  • الفيلسوف الجديد
  • صوت معنى
No Result
عرض جميع النتائج
منصة معنى الثقافية
هدهدة

كيف توجه شعور الملل | من «سايكي»

بواسطة معنى
7 يوليو، 2025
من سايكي
A A
كيف توجه شعور الملل | من «سايكي»

جيمس دانكرت & جون إستود 

ما يجب عليك معرفته

إذا تفكرت بالملل على الإطلاق، قد يتوارى لك بأنه شعور تافه- كقطعة أثاث في حياتك- وهو في الغالب ابتلاء يصيب الشباب، ويتميز بما يعرف عنه جوهر بطاطا الأريكة [تعبير مجازي يطلق عادةً على الشخص الذي يقضي الكثير من الوقت جالسًا على الأريكة ولا يمارس أي نشاط]، ولكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. بدايةً، تعبير بطاطا الأريكة قد يكون ملائمًا لوصف اللامبالاة أكثر من الملل، فاللامبالاة تعني غياب الرغبة. وعلى النقيض، فالملل يحوي رغبةً يائسةً لفعل شيءٍ ما، لكن لا يوجد ما يسد تلك الرغبة.

وليس من الصحيح القول إن الملل يبعث على الإحباط بمظاهر مختلفة؛ لأن الإحباط يزداد عندما تثبط في متابعة أهدافك. والملل يتوق لتحقيق الهدف في المقام الأول، فعندما يتملكك شعور الملل، مهما فعلت في تلك اللحظة سيبدو غير مرضٍ لك، ولكنك حقًا ترغب في الممارسة، ولذلك تبحث بصورة عاجلة عن أنشطة لترضي التململ العميق بداخلك. 

ربما لم تنجز شيئًا نتيجةً للكدح اليومي المتكرر بصورة مماثلة، أو قد يكون انزعاجك بسبب الضرائب المحتم عليك دفعها، أو المحاولة في قراءة كتيب التعليمات الخاصة بغسالة أطباقك. مهما كان وضعك الراهن، يحثك الملل لاكتشاف خيارات أفضل للممارسة من جديد، فهو يحفزك لخلق تغيير. 

والقصة الملفقة لهمفري بوتر- النسخة التي رواها آدم سميث في كتاب ثروة الأمم (Wealth of Nations) ١٧٧٦م- توضح المغزى. ففي سن المراهقة المبكرة (١١ عامًا)، عُين بوتر في الوظيفة المشؤومة “رجل المقبس” -ومفاد هذه الوظيفة هو الاهتمام بأداةٍ تعد نسخة قديمة من الآلة البخارية- كانت مهامها مملة للغاية حتى في معايير ١٧١٣م، فكان عليه أن يفتح ويغلق الصمامات بتكرار. راقب اللحظة المناسبة …افتح صمام أ…انتظر للحظة الحاسمة التي تليها… اغلق صمام ب، وكانت هذه طبيعة عمله حتى الغثيان كل يوم. جعل هذا العمل منه -بوصفه مفكرًا وصانع قرار- شخصًا ثانويًا لا أهمية له تذكر.

وبسبب الملل الشديد الذي تمكن منه، ابتكر بوتر نظامًا في الحبال والتروس لجعل الآلة تقوم بالعمل نيابةً عنه، فاللحظة التي وجدها لم تحرره من عمله الذي دمر نفسيته، لكنها طورت تقنية محرك البخار من خلال اختراعه لما يعرف في وقتنا الحالي بـ ‘التهرب من العمل’. فشعور الملل كان سيئًا للغاية لبوتر مما دفعه لخلق تغيير. 

قد تكون التقنية تطورت، لكن دور الملل في تحفيز التغيير لا يزال نفسه في القرن ٢١ بالنسبة إلينا.

ومع ذلك، ليس كل التغيير متكافئًا، ففي عام ٢٠١٠م، قامت جون همفريز-الجدة التي تبلغ ٧٩ سنة- في مدينة إنجليزية في كرو تشيشير بارتكاب موجة من السرقات لمدة خمس سنوات بسبب ضجرها من حياتها. فقد كانت تسافر وحدها من خلال تذكرة حافلتها المجانية، ولقد راكمت خلفها [عن طريق سرقة بعض المتاجر] ثروة تعادل مئات الجنيهات، فكان مما سرقت: ملابس وحلوى وكحول أيضًا، ويوجد بعض الأدوات الغريبة؛ كمضخة الصدر. في المحكمة، سأل القاضي عن دوافعها، ففقدت همفريز صوابها وقالت: “لقد أخذتهم فحسب، مفهوم؟ لم آخذ أي شيء غير ذلك.” دافع دارين فيرنون عن همرفيز باستحياء، وهو ضابط إطلاق سراحها المشروط ذي الحظ السيئ، فقال: “هي على علم بالخطأ الذي ارتكبته…فهي تشعر بالضجر وترغب في ملء وقت فراغها.” أضحت حياة همرفيز بلا معنى، فهي وحيدة ومحرومة من التلذذ بالأنشطة. حالها كحال بوتر؛ تحتاج إلى تغيير. 

إذن، أي منهما الصحيح؟ هل الملل أساس الابتكار، أم منبع السرقة؟ حقيقةً، الملل بحد ذاته لا يسبب أيًا منهما، فإنه لشعور مزعج أن يعتريك الملل ليحفزك على العمل. ويمكننا القول بإيجاز إن رسالة الملل النهائية هي تذكيرنا بأن الخطوة التالية تعتمد علينا، فالأمر منوط بنا. إذا نويت التركيز على الانزعاج الناتج عن الملل، ستفوت فرصتك في استعمال ذلك الشعور لدفعك للأمام نحو مساعيك الهادفة. 

عندما تشعر بالانزعاج الناجم عن الملل، ستدرك بأنك غدوت بلا نفع ولا هدف- مثلما حل ببوتر وهمرفيز- فأنت بحاجة إلى استعادة كتاب حياتك. يطلق علماء النفس على حالتك بأزمة القوة، فقد أصبحت غير فعالٍ في حياتك، وجعلت الحياة تجري بمجراها دون ردود فعل، فلا أهدافًا وضعت، ولا طريقًا سلكت، وانفصلت عن العالم لأنك لم تتصل معه وفقًا لشروطك، وتركت سعيك نحو أهدافك التي تعني لك، والتي تعينك على نشر مهاراتك ومواهبك بطريقة هادفة. وإذا نظرنا للجانب الإيجابي، فإن من الجيد الشعور بعدم الراحة الناجمة عن الملل، فبدونها لن تلاحظ مأزقك الذي تعيشه. 

التغيير الذي يتطلبه الملل لا يقتصر على فعل شيء مختلف، كاختراع تقنية جديدة، أو سرقة مضخة صدر؛ لكن المطلوب هو تغيير الأسلوب الذي يصلك بالعالم. فعلامات الملل تدل على احتياجك لتبحث عن أنشطة تنبثق من إبداعك وتغذي شغفك. باختصار، تحتاج لإعادة إنشاء إرادتك، فبإمكانك أن تكون مبدعًا، أو أن تسرق إبداع أحدٍ آخر، سيؤدي أي منهما الغرض المرغوب فيه ما دام الملل هو المعني بذلك، وبلا شك، قد تعتبر بعض الاستراتيجيات مرغوبة أكثر من غيرها. في نهاية المطاف، كيفية تسوية شعور الملل يرجع إليك. 

الملل ليس مكانًا نطيل المكوث فيه، فعبورك من خلاله أفضل لك، لأنك بهذه الطريقة، ستتوقف عن فعل أي شيء يحرمك إحساس الإرادة، وستبدأ فعل ما يعزز إرادتك، وهي مرحلة انتقال حاسمة جميعنا بحاجة إليها لخلق سبل صغيرة وكبيرة يوميًا. عندما تعلق وتعاني في سبيل الخروج من الملل، سيتحول ذلك الشعور إلى سجن لك، فهو على العكس تمامًا من العبور إلى مكان جديد. وهذا يحدث لبعضنا أحيانًا وبصورة مكثفة أكثر من غيرنا. 

تتسم ‘نزعة الملل’ بالصعوبات في الضبط الذاتي ومماثلتها لسمات الشخصية. فلمن يميل لها، ستعد قصة نزعة الملل غير جيدة لارتباطها مع معدلات الاكتئاب العالية، والقلق، ومشاكل تعاطي الكحول والمخدرات، والمعدلات العالية لمشاكل القمار، والعلاقات الإشكالية مع الهاتف الذكي. كما لو أن أعراض الملل العالية تنقلب لهذه الأمور- كحول، وقمار، أو مساوئ وسائل التواصل الاجتماعي- كمهدئ لذلك الشعور. وفي آخر المطاف، عندما تختفي تلك الملهيات، سيضل شعور الملل قائمًا، وسيدفع تلك الملهيات بلا كلل لاسترداد إرادتها مرة أخرى، وفي هذا الموضع تحديدًا يصارع المعرضون للملل للسيطرة على حياتهم. أينما وقعت في طيف نزعة الملل، نأمل أن تكون نصيحتنا في هذه المقالة ذات عون لك في إظهار وسائل فعالة لتستجيب من خلالها لعلامات الملل المرسلة إليك.

تزخر شبكة الإنترنت بقوائم من الأنشطة عندما يهاجمك الملل (لكل قائمة ١٥٠ خيارًا!). ستخطئ هذه القوائم الهدف في أفضل الأحوال، وفي أسوأها ستعرقل متطلبات الملل مصير الذات الذي نسعى إليه. لا تدع أحدًا يقودك، فلا توجد أنشطة محددة- كعجن خبز الساوردو، أو تعلم لغة جديدة- تعمل بشكل دائم (لجميع البشر) للقضاء على الملل. وهذا هو بيت القصيد؛ فرسالة الملل تشير إلى حاجتك لاسترداد إرادتك. 

والأمر يرجع إليك، فنحن لن نطرح عليك أنشطة محددة لتجرّبها، لكن هنالك خطوات متعددة يمكنك اتباعها لتساعدك على استرداد إرادتك في ذروة مللك. 

ما يجب عليك فعله 

الاسترخاء 

إنه لمن الصعب احتضان قوتك عندما تكون قلقًا ومضطربًا، وتَخطي ذلك الاضطراب الأساسي عندما تعلق في صراع الرغبة بالمضي قدمًا، لكنك لا تستطيع رؤية طريقك بسبب مشاكلك التي تلوح في الأفق. قد يفيدك أخذ نفس عميق لتخفيف شعور التهديد والمحاصرة، ويمكنك تجربة إعادة توجيه قلقك والشعور بعدم اليقين إلى أنشطةً جسدية، حتى لو كانت يسيرة كالمشي، فالأنشطة الجسدية تعين على الشعور بالفاعلية، والاستغناء عن الاضطراب والطاقة المهدرة التي نشعر بها بشدة عندما نشعر بالملل. وإذا وجدت نفسك محاصرًا (تخيل اجتماعات مجلس الإدارة الطويلة) سيفيدك التململ أو الخربشة الرصينة لتبقيك هادئًا وتحكم سيطرتك على مللك.

حول الملل عبر التقبل 

مفارقة التغيير هي أن ‘ما تقاومه سيستمر’، فإذا علقت في مشاعر الازدراء والرفض، ستغرق عميقًا في رمال الملل المتحركة. لكن حاول تقبل الملل كما هو على أنه مؤشر مزعج لكنه نافع للعودة للحياة. قد تساعدك إحاطة نفسك بالطبيعة، أو إمضاء الوقت بصحبة رفاقك على استعادة منظورك والتخلي عن العدائية والتصرفات المعارضة اتجاه العالم، وفي المقابل، قد يكون التأمل سبيلًا مفيدًا لغرس التصرفات الحكيمة. مهما كانت الاستراتيجية المفيدة لك، الانتقال من المزاج المعارض والوعي بأحوالك سيحدد المرحلة الملائمة لك لتعبر عن إرادتك وتخرج من مللك. 

التفكير الذاتي واختيار الأهداف 

بعد أن تهدأ نفسك وتعي مأزقك، حاول التركيز على العوائد المحتملة للأشياء المختلفة التي تقدر على فعلها. فإذا استطعت حشد قيد أنملة من حماسك أو شغفك للاحتمالات، فشعور الملل بداخلك على وشك الهزيمة. فالقوة في هذا العالم تبنى على رغباتك ونواياك، وامتلاك هدف إيجابي تطمح له سيكون ذا عون لك. 

لتبدأ، خصص وقتًا للتفكير الذاتي فهي من الأمور المفيدة لك. كثيرًا ما ننشغل بمعيشتنا يومًا بعد يوم، فندير هذا وندير ذاك من دون أن نأبه لما يهمنا فعلًا. يوفر الملل فرصة للتفكير الذاتي، فهو يعين على تجميع وتوجيه بعض الأسئلة الجوهرية عن حياتنا وأنفسنا. مثلًا: من أنت؟ وما الذي يثير اهتمامك؟ فزرع أسبابٍ وجيهةٍ لفعل أمرٍ معين ستعين على التقليل من الشعور بالملل. وبعد مدة من التفكر- حتى لو كانت لحظات قليلة- ستنطلق للأنشطة التي تثير اهتمامك. في نهاية الأمر، سيساعد هذا الأمر على تعزيز الإحساس القوي بالنفس، من أنت، وما تُقدره في الحياة. 

يجب أن تنتبه، ففي متناول أيدينا عالم ينشر الترفيه السلبي، كوسائل التواصل الاجتماعي، وقنوات الأخبار، وخدمات العرض كمنصة نتفلكس، ومنصة Crave في كندا [تعني بالعربية: رغبة] (وهنالك إشارة للمشكلة التي أناقشها في معنى اسم هذه المنصة!)، والألعاب المسببة للإدمان كلعبة كاندي كراش ساقا (وليس بالأمر الجديد، هل تذكر لعبة تَتريس؟). إنه لمن المغري اللجوء لهذه الملهيات حينما تكون في سكرة الملل، لكن المشكلة تكمن في تحويلك لمستهلك سلبي. فأنت لا تواصل مساعيك تجاه أهدافك التي تعنيك، ومن ثَم هذه الخيارات هي ملهيات مؤقتة في أفضل الأحوال. 

إذا كنت لا تزال تعاني لاكتشاف ما يهمك في هذه الحياة، سيفيدك إنشاء قائمة بالقيم الشخصية في تخطي ذلك، فأي شيء سيكون ذا نفع لك سواءً الروابط العائلية، أو النجاحات المهنية، أو المغامرات، أو العدالة الاجتماعية، أو الاستقلال المادي، أو تطوير معرفتك في مجال مختلف. بعد ذلك، أنشئ أهدافًا ملموسةً وواقعيةً تعزز من قيمك الشخصية. وقد تتفكر في لحظات من الماضي عندما كنت فعالًا وقادرًا، ابحث بعدها عن الأنشطة التي تُعينك على شحن طاقتك لتعود كسابق عهدها آنذاك، ولتسلط الضوء على مهارتك ومواهبك الفريدة. 

إنه من المهم اختيار أهداف واقعية، وجائحة كورونا أوضحت هذه النقطة تمامًا، فخلال مختلف عمليات الحجر الوطنية والإقليمية، شعرنا جميعًا بألم المعوقات، وبألم عجزنا على فعل ما نرغب فيه، وتولدت لنا أرض خصبة رائعة للملل. ولكن وضع هدف يتضمن كتابة أفضل رواية عالمية قادمة لتنافس كتاب الحرب والسلام لا يعد هدفًا واقعيًا! فما تقرر فعله يجب أن يكون مهمًا لك في حياتك، وهذا لا يعني أن أهدافك يجب أن تكون عظيمة. فإصلاح دراجة، أو خبز كعكة، أو حتى قراءة كتاب، جميعها حلول جيدة للملل ما دامت أنها تعني لك، وتعبر عن أهدافك ونواياك. 

افعلها فحسب

من يشعر بالملل أغلب الوقت كثيرًا ما يعاني من “الشلل التحليلي”، فهاجس فعل الأمور الصحيحة يمنعهم من الشروع فيها، فهم يعانون من فشل الانطلاق. فبدلًا من التخطيط بفاعلية، والبدء والمتابعة نحو الهدف، يركز الأفراد المعرضون للملل على حالتهم الراهنة، ويترددون في خلق تغيير، ويتشتتون بسهولة عن نجم الشمال الذي يوجّههم. ولتتجنب ذلك، عندما تتكون الأهداف بذهنك، سواءً كانت صغيرة أم كبيرة، حاول أن ‘تفعلها فحسب’، فإذا سلكت سبيلك بشكل أو بآخر، سَتُبقي شعور الملل تحت سيطرتك. 

غير من منظورك 

عندما تكون تحت وطأة الملل، ستشعر بأن لا مخرج لك، لكن تغيير المنظور في بعض الأحيان سيفيد، على سبيل المثال: تخيل نفسك ذبابة على الحائط، واستكشف الملل الذي بداخلك من الخارج، بدلًا من البقاء بالداخل، ففي الغالب ستجد بعد ذلك حرية الحركة. إن الإحساس بالفاعلية والحرية سمات أساسية للإرادة، يشار لها من الناحية التقنية ب ‘حالة عدم التمركز’، فتقنية تخيل حالتك من الخارج بدلًا من الداخل تعرف بتنظيم الجزء في الجهاز العصبي المسؤول عن تنشيط السلوك، وهي سبيلٌ آخر لتحركك. 

أحيانًا، من الممكن تحويل موقف ممل إلى ممتع، على سبيل المثال: إذا علقت في إنجاز عمل متكرر بكثرة، باستطاعتك دفع نفسك لإنجاز ذلك العمل عن طريق محاولة كسر رقم الوقت المستغرق في أداء ذلك العمل في المرة السابقة ودفع نفسك لإنجازه بصورة أسرع. أو إذا كنت تكمل مشروعًا دراسيًا تعتبره من أحد المشاريع المملة، تخيل نفسك فيه محققًا يعمل على قضية. بلا شك، في كل حالة تجد فيها نفسك في عمل رتيب، قد تساعد إعادة صياغة ذلك العمل ليكون أقل مللًا، وتضعك في دفة القيادة مرةً أخرى. 

ودون تعقيد، اتخاذ القرار في التركيز على شيء ما؛ يعطي له قيمة، ومن هناك تنبعث القوة مرة أخرى. ادعى الفنان آندي وارهول ذات مرة بأنه يجب عليك إعطاء فرصة للأشياء الصغيرة التي غالبًا ما تشعرك بالملل بأن تثير حماستك. وجه فضولك لشيء ما، وستكون التفاصيل الصغيرة فيه جذابة بشكل مفاجئ لأنك اخترت أن تعير انتباهك لما كنت ترفضه سابقًا، وكما قلنا، الأمر يرجع إليك. قد تتخيل أن جمع الطوابع أمرٌ في غاية الملل، لكن لمن يملك الشغف في هواية تجميع الطوابع سيختلف معك كليًا. لن يتمركز الملل عندما تلزم نفسك في السعي، فعندما تقرر أن تكون فضوليًا، لن يعتريك الملل. 

نقاط رئيسة- كيف توجه الملل 

  • إن الملل حالة محفزة- فعندما نشعر بالملل، سنرغب بالممارسة، وهي حالة بعيدة عن كونها شبيهة بالكسل أو اللامبالاة. 
  • قد يدفعك الملل نحو سلوك إيجابي أو سلبي، لكن اختيار أي منهما يرجع إليك. 
  • يشكل الملل هدفًا مهمًا- وهو يشير للاحتياج إلى استعادة السيطرة على حياتك. 
  • تجنب العلاج من دون ترياق- قلل من الترفيه السلبي، والذي يهدئ شعور القلق من غير معالجة الأسباب الجذرية للملل. 
  • ابحث عن الأنشطة التي تنبع من فضولك، وإبداعك، وشغفك، وتعطي لهذه العناصر معنى.
  • لتساعد نفسك على البدء، فكر في قيمك وأهدافك في الحياة، وضع في الحسبان تغيير منظورك، وجه فضولك لشيء ما، وستكون التفاصيل الصغيرة فيه جذابة فجأة لأنك اخترت أن تعير انتباهك لها. 
  • لا تدع أحدًا غيرك يقرر ماذا تفعل- فتجاوبك الجيد عندما يعتريك الملل يرجع إليك. 

اعرف أكثر  

وكما هو الحال مع مفهوم الاعتدال (Goldilocks)، كثيرٌ منا يبحث عن الأوضاع التي تكون ‘معتدلة’ ليست حارة جدًا ولا باردة. إننا نرغب في إيجاد ما هو مثالي لحياتنا، لكن يتضح لنا أن منطقة الاعتدال (Goldilocks) تسلط الضوء على الملل، ولماذا نشعر به، وما يمكن أن نفعل حياله. 

يوجد العديد من الأنواع غير المتطابقة والتي تبقينا بعيدًا عن منطقة الاعتدال (Goldilocks) وتتركنا نعاني مع الملل. على سبيل المثال: من الصعب ممارسة مهمة تتطلب منك أكثر مما تقدر أو أقل مما تقدر لأن ذلك قد يصيبك بالملل. فالتحديات الكبيرة لن تبقيك متمركزًا، والتحديات اليسيرة ستصيب عقلك بالخمول. والمغزى أن عدم التطابق بين احتياجاتك للحكم الذاتي والتركيز على محيطك من شأنه تصعيب القيام بالأمر تحت أي من الخيارات التي في متناول يديك. فعدم التناسق من الناحية الإبداعية هو مرتع للملل. وهناك من الحالات ما تكون رتيبة ومتكررة، وغيرها قد تكون مزعجة وفوضوية مما ينفرك منها، ولكن بكلتا الحالتين، ستُترك دون الممارسة. أخيرًا، عليك أن تعي المعنى والمغزى في ظروفك، ولا بد من أن يوجد تناسقٌ بين ما هو قيم بنظرك وما هو في متناول يديك، أو ستجد من الاستحالة تَبني أي من الخيارات المتاحة. 

في الحالات جميعها، عندما تجد نفسك في حالة غير ملائمة، فلربما تعاني من الملل. وببساطة، من الصعب وضع الأهداف والسير إليها عندما تكون خارج منطقة الاعتدال (Goldilocks).

وفي الجانب المقابل، عندما تجد نفسك واقعًا في منتصف منطقة الاعتدال (Goldilocks)، سيؤدي ذلك إلى حالة نفسية تعرف بالتدفق. وفرط الكثافة هذه ستشمل حالة الانخراط التي تتجلى بالإنجازات المذهلة التي حققها متسلق الصخور الأمريكي أليكس هونولد، والمعروف بتسلقه ٣٠٠٠ قدم من الجرانيت الشفافة بمفرده في كابيتان في يوسمايت، دون أية معدات. طارد هونولد لحظات التدفق المقصودة، فكما أنه أكمل إنجازًا لا يمكن تصوره حول العالم بتسلقه بشجاعة وهو يتدلى بأطراف أصابعه بارتفاع آلاف الأقدام من الأرض، فقد خاض تجربة قريبة من كونها ملاءمة بين قدراته وتحديات الصخور. 

يعد الانسياب تعبيرًا محوريًا للقوة، وفي هذه الحالة، ستساق خلف الفرح المفرط للتعبير عن قدراتك وتحقيق أهدافك. فأنت تعمل بأقصى حدود قدراتك، وتخوض التحديات وتتطور ببراعة، لأنك المسيطر لحدٍ كبير!

يجسد هونولد هذه الحالة عندما كان يتسلق، ولكي ينجح؛ يتعين عليه التخطيط والتدرب لكل خطوة بتفاصيل دقيقة، بعد ذلك، سيكون مستعدًا لأي احتمال وقادرًا على تحديد كيفية وقوع كل خطوة على الحائط. على الرغم من صعوبة التقنية، فكل خطوة ستكون بلا جهد يذكر، فعقله منصب التركيز، والوقت يتلاشى بعيدًا. الملاءمة الواقعة بين هونولد والمهمة مثالية للغاية، وقوته جرى إدراكها تمامًا، وقد دمج الفعل مع الفاعل، وأصبحا واحدًا. 

قلة منا من يقدر على مثل هذا الإنجاز الكبير (بعيدًا عن رغبتنا للوصول لمثلها)، لكن يسلط هذا المثال الضوء على العوائد المحتملة في إيجاد تطابق بين ما تقدر عليه وما تسعى له حاليًا. لهذا النوع من التطابق عنصران أساسيان، الأول: عندما تتطابق مهاراتك مع المهمة التي بين يديك جيدًا، ستشعر بإحساس عميق من الفاعلية (لدى أفعالك التأثير المرغوب فيه، وهذا هو المطلوب)، الثاني: ستحتاج أهدافًا تسعى إليها لتدفعك إلى حدود مهاراتك، وسيعين ذلك على حدوث الانسياب ونزوح الملل منك. 

إنه لشعور مجزٍ عندما تنجز العديد من الأمور التي كنت تعتقد سابقًا -قبل البدء بها- بأنها بعيدةٌ من متناولك. هل تبني نموذج طائرة؟ اختر نموذجًا لتواجه تحديًا لم يسبق لك التغلب عليه بعد (أجنحة أكبر، جهاز تحكم عن بعد إلخ …) هل أنت عالم روبوتات هاو؟ برمج روبوتك للقيام بما كنت تعتقده من المستحيلات. هل أنت عداء؟ استهدف وقتًا أفضل للجري لمسافة أطول مما كنت تخطط إليه. هل تعزف على الغيتار؟ اختر عزف أغانٍ تدفعك نحو حدودك. المغزى هنا؛ لتشعر بأنك منخرط بصورة فعالة مع العالم المحيط بك، لا يمكنك الجلوس على أمجادك. 

أسعى لفعل أفضل ما يمكنك، وقدم عملك بصورة أجود من السابق، فهي طريقة مضمونة النجاح لتبعدك عن الشعور بالملل. 

روابط &كتب 

لمن أراد التعمق في فهم تفاصيل الأفكار الواردة في هذا المقالة، اطلع على كتابنا Out of My Skull: The Psychology of Boredom ٢٠٢٠، والذي استعرضته مارجريت تالبوت في مجلة The New Yorker. 

في مايو عام ٢٠٢٠م، عقدنا حدثًا افتراضيًا بعنوان “علم نفس الملل” (The Psychology of Boredom) لصالون لندن، وهو متاح على اليوتيوب، فقد تبحرنا فيه بنطاق أوسع عن الملل والقوة. 

تعد سلسلة البودكاست “اختر أن تكون فضوليًا” (Choose to Be Curious) التي تقدمها لين بورتون كالترياق العظيم للملل، مع إدراج حوارات واسعة حول الفضول وقيمته في حياتنا. ظهر أحدنا (جيمس) ضيفًا في إحدى الحلقات لمناقشة الملل في يونيو ٢٠٢٠م. 

وأجريت مقابلة مع جون حول الملل تحت عنوان”The Tedium is the Message”، وهي حلقة من برنامج أفكار (Ideas) المسجلة عام ٢٠١٦م في إذاعة السي بي سي. 

ولمناقشة مفهوم القوة، ابدأ مع عمل طبيب النفس الكندي الأمريكي ألبرت باندورا. حيث عرض بإيجاز في موقعة نظرياته الأربع حول القوة، وأضاف روابط في مراجع مفصلة حول هذا الموضوع. 

وللحصول على شرح قصير وممتع عما يصيبنا بالملل، قد تتجه لهذا الفيديو في اليوتيوب على قناة سوس (Vsauce)، أنشأها المعلم الأمريكي مايكل ستيفنس. يتناول هذا الفيديو الحرمان الحسي، والروايات التأملية لحالات العقل المرتبطة بالملل، وأيضًا حول العلاقة بين الملل والاشمئزاز، التي استكشفها جان بول سارتر في روايته الغثيان (١٩٣٨م). 

أوضح الكاتب والفيلسوف Andreas Elpidorou في جامعة لويفيل في كتابه Propelled (٢٠٢٠م) كيف للملل أن يحبطنا ويتوقع كل أفعالنا ليدفعنا للأمام نحو أهدافنا، وهذا ما يطلق عليه الفلاسفة “حقيقة” الحياة. في مقطع اليوتيوب هذا من عام ٢٠١٦م، تحدث البيدورو عن الملل في سلسلة محاضرات الإفطار (CreativeMornings HQ).

وللاطلاع على منظور فلسفي آخر حول الملل، يمكنك الاستماع إلى هذه المقابلة مع الفيلسوف النرويجي لارس سفيندسن الذي تحدث فيها عن كتابه A Philosophy of Boredom (٢٠٠٤م). كن على حذر، لدى المقابلة على اليوتيوب صورة ثابتة واحدة معروضة في الفيديو، لذا لا تعد مثيرة للاهتمام لتنظر إليها. 

كتب أستاذ الدراسات اليونانية والإغريقيّة بيتر توهي في جامع كالجاري كتابًا رائعًا تحت عنوان Boredom: A Lively History (٢٠١١م)، والذي اقتفى فيه صورة الملل عبر التاريخ والتمثيل البصري في الفن. نفدت النسخ المطبوعة منه، ولكن باستطاعتك إيجاد نسخ في السوق المستعملة.

المصدر

(وفق اتفاقية خاصة بين مؤسسة معنى الثقافية، ومنصة سايكي).

تُرجمت هذه المقالة بدعم من مبادرة «ترجم»، إحدى مبادرات هيئة الأدب والنشر والترجمة.

الآراء والأفكار الواردة في المقالة تمثّل وِجهة نَظر المؤلف فقط.

الوسوم: ترجمات معنى
ShareTweetSendShareSend
المقال السابق

لن نعيش في عالمٍ «طبيعي» بحلول عام 2050م | من «ذا أتلانتيك»

المقال التالي

حين كنا نلعب: في مديح زمنٍ لا يُنتج شيئًا | بدر مصطفى

حين كنا نلعب: في مديح زمنٍ لا يُنتج شيئًا | بدر مصطفى

حين كنا نلعب: في مديح زمنٍ لا يُنتج شيئًا | بدر مصطفى

7 يوليو، 2025

مقالة تأملية آسرة، تتنقل بين مشهدٍ بسيط لطفلة تلعب بالماء، وتأمل عميق في معنى الزمن، والعمل، والحضور الإنساني في عالم...

كيف توجه شعور الملل | من «سايكي»

كيف توجه شعور الملل | من «سايكي»

7 يوليو، 2025

أتشعر بالملل؟ تعلم كيف تستعمل هذا الشعور المزعج لتبدل مشاعرك وتستعيد سيطرتك على حياتك واهتماماتك. 

لن نعيش في عالمٍ «طبيعي» بحلول عام 2050م | من «ذا أتلانتيك»

لن نعيش في عالمٍ «طبيعي» بحلول عام 2050م | من «ذا أتلانتيك»

6 يوليو، 2025

ستؤدي طرائق تجنب تأثيرات المناخ إلى تغييرات جذرية في العالم.

زومبي وأنا: لماذا تبدو الحياة الحديثة وكأنها خالية من الحيوية | تشاك كلوسيرمان

زومبي وأنا: لماذا تبدو الحياة الحديثة وكأنها خالية من الحيوية | تشاك كلوسيرمان

5 يوليو، 2025

الزومبي يرمزون إلى الأسهم ذات القيمة: صامتون، ينتشرون بهدوء، ويفتقرون إلى الوعي، لكنهم يمثلون سوقًا متنامية بلا قيود واضحة أو...

عن منصة معنى

«معنى»، مؤسسة ثقافية تقدّمية ودار نشر تهتم بالفلسفة والمعرفة والفنون، عبر مجموعة متنوعة من المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. انطلقت في 20 مارس 2019، بهدف إثراء المحتوى العربي، ورفع ذائقة ووعي المتلقّي المحلي والدولي، عبر الإنتاج الأصيل للمنصة والترجمة ونقل المعارف.

روابط سريعة

  • أرشيف معنى
  • مكتبة معنى
  • تطبيق معنى
  • الأفلام

التصنيفات

Articles & Essays SJPS أوراق ودراسات إعلانات معنى إيون الحياة الطيبة الفلسفة الآن الفيلسوف الجديد المتن الفلسفي المتن الفلسفي بودكاست ذا أتلانتيك سايكي سيكولوجي توداي غير مصنف مراجعات مقابلات وحوارات مقالات نيويورك تايمز
  • الرئيسية
  • من نحن؟
  • الكتّاب
  • شروط النشر
  • نشرة معنى
  • السلة
  • الشروط والأحكام
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا
  • English
  • Chinese

© 2024 منصة معنى الثقافية

مرحبا بك!

قم بتسجيل الدخول إلى حسابك

هل نسيت كلمة المرور؟ تسجيل

قم بإنشاء حساب جديد!

املأ النموذج أدناه للتسجيل

جميع الحقول مطلوبة. تسجيل الدخول

طلب إعادة تعيين كلمة المرور

يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.

تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استخدام عنوان البريد الإلكتروني
لست عضو الآن ؟ سجل الآن
استخدام Google
استخدام Apple
Or Use Social
إعادة تعيين كلمة المرور
استخدام عنوان البريد الإلكتروني
تسجيل
هل أنت مستخدم مسجل بالفعل؟ تسجيل الدخول الآن
No Result
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • مقابلات وحوارات
  • مقالات
  • مراجعات
  • أوراق ودراسات
  • المجلة السعودية
  • الفيلسوف الجديد
  • صوت معنى
  • دخول / تسجيل

© 2024 منصة معنى الثقافية

-
00:00
00:00

قائمة التشغيل

Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00