يمثل الجسد الإنساني واحدًا من الموضوعات الحديثة في علم الاجتماع، وقد بدأت دراسات الجسد تتخذ منزلة مرموقة ومتنامية في علم الاجتماع – وفي غيره من العلوم الاجتماعية والإنسانية – منذ ثمانينات القرن الماضي، وقد أدى ذلك الاهتمام بالجسد إلى ظهور فرع جديد من فروع علم الاجتماع يسمى علم اجتماع الجسد أو سوسيولوجيا الجسد Sociology of the Body.
فالملاحظ أن الاهتمام السوسيولوجي بالجسد يعد أمراً حديثاً نسبياً، فحتى حدود الستينات من القرن الماضي لم يكن الجسد كموضوع معرفة سوسيولوجية يحظى بمكانة «الموضوع المحوري أو الأساسي» بل على العكس من ذلك كان حضوره، لا يتجاوز مستوى الحضور المضمر الافتراضي، أو مستوى محور ضمن المحاور المدروسة، أو كما يقول عالم الاجتماع الفرنسي «جون ميشيل بيرتلو» Jean M. Berthelot كان الجسد مادة سوسيولوجية خافتة Le Corps est un objet sociologique eclipse.
والحق أن ثمة أسبابًا عديدة لإقصاء الجسد عن التحليل السوسيولوجي لعل من أهمها – وأطرفها في ذات الوقت – ما يمكن أن نطلق عليه «النشأة الذكورية لعلم الاجتماع» فتأسيس علم الاجتماع كان مشروعاً اجتماعياً – معرفياً، كما كان مشروعاً أنجزه «رجال». فربما كان للمخاطر التي تواجهها المرأة أثناء الحمل، عدد النساء اللائي يمُتْـن أثناء الولادة، نسب وفيات المواليد الكبيرة التي ميزت الثورة الصناعية أن تتضح عبر اهتمام أكبر بالجسد لو كان الآباء المؤسسون لعلم الاجتماع – ماركس وسيمل، وفيبر ودوركايم – نساءً.
وقد تأخر الاهتمام بالجسد في الفضاء الأكاديمي العربي كثيرًا، نظرًا لتلك التصورات العميقة الكامنة في الوجدان الشعبي والديني بارتباط الجسد بالشهوانية والخطيئة والانحطاط، خاصة عندما يتم مقارنته بمفهوم الروح حيث الطهر والسمو والنقاء، فكل المقاربات الشعبية – والفقهية أيضا – تُعلي من قيمة الروح كمستودع للقيم العليا، وتحط من قيمة الجسد بوصفه مصدرًا للشهوات والرذائل.
وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة للجسد بوجه عام، فإن تلك النظرة تتجلى في أوضح صورها فيما يتعلق بجسد المرأة باعتباره مصدر الغواية والشهوانية، وطريق الرجل لسوء السلوك وسوء الخاتمة أيضا.
وثمة تصورات عديدة عن الجسد الأنثوي في الوعي الشعبي العربي – وفي معظم المجتمعات التقليدية – أحد هذه التصورات وأوسعها انتشارًا – وأكثرها قسوة بطبيعة الحال – هو الاعتقاد بأن الجسـد الأنثوي جسد مدنس، يعيش بمنأى عن عالم القداسة والطهر والسمو.
والحقيقة أن ذلك التصور يحمل في طياته ظلمًا وهضمًا بالغين للمرأة، فالمنظور السوسيولوجي يؤكد أن القداسة والدناسة لا جنس لهما، أي أنهما ليستا سمة (حصرية) لأحد الجنسين، بل هما في الواقع مجرد تصنيفات ثقافية ترتبط بالسياق التاريخي والاجتماعي لكل مجتمع.
ولكن بمراجعة كثير من النصوص – وبمراجعة تأويلاتها الفقهية – يختلف الأمر، إذ نجد أنفسنا أمام نصوص وتمثلات تجعل المرأة في حالة دونية بسبب عدم طهارتها أو فتنتها الجسدية، فهي دائمة التأرجح بين حالة الطهرPurity واللاطهر Impurity على عكس الرجل. وهذان المفهومان – كما نعلم – أساسيان في المنظومة الدينية وعالم القداسة. كما أن المرأة تظل مصدر الفتنة الشيطانية من منظور المعتقدات الدينية الشعبية السائدة.
وقد أوضحت العديد من الدراسات الأنثروبولوجية أن دونية وضع الأنثى مقارنة بوضع الذكر تنتشر على نطاق واسع في معظم المجتمعات، فقد كشف التراث الأنثروبولوجي أن الذكور في ثقافات كثيرة يعتقدون أنهم أعلى مقاماً ومنزلة من الناحية الروحية من الإناث، وأن الإناث كائنات خطرة ودنسة وضعيفة، وأنهن غير جديرات بالثقة، ونتيجة لذلك تظل الأنثى خاضعة ومستعبدة، وغالبا ما تقبل الأنثى مكرهة المبررات التي يسوغها الذكور للمحافظة على ذلك الوضع.
وكان السؤال المحوري الذي حاول علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا الإجابة عنه هو: لماذا يُنظر للمرأة في معظم المجتمعات تلك النظرة العنصرية التمييزية؟ وقد بذل العلماء جهدا مشكورا لسبر أغوار تلك القضية وإجلاء أبعادها المختلفة.
كشف البحث الأنثروبولوجي أن تلك النظرة للمرأة ككيان دنس ترتبط ارتباطاً مباشراً بالظواهر العضوية الطبيعية التي تكابدها كالحمل والولادة والحيض والنفاس، وقد لاحظت عالمة الأنثروبولوجيا الكبيرة «ماري دوجلاس» Mary Douglas بعد فحصها لثقافات مختلفة أن الحيض يوحي بالموت والدنس والخوف: الخوف خصوصاً مما يمثله دم الحيض من توقف الخصوبة أو انتهائها، من هنا تأتي ضرورة أن تبتعد الحائض عن كل ما يمثل التكاثر أو الاختمار.
إن جسد المرأة إذن هو الأكثر خضوعا لمسألة الطهارة، مقارنة بالرجل، إذ أن تكوينها البيولوجي يجعلها في حالات تدنيس يدعوها إلى التطهر كي تصبح جديرة بممارسة طقوسها الدينية، وتعد المرأة مدنسة مؤقتا نظرًا للدم الذي يسيل منها.
ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن للدم في المعتقد الشعبي في معظم المجتمعات الإنسانية بنية رمزية عميقة وثرية، فقد حثت كثيرٌ من المعتقدات الشعبية على تجنب أماكن الدم، وسواء أكان الدم آدميًا أو حيوانيًا، فهو مصدر لقوى غيبية شريرة، ويعد الدم الآدمي ذا حمولة رمزية أسطورية أكثر من غيره، فالدم قرين بالحياة والموت، ورؤيته لاتدع أحدًا في موقف الحياد، وتعكس الأساطير والتمثلات حول الدم في الثقافات الإنسانية قيمة هذا الدم الرمزية الخطيرة، فنلاحظ أحيانًا أن الدم حين يتعلق الأمر بالرجل فهو مرتبط بالشرف والقرابة الأبوية والتضحية وعقد العهود، أما حين يتم الحديث عن دم النساء فإنه يحيل مباشرة إلى عالم الدنس.
إن عدم إحاضة المرأة في موعدها الشهري يعد إيذانا بالخصوبة والحياة عبر الحمل بمولود جديد بالنسبة إلى المرأة المتزوجة، بينما يكون الأمر عكس ذلك في الحالة الأخرى، إذ أن استمرار حيضها يعني أن الدم السائل عقيم، وهو دليل على فشل عملية الإخصاب الطبيعية؛ فهو لذلك يعد دمًا فاسدًا. وعلى المجتمع أن يعمل على إبعاد المرأة – في تلك الحالة – عن ممارسة حياتها العادية، بالاختفاء عن الأنظار وانتظار طهارتها، إذ يجب سجنها في مكان بعيد وإبعادها عن الجماعة كي لا تدنسها، ولا تعود إلى ممارسة نشاطها إلا بعد أن تصبح كائنًا اجتماعيًا من جديد.
إن ثمة صلات رمزية وثيقة تنسج بين جسد المرأة وبيئتها، وتؤثر على العمليات الطبيعية أو على أعمالها المعتادة، كما لو كان للجسد الحائض القدرة على الانتشار خارج حدوده، لكي يغير أيضاً ترتيب أمور الحياة: «خلال دورتها – تلاحظ الأنثروبولوجية الفرنسية فيردييه – أن المرأة لكونها غير خصبة، فإنها تعطل كل عملية تحوّل تستدعي الإخصاب».
وقد كشفت دراسة أنثروبولوجية للباحث أن الجسد الأنثوي – وفقاً للمعتقد الشعبي العربي – هو جسد مدنس Profane وترتبط تلك الدناسة بدخول الأنثى مرحلة النضج والبلوغ، وما يرتبط بذلك من ظواهر عضوية متعلقة بالدم كالحيض والنفاس. أما الجسد الأنثوي قبل تلك المرحلة -الطفولة- وبعدها- وهو ما يعرف بسن اليأس- فهو جسد طاهر نقي برئ. فكأن الدناسة مرتبطة بدم الحيض والنفاس، فالمعتقد الشعبي لا يرى ذلك عرضاً طبيعياً، وإنما يراه مصدراً للنجاسة.
واستناداً إلى ذلك، فإن ممارسة المرأة – أثناء فترة الحيض- لأنشطة معينة، وفق المعتقد الشعبي – في مناطق الدراسة – تؤدي إلى فسادها، ولذلك لا ينبغي للمرأة الحائض أن تمارس تلك الأنشطة، بل يجب أن تعزل تماماً عن فضاءات تلك الأنشطة، فلا يجب على المرأة أن تقترب من صناعة المربى – مثلا – لأنها ستسبب عدم تخمرها؛ لأن وجودها يستدعي مخلوقات «جنية» -شيطانية- تفسد إتمام العملية، كما عليها ألا تجلس في الحديقة أو حتى تمر عليها؛ لأنها ستعرض المزروعات للتلف والتدمير، إنها ستفسد كل الخضروات والفواكه التي تمر بها، وتترك الحديقة خاوية على عروشها،ولا ينبغي للمرأة أن تجلب المياه من البئر؛ لأن المياه سوف تجف، أو على الأقل ستفسد حيث يمتلئ البئر الديدان. كما تمنع المرأة من حلب البقرة أو غيرها من الحيوانات؛ لأنها قد تسبب انقطاع اللبن من البقرة.
إن القراءة المتعمقة لمجموعة «المحرمات» السابقة تكشف عن وجود أفكار راسخة في الوعي الشعبي تدور حول دناسة الجسد الأنثوي، وامتداد تأثيره إلى ما يحيط به، حيث يفسد كل ما يلامسه، وله القدرة على تغيير طبائع الأشياء.
والحقيقة أن تلك الصورة النمطية للجسد الأنثوي – كجسد مدنس – لا تقتصر على المجتمعات العربية بطبيعة الحال، وإنما تنتشر في كل الثقافات التقليدية، بل إنها كانت سائدة في المجتمعات الغربية حتى القرن الثامن عشر، وبدايات القرن التاسع عشر.
وقد حاول الباحثون في السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا تفسير تلك الأفكار المتعلقة بدناسة الجسد الأنثوي، والبحث عن مصادرها التاريخية والفكرية، وكشفت معظم الدراسات أن هذه الأفكار ترتد في جانب كبير منها إلى تعاليم «تـوراتـيـة» قديمة تعود بدورها إلى «ميثولوجيا» وأفكار بعض الحضارات القديمة التي عاصرها بنو إسرائيل.
يعتقد «براين تيرنر» (Bryan Turner ) – وهو أحد أعلام سوسيولوجيا الجسد – أن بعض الإشكاليات المعاصرة للجسد الأنثوي تمثل ميراثاً للخطاب الديني القديم المتعلق بالجسد، خاصة ما ورد في العهد القديم، وبعض مرويات العهد الجديد من تحامل شديد على المرأة، ووصف الجسد الإنساني – وخاصة الجسد الأنثوي – بأنه رمز للخطيئة والشر والضعف مما أدى إلى سقوط آدم وخروجه من الجنة.
ومن الجدير بالذكر في هذا الإطار أن كل الأفكار المتعلقة بدناسة المرأة في الفكر الإسلامي قد تسربت إليه من نصوص العهد القديم، ولا أساس لها في الإسلام. فالقرآن الكريم – وهو النص المهيمن في الفكر الإسلامي – لم يقر مطلقاً فكرة دناسة المرأة أو دونيتها، ويصف الحيض بأنه «أذى» أي مسألة عضوية قد ينتج عنها بعض الأضرار الصحية، أما الجسد الإنساني بصفة عامة – سواء أكان ذكراً أم أنثى – فهو وفق التصور القرآني جسد طاهر نقي، لأن به نفحة من روح الله تعالى، فقد ورد في القرآن الكريم «وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين» سورة ص(71– 72)
لقد ذكرت في صدر المقال أن معظم الدراسات كشفت عن أن الأفكار المتعلقة بدونية المرأة ودناستها ترتد في جانب كبير منها إلى تعاليم «تـوراتـيـة» تعود بدورها إلى «الميثولوجيا» الموجودة في بعض الحضارات القديمة التي عاصرها بنو إسرائيل. فنلاحظ أن الديانات الفارسية – الزرادشتية والمانوية والمزدكية – رغم أنها لم تلق بتهمة الخطيئة الأولى على المرأة، ألا أنها اعتبرتها كائنًا غير مقدس، عليها أن تربط عصابة على فمها وأنفها كي لا تدنس أنفاسها النار المقدسة، أما الديانات الهندية – الفيدية والبراهمية والبوذية – فقـد اعتقدت أن المبدع الإلهي حين خلق المرأة خلقها من قصاصات وجذاذات المواد الصلبة التي زادت لديه بعد عملية خلق الرجل. وأوجبت على الزوجة أن تخدم سيدها (زوجها) كما لو كان إلها، وحُرمت المرأة من دراسة كتب الحكمة والفلسفة والدين.
أما وضع المرأة في الحضارة المصرية القديمة فقد كان مختلفًا عن غيرها من الحضارات الأخرى، فقد كانت لها منزلة خاصة رفيعة في المجتمع، تختلف عن منزلتها في باقي المجتمعات القديمة، فكانت تملك وترث، وتنزل إلى الأسواق لتمارس التجارة، ولم يكن غريبًا والحالة هكذا أن نجد في النقوش التاريخية أسماء كثيرة لنساء مثل كليوباترا ونفرتيتي وحتشبسوت، وأن نجد رمسيس الثالث يتباهى بالمرأة في مملكته (فهي تذهب حيث تشاء مكشوفة الأذنين فلا يتعرض لها أحد) كما لم يكن غريبًا أن يعلق ماكس ميللر على ذلك قائلا:(ليس ثمة شعب قديم أو حديث رفع منزلة المرأة مثلما رفعها سكان وادي النيل).
ونلفت الانتباه في هذا الصدد إلى أن ثمة مصدرًا آخر أسهم بقوة في تهميش دور المرأة وانتقاص مكانتها وقيمتها، هذا المصدر هو (المعلم الأول) أرسطو،. وخطورة أرسطو تكمن في أنه نظـًر ووضع الأساس الفلسفي لامتهان المرأة والتقليل من شأنها، وكلنا يعرف مدى التأثير الذي تركه أرسطو على الفكر الإنساني.
لقد زعم أرسطو أن المرأة من الرجل كالعبد من السيد، وكالبربري من اليوناني، والمرأة رجل ناقص، تُركت واقفة على درجة دنيا من سلم التطور، والذكر متفوق بالطبيعة، والمرأة دونه بالطبيعة، الرجل حاكم والمرأة محكومة، وهذا المبدأ ينطبق على جميع الجنس البشري، إن المرأة ضعيفة الإرادة، وبذلك فهي عاجزة عن الاستقلال في المرتبة والخلق، وأفضل مكان لها هو حياة بيتية هادئة، تكون لها السيادة المنزلية بينما يحكمها الرجل في شئونها الخارجية، يجب ألا تتساوى النساء مع الرجال كما في جمهورية أفلاطون، ولا بد من زيادة الفوارق بينهما. لا شيء أشد جاذبية من الاختلاف، ليست شجاعة المرأة متماثلة مع شجاعة الرجل، كما افترض سقراط، شجاعة الرجل في القيادة وشجاعة المرأة في الطاعة، أو كما يقول الشاعر صمت المرأة مجد لها.
ولا يكتفي أرسطو بهذا القدر من الانتقاص من المرأة، بل يضيف إليها عدم قدرتها على ممارسة الفضائل الأخلاقية المختلفة على نحو ما يفعل الرجل، وعدم قدرتها على شغل أي منصب اجتماعي أو ثقافي، أو حتى قيادة المنزل، إن مهمتها تقتصر فقط على الإنجاب، بل إنها مسئولة مسئولية كاملة عن إنجاب الأنثى، والرجل هو المسئول عن إنجاب الذكور، وهي فكرة كانت وربما ما زالت شائعة جدا في مجتمعنا العربي.
أهم المراجع:
- إمام عبد الفتاح،أرسطو والمرأة،سلسلة الفيلسوف والمرأة، مكتبة مدبولي، القاهرة،
- حسني إبراهيم عبد العظيم، صورة الجسد الأنثوي في المعتقد الشعبي، مجلة كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، جامعة المنيا، مصر 2010.
- ديفيـد لوبروتون، أنثروبولوجيا الجســد والحداثـة، ترجمة محمد عرب صــاصيلا، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشـر والتوزيع، بيروت،
- رحال بو بريك، الجسد الأنثوي والمقدس، المجلة العربية لعلم الاجتماع (إضافات) العدد 13،شتاء
- زينب المعادي،الجســد الأنثوي وحـــلم التنمية: قراءة في التصـــورات عن الجسـد بمنطقة الشـاوية، غير مبين دار النشر،
- مارفن هاريس، الأنثروبولوجيــا الثقافية، ترجمة الســيد حامد وآخرين، دار الثقافة العربية،القاهرة، الطبعة الثالثة
- وول ديورانت، قصة الفلسفة من أفلاطون إلى جون ديوي، ترجمة فتح الله محمد المشعشع، مكتبة المعارف، بيروت، الطبعة السادسة،
- Turner, B., Regulating bodies :Essays in medical sociology, Routledge, London and New York,1992.