حاورها طامي السميري
- في تحليل الشخصية الروائية الناقد الأدبي يستخدم منهج علم النفس الأدبي. ولكن هل يستطيع المتخصص في علم النفس دراسة وتحليل الشخصية الروائية من منظور علمي خالص وكأنها شخصية واقعية؟
نعم، يمكن أن يخرج المرء بتصور عام ويرجح تشخيصًا معينًا إذا تخيل أن هذا الشخص من لحم ودم. وهذا ليس صعبًا حين تكتب بعبقرية، فإنك تفهم إيما أكثر من الشخصيات التي تقابلها كل يوم. وأنت كذلك تستطيع أن تتخيلها في كل موقف وكيف ستتصرف. لذلك، فإن التشخيص في هذه الحالة ممكن وربما يكون دقيقًا، وهذا يتعارض مع التعليمات المعلبة -والضرورية في الواقع -من الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)، التي تعتبر تشخيص شخص دون مقابلته أمرًا غير مقبول. والجلوس معه من ثلاث إلى خمس جلسات كافٍ لتشخيص مهني، وأنا أقبل هذا. فمن قال إنني لم أقابل إيما عدة مرات؟
- الى أي حد تلعب الصفات النفسية للروائي دورا في التعاطي مع شخصياته الروائية؟
صفات الروائي تُكوّن شخصيته، وشخصيته جزء من فرادته في هذا العالم. الرواية في النهاية هي نقل لكيفية رؤية هذا الروائي للعالم. تصويره للشخصيات واختياراته لمصائرهم جزء من هذا كله. لن يتعاطى شخصان مع هذا العالم بالطريقة نفسها، ولن يتفاعلا مع نفس الشخصيات بالطريقة ذاتها. فالروائي سيركز على ما يلفته أو ما يكرهه في الشخصيات، أو ربما ما يعتقد أنه مثالي. شخص منطوٍ قد ينظر بإعجاب أو كره للشخص الاجتماعي. سيركز أكثر على ما ينقصه، وسيصفه من منظوره فيضخم أو يتجاهل ما يريد بناءً على دوافعه وعقده. ومهما حُرر العمل ليكون متوازنًا ويغطي جوانب الشخصية ككل، فهذه اللمسة الشخصية هي ما يجعل العمل أصيلاً. وهذا يجعلنا في كثير من الأحيان نرى تشابهًا في الشخصيات التي يتناولها الروائي، مهما اختلفت رواياته. فالأفكار والدوافع هي نفسها. وإذا كان العمل أصيلاً، سيظهر هذا كله.
- هل بالإمكان تحليل شخصية الروائي بحسب معطيات شخصياته الروائية؟
فرويد قام بذلك من قبل في مقالته “دوستويفسكي وقتل الأب (Dostoevsky and Parricide) ” التي نُشرت عام 1928.حلل فرويد دوستويفسكي من خلال عمله كمريض عصابي وكمريض بالصرع الهستيري أو العاطفي وليس العضويً. كان فرويد مستعدًا جدًا للتخمين بأنه “من المحتمل جدًا” أن دوستويفسكي مصاب بعصاب أوديبي يمكن اعتباره حالة خطيرة من الهستيريا. ورأى الكثيرون بعدها أن مقالة فرويد لم تضف أي ضوء جديد على حياة دوستويفسكي، بل ساهمت في تعزيز بعض الأساطير السلبية حول شخصية دوستويفسكي.
ومع هذا، هل نستطيع أن نخمن أو نرجح، أو أن تتبادر أفكار ما عن هذا الروائي بشكل تلقائي؟ نعم، يحدث هذا. لكنها تخمينات تحتمل الصحة والخطأ وتتطلب معاشرة وقربًا من الروائي نفسه قبل كل شيء. هذا النوع من التحليل يُنظر إليه اليوم على أنه أداة من أدوات النقد الأدبي أكثر من كونه وسيلة لتشخيص فعلي. فنحن بشكل ما نرى العالم بنظر هذا الروائي، وبالتالي من الممكن أن نفهمه قليلاً أو ربما نسيء فهمه.
- مدام بوفاري عندما تتأمل نفسها معجبة في المرآة تقول: (إذن هذا هو النعيم الذي يتحدث عنه الشعراء!). هل كانت إيما شخصية نرجسية أم انها تلك العبارة مجردة عبارة تباهي تولدت أمام المرآة؟
لنتخيل إيما على أريكة التحليل النفسي، ولنتخيل أننا استمعنا لها كثيرًا، ورأيناها تحكي عن كل ما حدث؛ عن زوجها، وعن الحب المحطم. وإذا شعرنا أننا بحاجة لأن نصفها، أن نصنفها ضمن جماعة ما، أن نشرحها لنفهمها أكثر أو لنعتقد أننا فهمناها أكثر، فقد نخرج بثلاثة تشخيصات:
الأول هو فريودي خالص، وهو ما يسمى في أدبيات التحليل النفسي “تثبيت على المرحلة الفمية”، فنجد مثلًا: “شيء من شفتيها الممتلئتين، اللتين كانت تعضهما بشكل متكرر”. “بينما كانت تخيط كانت تجرح أصابعها بسرعة وتضعها في فمها لتمتصها لفترة”. عض الشفاه أو فعل الامتصاص هما بوضوح مظاهر للبحث عن اللذة الحسية المرتبطة بالفم، وهو رجوع للمرحلة التي كان فيها الطفل يبحث عن الطعام أو اللذة في ثدي الأم. ونعود إذًا لفرويد، الذي يرى أن الأشخاص في مرحلة التثبيت الاستقبالي للمرحلة الفمية يميلون إلى التواكل ويسعون للإشباع من خلال الآخرين وبالثقة المفرطة بهم. وهذا يتسق مع شخصية إيما.
التشخيص الثاني جوهري أكثر، فمن وجهة نظري، شخصية إيما التي أمامي على الأريكة هي شخصية هستيرية وليست نرجسية. فمثلًا، سلوكيات الإغواء هي سلوكيات مركزية في الشخصية الهستيرية، وهو ما لعب دورًا مهمًا في انجذاب تشارلز: “ونظرتها كانت تلتقي بنظرة المرء بصراحة، بجرأة”. بالإضافة إلى عدم تحمل الرتابة، والحاجة إلى إحساسات قوية جدًا، وتقلبات المزاج المفاجئة: “يتباين مزاجها – من مزاج ورع، إلى مرح، إلى ثرثار، إلى صامت، إلى منفعل مشبوب، إلى مستهتر”. فوفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-V)، يتصف هذا الاضطراب بالإفراط في التعبير عن المشاعر، والسلوك الذي يسعى إلى جذب الانتباه، والسلوك الإغوائي، والاهتمام الرومانسي، والشعور بالملل. وتتوافق الأعراض التي قدمتها إيما مع العناصر السريرية لهذا النوع من اضطراب الشخصية.
التشخيص الثالث هو الاكتئاب، أو بمعنى أصح الفقد الذي سبب الاكتئاب، الفقد بعد أن دمجت أحباءها داخلها بصورهم وتمثيلاتهم حتى أصبحوا جزءًا من هويتها مع السؤال الكبير: لماذا هجرني الجميع؟ ثم كمحاولة بائسة لبقاء من تحب أحياء داخلها رغم اختفائهم من حياتها، فقد أبقت إيما أصواتهم الناقدة داخلها ولهذا بدأ داخلها ما يسمى جلد الذات اللاموعي. وبذلك، يمكن اعتبار انتحار إيما كجريمة قتل فاشلة لأحبائها، فالذات تقوم بالانتحار لأنها تعتبر نفسها كشيء، كغرض. فالدوافع العدوانية والسادية للهو موجهة نحو الداخل، أي نحو موضوع الحب. بعبارة أخرى، تنهي إيما حياة حبيبها المتجسد داخلها بدلاً من الرد بشكل عدواني وجسدي تجاه رودولف. كل هذا صوّره فلوبير بعبقرية وكان مشهد الانتحار مكثفًا لدرجة أن فلوبير نفسه تأثر بشدة إلى درجة أنه شعر بطعم الزرنيخ وتقيأ بالفعل عشاءه. هل اختفى سحر إيما بعد هذا التشريح؟ أعتقد أنّ هذا ما يفعله علم النفس في الأدب أحيانا، حين ينزع الغشاوة أو الهالة، أو يُعمّق من حضور الأفكار على حساب المشاعر.
- إلى أي حد تأثرت شخصية “إيما” بالروايات التي قرأتها في طفولتها وفي مراهقتها. وجعلها امرأة تريد أن تعيش ما وجدته في الروايات كحياة حقيقية.
لدى الجميع مرجع يستندون عليه للحكم على حياتهم الحالية وعلاقاتهم: هل هي جيدة؟ هل هي كافية؟ هل لابد أن يشعروا بالسعادة الآن؟ كلما كان المرجع العقلي غير واقعي وغير ممكن ومستندًا على روايات عاطفية رديئة، كلما نتج عن هذا المخطط العقلي إحباط، فالواقع لا يتسق مع هذا المخطط ومع ما يجب أن يحدث ليكون الفرد سعيدًا. في هذا السياق، يتعامل البشر مع نقض التوقعات بطريقتين: إما بإنكار أن هناك نقضًا لهذه التوقعات، فيصبح الشخص بعيدًا قليلًا عن واقعه ولا يراه كما هو، وإما بتصحيح هذه التوقعات ومواجهة أنها لم تتحقق. وهذا قد ينتج إحباطًا، ويصبح الشخص بعدها غير راضٍ ومحبطًا ومحاصرًا في زجاجة لا يفكر سوى في الخروج منها، وهذا ما حدث مع إيما.
- في الكثير من المشاهد تلجأ “إيما” الى الخيالات من الجانب النفسي بماذا تفسرين لجوء ” إيما” الى الخيالات بهذه الكثافة؟
تخبرنا خيالات إيما الدرامية والأسطورية أحيانا عن شح الواقع الذي تعيشه، وعن بعده عما تريد، وعن الأمل في نسخة مستقبلية لها قد تعيش واقعا ما تتخيله الآن. هو رفض للواقع، وإيجاد حياة بديلة قد تكون بنفس أهمية حياتها الواقعية لكن أجمل منها. إيما إذًا تغرق في هذه الحيوات بشكل واعٍ أو غير واعٍ، فتخفف وطأة حياتها بشكل مؤقت كأثر مخدر، ولكنها تضرها، كما شاهدنا، على المدى الطويل.
- (يتباين مزاجها -من مزاج ورع، إلى مرح، إلى ثرثار، إلى صامت، إلى منفعل مشبوب، إلى مستهتر). هذا الوصف الذي جاء في الرواية لتقلب مزاج ” إيما” كيف تقرئينه بحسب معطيات هذه الشخصية في الرواية؟
أقرأه من خلال سمات الشخصية الهستيرية التي تبالغ في ردود أفعالها ومشاعرها؛ فالانفعال مشبوب، والصمت تام، والحديث ثرثرة مستمرة. لا شيء متزن، وكل شيء صارخ يتغذى على الانتباه.
- من خلال سرد الأحداث في الرواية نجد أن “إيما” في علاقتها مع ” رودولف” ومع ” ليون” كانت أقرب للعاشقة من المعشوقة – لذا تخلى عنها ” رودولف” وأيضا ضجر منها ” ليون” عاطفيا عندما أصبحت تلزمه أن يمتثل لمتطلباتها الأنثوية ورغباتها. فهل سلوكها العاطفي كان يتوافق مع شخصيتها ومع خيالاتها عن الحب؟
مرة أخرى، هي التوقعات الكبيرة والهرب من ثقل الرجل الذي حدد حياتها (زوجها) وأحبط كل توقعاتها العريضة. لا منفذ إذًا إلا برجل آخر سبق وجوده توقعات وخيالات وتفكير رغائبي، إلى أن تم الاصطدام بالواقع. فلا شيء مما يحدث يشبه المخطط العقلي “في عقل إيما” عن كيف يتصرف العاشق، وكيف يرغب، وكيف يحب. هذا كله جعلها مزعجة وغير راضية في الوقت نفسه. أما بالنسبة لضجرهم منها، فهذا مفهوم؛ فالشخصيات الهستيرية والاعتمادية تبدو في غاية السحر في البداية، ثم ما إن يقترب منها الأشخاص أكثر حتى يصابوا بالاختناق مما جذبهم في البداية: الانفعالات المبالغ فيها، الرغبة الدائمة في الحصول على الانتباه الكامل، الطلبات العاطفية الخانقة وغيرها
- يقول فلوبير عن إيما بوفاري “ومنذ تلك اللحظة لم تعد حياتها غير سلسلة من الأكاذيب التي تلف فيها حبها وكأنها أوشحة لكي تخفيه). هل كان الكذب نتاج دخولها في مغامراتها العاطفية أم ان شخصيتها قائمة على هذا السلوك؟
لا يكذب الشخص إلا للحصول على منافع أو لتجنّب المضار، ولولاهما لما كذب أحد. بالنسبة لإيما، فاستخدامها للكذب كما هو الحال في الشخصيات الهيستيرية، عبر محاولة تشويه الحقائق أو المبالغة في سرد الأحداث أو اختلاق قصص لجذب الانتباه أو لإثارة إعجاب الآخرين. تخيل شخصًا يستمد إشباعه بشكل أساسي من آراء الآخرين، ويريد ذلك بسرعة، فالكذب إذًا والمبالغات يمنحانه هذا كله. ثم إن وظيفة الكذب، بغض النظر عما قلت سابقًا، هو لتغطية شيء ما، وهذا ما يتسق مع حالة إيما، فهي الآن تحتاج إلى الكذب أكثر لتغطية الخيانات.
- من أسباب عدم محبة” إيما” لزوجها بأنه عجز مرة عن أن يفسر لها عبارة من مصطلحات الفروسية، صادفتها في إحدى الروايات. وفي مقطع اخر نجد هذا الوصف (في البداية، كانت أفكارها مشتتة، مثل كلبتها، التي تركض في خطوطٍ دائرية، وتقفز خلف الفراشات الصفراء، وتطارد فئران الحقل، وتقضم زهور الخشخاش عند حافة حقل الذرة ثم تبدأ أفكارها تدريجيًّا بالانسجام، وتجلسُ على العشب الممتد، وتغرزه بنهاية عصى مظلاتها، وهي تقول لنفسها: يا إلهي، لماذا تزوّجتُ؟!) كيف تقرئين شخصية ايما بزوجها شارل وكيف لعبت شخصية دورا سلبيا في حياة إيما؟
عندما بدأت القراءة، لاحظت أن الفصل الأول يبدأ بوصف الزوج في البداية، فالمرأة في ذلك العصر كانت هامشية، ولا يصح أن تبدأ بها الرواية؛ فهي امتداد لزوجها وظل له. ولكي نفهمها، لابد لنا أن نفهم الأساس هنا وهو الزوج. فالفصل الأول من الرواية يقول كل هذا وأكثر؛ إذ خُصص لوصف شارل وطفولته وعلاقته بوالديه. فالزوج إذًا هو من يحدد كيف ستكون الحياة، وسيحدد مقدار السعادة أو الشقاء، وفهمه سيجعلنا نفهم كيف ستشعر أي امرأة بجانبه. فهو صبي أخرق وعرضة للسخرية وشاب بليد وممل. فما الذي ستفعله شابة لم يكن مرجعها وتوقعاتها مبنية على زواجات ذلك العصر، بل على قراءتها لكتب رومانسية؟ وكيف سيكون الرجل الذي تريد أن تحبه أو بمعنى أدق تريده أن يحبها؟
هي إذًا توقعات مرتفعة، ثم سلسلة من خيبات هذه التوقعات (غير الواقعية) جعلت إيما محبطة ومتطلعة إلى التغيير. فإحباطات التوقعات كما أثبت علم الاعصاب النفسي يتم تذكرها بشكل تفصيلي ()recollection memory ولهذا ربما كل ما تتذكره إيما عن زوجها هو الإحباط ولهذا فإن تعاستها، والفراغ الذي تشعر به، والإحباط، لن يتحمله سوى الرجل وعلى عاتقه يقع كل هذا. ومن المثير للاهتمام رؤية مدى تأثير ذلك على استياء البطلة أو استياء الجنس الأنثوي عمومًا الذي صورته هذه الرواية، حيث كان دور المرأة في ذلك الوقت هو الخضوع للرجال، واحتلال مكانة ثانوية، والاعتماد السلبي والاستسلام، وهي جميعها جوانب ساهمت في ظهور الهستيريا كما ذكر لوز وآخرون، 2019..
- فلوبير عندما سألوه من تكون مدام بوفاري قال: إنها أنا. هذه الإجابة كيف تٌقرأ من الجانب النفسي؟
اندماج في الشخصية ونفسيتها وتصورها، وهذا يتضح في دقه بناء هذه الشخصية. تخيل شخصية تعيش معها لأكثر من أربع سنوات ونصف، تدمجها بداخلك، تفكر فيها وتتخيلها حتى تصبح جزءاً من بنيتك النفسية الداخلية. تعيش صراعاتها التي تذكرك بصراعاتك الخاصة، وتشاركها آمالها وبحثها عن شيء لا وجود له ومن ثم إحباطاتها المستمرة. أتصور أن فلوبير دمج إيما بعمق في هويته النفسية الداخلية خلال تلك السنوات الأربع والنصف، ولهذا شعر بطعم الزرنيخ عندما كتب مشهد انتحارها. فهي بطلته المصنوعة منه والخاصة به، ولم يفهمها أحد بعمق كما فهمها هو، وعندما يقول “إنها أنا” فهو إذاً لا يبالغ.
- إيما بوفاري اختارت الانتحار لكي تنهي حياتها. هل كان قرار بحسب خيباتها العاطفية؟ أم بسبب تراكم الديون؟ وهل قرار الانتحار يتوافق مع شخصية إيما؟
بسبب الاثنين وبسبب الاكتئاب بعد الفقد. إيما كما بناها فلوبير نعم، قرار الانتحار يتوافق جدًا مع شخصيتها في رأيي. وكأن الباب أو المخرج تجاه كل أحلامها وتطلعاتها قد أغلق، ولم يبق إلا الديون والهجر والذنب ومخرج آخر وهو الموت.
- لماذا أنهى فلوبير حياة إيما بوفاري بالانتحار – وأنهى تولستوي حياة آنا كارنينيا كذلك بالانتحار؟ هل جاءت تلك النهايات كعقاب لنساء خاطئات – ام ان تلك الشخصيات مضطربات نفسيا وكان تلك النهايات تلائم اضطرابهن النفسي؟
ربما، وربما أن هذا العالم أقسى على النساء، وحين ترتكب المرأة – الام خصوصا-خطأً ما، فبكل الحزن والتكثيف، لابد أن تدفع ثمنه. لابد أن تخلص نفسها وتتطهر من هذا الإثم، فالمرأة قبل كل شيء هي الأم، وهي المقدسة، وهي الطاهرة. ولتتطهر من الخروج القاسي عن هذا الدور، لابد أن تقدم حياتها لنتمكن من التعاطف معها.