
منذ أن شهدت ثقافتنا ميلادها على أرض الإغريق، نظرت إلى قيَّمِها على أنها قيم كونية، غير أنها منذ أصلها وجدت بالمثل من تصدَّى لنفي هذا الزعم، لكن منذ أصلها أيضًا وجدت من تصدَّى لنفي هذا الزعم (السوفسطائيون) معلنًا عن أن كل قيمة إنما هي قيمةٌ نسبية، وهي على ارتباط وثيق بمن يثبتها ويؤَكِّدُهَا.
وفي أيامنا بإبراز الأنثربولوجيا الثقافية لتنوع القيم تبعًا لتنوع ما ترتبط به من ثقافات، يبدو أنها تقدِّمُ التبرير الأوضح لذاك النفي، لكن أن تكون لهذه الثقافة القُدرَةَ على طرح هذا النوع من الأسئلة، لَهو أبرز دليل على قدرتها على تجاوز النسبي والمتغير ملاِمسَةً، رغم كل شيء، الكوني؛ فأي كوني هذا الذي تلامسه؟
لتحميل الورقة: هل قيمنا كونية؟