يعد «ميشيل فوكو» Michele Foucault بحقّ المنظّر الأهم للجسد في القرن العشرين، حيث كشف «فوكو» من خلال رؤاه ما بعد البنيوية الحضور الشامل للسلطة داخل الصياغات الخطابية Discursive formations المتعلقة بالجسد، إن أهمية الجسد لدى فوكو تصل لدرجة أنه يصف أعماله الفكرية بأنها تشكل «تاريخ أجساد» a History of bodies وترصد الطريقة التي يتم من خلالها استثمار الأجساد مادياً وحيوياً.
ميشيل فوكو ونقد الإرث الديكارتي:
يعد «ميشيل فوكو» (1926-1984)أحد مؤسسي سوسيولوجيا الجسد، وربما المؤسس الأهم لذلك الفرع المعرفي الهام، إن أهمية «فوكو» تتحدد في أنه أعاد الجسد مرة أخرى إلى قلب علم الاجتماع Brought the body back into sociology بعد أن أطاح به «ديكارت» منذ القرن السابع عشر خارج دائرة اهتمام العلوم الإنسانية والفلسفة.
ينتقد «فوكو» بشدة ذلك الإرث الديكارتي، الذي يعد الذات أس المعرفة «أنا أفكر إذاً أنا موجود»، وترتب على ذلك تعزيز مكانة الروح على حساب الجسد، حيث أصبحت الروح موطن التسامي وشعلة الفكر ورمزهما اللامتناهي، على حساب الجسد الذي أصبح نفاية للمكبوتات، ومنبت الدوافع والغرائز، والجسد بهذا المعنى كيان دنس، ومأوى للألم والمرض والرغبة والشهوة والانحراف والجريمة. لقد تعمّقت القطيعة بين عالم رذيلة يمثله الجسـد، وعالم فضيلة تمثله الـروح، حتى استبطن الإنسان داخله الجسد كرذيلة يجب أن يحذر غوايته وشهواته، لأن الروح هي وحدها الجديرة بالاهتمام نظراً لكونها راعية الأسرار القدسية واللذة الحقيقية، أما الجسد فهو مجرد مثوى للذة عابرة ونزوة منحلة، بينما الروح لا تبلى ولا تتبدد، فهي الأصل الذي لا يتعطل.
إن الكوجيتو الديكارتي يُحيل إلى التأكيد على أن الوجود الإنساني يتشكل من جوهر نفسي (أسمى)، وجوهر جسدي (أدنى)، فالنفس جوهر لا مادي ماهيته الفكر، والجسد جوهر مادي ماهيته الامتداد المحسوس، والنفس منفصلة في وجودها عن الجسد (فالله قد خلق نفسا ناطقة ثم أضافها إلى ذلك الجسد في هيئة معينة).
وبذلك فإن ثنائية ديكارت تضع هوة ضخمة بين الروح (أو العقل) والجسد، تجعل للجسد وجوداً مستقلاً، ولكنه محقر وتابع، بينما تُميز الروح في شكل مطلق، فهي تحت وصاية الله، إن الفكر بالنسبة لديكارت مستقل كلياً عن الجسد، إنه يتأسس على الله أيضاً، أما الجسد فهو مهيأ للحقارة، إنه حقيقة طارئة غير جديرة بالفكر. إن الإنسان لدى ديكارت هو كيان تتجاور فيه روح لا تستمد معناها إلا من الفكر، وجسد أو بالأحرى آلة جسدية، يمكن اختزالها في بنيتها العضوية فقط.
لقد كانت كل هذه القضايا هي نقطة انطلاق «فوكو» في تحليل الجسد، إذ بدأ أولاً في «تفكيك» هذه الثنائية وتعريتها، فأكد أن ذلك التمييز الديكارتي مستحيل على مستوى الواقع، تماماً كما لا يمكن الفصل بين الزمان والمكان في الفكر الإنساني من ناحية، كما أن ذلك التمييز قد أفرز من ناحية أخرى ثنائيات خاطئة كالمقابلة بين المثالية والمادية، والتمييز الذي طرأ على علاقة الرجل والمرأة، والمقابلة بين حاجات الجسد وحاجات الروح، ولذلك فإنّ ما يجب القطع به أنه لا تفاضل بين الروح والجسد، فهما زوجان لا ينفصلان، وحاضران على الدوام في الفكر والممارسة والخطاب والوجدان.
وإثر تأكيده على ذلك الترابط العضوي والعليّ بين الجسد والعقل، يضع «فوكو» الجسد في قلب الاهتمام، ويجعل من العقل مجرد وظيفة، فالجسد هو ما يستحق الاهتمام والرصد، حيث يجب أن يعبر بكل حرية وبكل تلقائية ومن دون موانع أو قيود؛ لكي يتجلى المكبوت وتظهر الحقائق دون زيف، لذلك كله لا يرى «فوكو» فائدة ترجى من تغييبه، بل يجب أن يصبح الجسد حاضراً في اليقظة والمنام، وجذوة مستقرة في الوعي واللاوعي، كي لا يغيب التفكير في المكبوت والمحرم والمقموع، فالانحراف والجريمة والجشع عنوان عريض لتلك الأعراض المرضية، وهي خير من يكشف قيم ثقافية زائفة اضطهدت الجسد وكبلته وعطلت طاقته ومارست عليه الحجر؛ لذلك يرى أنه من اللازم إعادة الاعتبار للجسد عبر الكشف عن المسكوت عنه، فالجسد له فكره، والفكر له جسده، ومن لا جسد له، لا فكر له، لأن الجسد حضور ووعي بالكينونة، لأنه والروح صنوان لا ينفصمان، إذ لا توجد ذات متعالية فوق الجسد، فهو المأوى والمثوى. ليس هذا فقط، بل إن «فوكو» يؤكد أن تحقير الجسد، وإنكاره وتغييبه بمثابة حرب مدمرة للروح أيضاً، لذلك فإن حق الجسد في الوجود علامة أولى لوجود الروح وسعادتها أيضاً، ومن ثم أصبح الجسد والاحتفاء به عند «فوكو» كناية عن الوجود، وبالتالي فالاحتفاء بالجسد مجرد حق تم إرجاعه لنصابه بعد أن تم تغييبه طويلاً.
تحليل فوكو للجسد: حوار مع نيتشه و ميرلو – بونتي:
لقد كان «فوكو» منشغلاً بفهم كيفية دخول الجسد إلى الخطاب السياسي كتمثيل للسلطة، وكيف تُمارس السلطة على الجسد، في المؤسسات المختلفة كالمدرسة والسجن والمصنع والمستشفى، بحيث يتحول الجسد إلى كائن منضبط Regulated.
إن القضية المحورية التي ينطلق منها «فوكو» هي رصد عملية تطبيع الجسد Normalization of the body ورصد المؤسسات التي تنتج وتفصل المعرفة العلمية المتعلقة بتطويع الجسد، بالإضافة إلى اهتمامه بدراسة كيف يتم تمثيل الجسد في الممارسات المختلفة بضبط وإدارة الكيان الإنساني.
والحقيقة أن القراءة المتأنية لما يطرحه فوكو تكشف أن رؤيته للجسد قد تأثرت بوضوح برؤى «فردريك نيتشه» العميقة حول الجسد، كما أن «فينومينولوجيا الجسد» التي فصلها «ميرلو- بونتي» بعد الحرب العالمية الثانية كانت ماثلة في ذهنه أيضاً.
ولذلك فإن رؤى «فوكو» حول الجسد كانت بمثابة حوار وجدل بناءً مع أفكار كل من «نيتشه» و«ميرلو- بونتي»، ولا يعني ذلك الحوار – بداهة – أن ثمة اتفاقًا بينه وبينهما، بل إن نقطة الانطلاق لدى «فوكو» تتباين تباينًا حاسمًا وحادًا مع رؤيتهما.
أوْلَت فلسفة نيتشه، الجسد اهتمامًا خاصا، ومجّدت قوته، وأَعْلَت من قيمة إرادة القوة وإرادة السيادة، وشدّدت على تحرير الجسد، وتلبية رغباته الطبيعية، إذ يقول «نيتشه»: «إن الغريزة هي أعظم أنواع الذكاء التي عرفها الإنسان حتى الآن، لقد بالغ الإنسان في تقدير الإدراك العقلي، وليس الإدراك سوى عملية ثانوية لإدارة القوة التي تجسّدها الغريزة». وتنسف فلسفة نيتشه تلك الثنائية التراتبية القائمة على تعالي الروح على الجسد، وتقلبها رأسا على عقب، فالجسد هو الجوهر، وهو الأصل، أما الروح أو العقل أو النفس فهي مجرد عرَض متعلق بالجسد وغير مستقل بذاته.
لقد هاجم نيتشه كل المستهزئين بالجسد من المتدينين والفلاسفة المثاليين، ويفسر احتقارهم للجسد وإرادة إماتته بأنهم غير قادرين على تحقيق مطامحه، لهذا فهم يتمنون الموت لأجسادهم. ويصف نيتشه الجسد بأنه عقل عظيم، وما العقل إلا أداة صغيرة للجسد، الجسد هو الوجود المادي الظاهر للأنا الباطن المتخفي.
يرى «فوكو» أن الأهمية التي يعطيها «نيتشه» للجسد مُبرّرة، إلا أن «فوكو» يرى من زاوية أخرى أن «نيتشه» قد أعطى الجسد حرية تحرك كبيرة للغاية ورأى فيه رمزًا لمواجهة الحداثة والعقلانية على خلاف ما يذهب إليه فوكو.
فالجسد في رؤية «نيتشه» ليس جسدًا خاضعًا وديعًا Docile بل على العكس فهو يراه أكثر فاعلية، وسلاحًا في المعركة ضد الميتافيزيقا، وأداة الخطاب الفلسفي نحو حياة وعصر الإنسان الكامل، ووسيلة لنقد معطيات الحداثة بكل أساطيرها وقيمها ورؤاها.
أما «فوكو» فيعتقد أن الجسد ليس مجرد كيان طبيعي، وإنما هو كيان يتم إنتاجه اجتماعيًا Socially produced من خلال نظم المعرفة والسلطة، بحيث يصبح جسدًا لينًا طيّعًا.
وثمة اختلاف واضح أيضًا بين رؤية «ميرلو- بونتي» ورؤية «فوكو» حول الجسد، فعلى الرغم من أن الاثنين ينطلقان من مقدمات مشتركة، من قبيل أنهما قد رصدا تجاهل مسألة الجسد في الفكر الفلسفي التقليدي، وأخذا موقفًا معارضًا لذلك التجاهل من خلال التركيز على قضية الجسد في أعمالهما، كما أن كليهما عارضا التصور (الأكاديمي) الغربي السائد حول الجسد، باعتباره نظامًا فسيولوجيًا موضوعيًا مغلقًا، وكان التحدي الخاص بفلسفة كل منهما حول الجسد هو تقديم بديل لذلك التصور، وأخيرًا فثمة توافق بينهما حول ذلك التصور البديل، وهو أنهما يركزان على السياق الاجتماعي- التاريخي Socio-historical للجسد، حيث يصوران الجسد كحامل للإشارات والسلوكيات، وينبغي فهمه كتعبير عن المخزون الثقافي العام Common cultural stock، نقول على الرغم من كل ذلك إلا أن ثمة تباينًا واضحًا بينهما، يكمن بشكل أساسي في الطريقة التي طوّر من خلالها كل منهما أفكاره حول الجسد.
انطلق ميرلو بونتي في تأسيس نظريته في الجسد من تجاوزه للكوجيتو الديكارتي، فالوجود عند ديكارت مرتبط بالذات المفكرة، أي بالوعي الخالص المتعالي، بينما يرى ميرلو بونتي أن هذا الوعي بتعاليه هو وعيٌ منغلق على ذاته، في حين أن الوعي يعني الوعي بشئ ما، إنه ينزع إلى موضوعات العالم، وهذا من خلال استناده إلى مبدأ القصدية الذي هو أساس الفلسفة الفينومينولوجية، فالتفكير هو يقصد الأشياء أي موضوعات موجودة في العالم، فالأنا (أفكر) يتجه إلى العالم، فهو وجود في العالم، وما دام كذلك فالأنا (أفكر) هو وجود محسوس واقعي في الـ (هنا) والـ (آن) – في المكان والزمان – فالذات الواعية هي الذات المتجسدة تعبر عن الوجود الجسماني. وهكذا فإن إن الوعي عند ميرلو- بونتي هو وعي جسماني ملتحم بالعالم، فالأنا العارف الواعي هو الأنا المتجسد في الواقع، حيث يصبح الوعي عند ميرلو بونتي هو الجسد، والجسد هو التعبير الواقعي عن الوعي، إن انتقاله من الأنا الواعي إلى الأنا المتجسد يعكس تحقق وجود الذات، فلا انفصام بينهما (فالجسد بالنسبة للذات هو تأكيد الوجود).
إن «ميرلو- بونتي» يتصور الجسد ككيان حيّ وفاعل ناشط، وممثّل للحياة النابضة، أما «فوكو» فيرى الجسد مفعولاً به Acted upon ومنسحقاً تاريخياً وسياسياً، وممثلاً لمنهج التدوين Inscription approach فكل الممارسات التاريخية مدونة عليه، إن تصوري «فوكو» و«ميرلو- بونتي» للجسد يمثلان نقطتين على طرفي نقيض، الأول يمثّل السلبية Passivity بينما يمثل الثاني الإيجابية Activity، «فوكو» يتصور الجسد كمستقبل سلبي للقوى السياسية والتاريخية، وعرضة لتقنيات السلطة وخاضعًا لها، أما «ميرلو- بونتي» فيتبنى وضعاً مخالفًا تمامًا، إنه يؤكد على الأساس الثقافي للفعل، ويؤكد على قدرة الجسد الإيجابية في استخدام وتطويع القوى الاجتماعية والسلوكية المقننة حوله، يعتمد الجسد على المهارات والأدوات الثقافية المتاحة أمامه، كما أنه مسؤول بنفس الدرجة عن إعادة إنتاج تلك المهارات والأدوات، وأكثر من ذلك، فإن أفعال الجسد المنظمة والطبيعية هي المسئولة عن إعادة إنتاج البناء الاجتماعي والزمن.
وانطلاقًا من ذلك الحوار مع نيتشه وميرلو – بونتي وغيرهما تتأسس رؤية فوكو للجسد، وهي رؤية مغايرة ومفارقة لمجمل الخطاب الفلسفي حول الجسد، فهو لا يطرح قضية الجسد في إطار ثنائية الروح / الجسد كما تتجلى لدى أفلاطون، وديكارت، ولا كجسد أعلى للسوبر مان كما يقول نيتشه، ولا ككيان نابض كما يقدمه ميرلو بونتي، ولم يتناوله بطبيعة الحال كمعطى فيزيولوجي ثابت في ميادين البيولوجيا والديموجرافيا والباثولوجيا، بوصفه مجالًا للحاجات والرغبات، ومكانًا للوظائف الحيوية كالهضم والتنفس والبناء . . الخ، ومأوى لهجوم الميكروبات والفيروسات.
لقد كان «فوكو» منشغلاً على مدار تحليلاته بالكشف عما يكبّل الجسد، ويقيـده، لأن ذلك في رأيه تكبيل للعقل، ففك أغـلال الجسد من آليات التوجيه والنفي والترويض هو إطلاق سراح العقول من سراديب الحجر والزيف والإثارة والحاجيات المزيفة. اهتم فوكو بالبعد السياسي في تاريخ الجسد، أي علاقة الجسد بالسلطة، إنه منغرس في علاقات السلطة، حيث تعمل السلطة فيه عملًا مباشرًا، فهي توظفه وتطبعه وتقومه،، وتعذبه، وتجبره على أعمال، وتضطره إلى احتفالات، وتطالبه بدلالات.
ففي أعماله المبكرة، كان «فوكو» يدرس كيف يمكن للجسد أن يظهر في ممارسات مختلفة تساهم في ضبطه وإدارته، ففي ولادة العيادة كان مشغولاً بفهم كيف تنتج المعرفة والممارسة الطبية الجسد، وكيف تطوعه داخل شبكة المؤسسات المستقرة للسلطة الطبية.
إن الطب كما يرى «فوكو» يمثل أحد النظم الأساسية التي ساهمت في إخضاع الجسد وضبطه، فقد تنامت السلطة الطبية وبسطت قبضتها على كل المجالات تحت دعوى رفع مستوى رفاهية الأفراد والسكان، وكان هذا الاتجاه فعالاً للغاية خاصة مع إحلال الطب الآلي Mechanical medicine محل الطب الإنساني(*).
لقد كشـفت نظريات «فوكو» إلى أي حد قام الطب المؤسسي Institutional بموضعة الجسد Body objectification حيث تمت صياغته طبياً Medicalized بحيث أصبح الجسـد مجرد كيان طبيعي، يخلق ويعاد إنتاجه Created & reproduced من خلال الخطاب، ويكشف «فوكو» كيف أضحت السلطة الطبية استراتيجية منظمة بسطت هيمنتها على أجساد الأفراد وسلوكياتهم، لقد صار الطب مؤسسة تضم خبراء ومستشارين محترفين تقدم حقائق مفصلية Articulating Truths عن الجسد، وساهمت السلطة الطبية من خلال خطابها العلمي في «موضعة» الأجساد المريضة عندما بدأت عمليات التشخيص الطبي في تحديد «السواء» و«الشذوذ» وتحديد الإجراءات اللازمة للوصول إلى مستوى السواء
وفي دراسته عن مولد السجن حلل نمو الجسد المنضبط والوديع كنتيجة للممارسات العقابية التي اقترنت بالنظرية النفعية للألم، وفي دراسته عن تاريخ الجنس كشف عن أن بروز خطاب الجنس في القرن التاسع عشر أظهر الجنس كموضوع أو قضية مهمة، وكشف عن أن الجنس قد أضحى مادة للصراع السياسي تُمارس من خلال معرفة طبية محددة.
فالجنس كمظهر من مظاهر أنشطة الجسد يشكل رهانًا سياسيًا، فهو من جهة يرتبط بأشـكال ضبط الجسـد: ترويض، تقوية، توزيع القوى، تدبير الطاقة، ومن جهة أخرى يرتبط بتنظيم السكان مع كل ما يثيره هذا التنظيم من قضايا.
لقد انهار الجسد –وفق رؤية فوكو- بفعل العديد من النظم، لقد انهار من إيقاع العمل، وعدم الراحة، وسُمم بالطعام أو «القيم» من خلال خضوعه للعادات والقوانين الأخلاقية، لقد انسحق الجسد كلياً عبر التاريخ.
إن الجسد في فكر «فوكو» إذاً واقع تحت تأثيرات قوى متعددة ومتنامية تعمل على تطويعه، وقد كشف «فوكو» باقتدار عن هذه التأثيرات من خلال ما أبدعه من أدوات منهجية؛ شكلت في ذاتها نقلة نوعية في منهجيات العلوم الإنسانية.
(*) يقصد بالطب الآلي الطب المؤسسي الرسمي الذي بدأ ازدهاره مع عصر النهضة، أما الطب الإنساني فيقصد به الطب الشعبي- التقليدي الذي كان سائداً في أوربا منذ العصور الوسطى، ويركز بشكل أساسي على البعد الإنساني للمرض.
المراجع:
- أوبيير دريفوس وبول رابينوف (د.ت) ميشـــــــيل فوكو: مسيرة فلسفية، ترجمة جورج أبي صالح، مركز الإنماء العربي، بيروت.
- حسن المصدق (2007) البيولوجيا السياسية بين سلطة المعرفة ومعرفة السلطة، جريدة العرب الدولية، لندن ،26 – 7 – 2007.
- حليمة مرزوقي قورارية (2013) الجسد والسلطة في فلسفة ميشيل فوكو، رسالة ماجستير، جامعة السانية- وهران.
- ديفيد لوبروتون (1997) انثروبولوجيا الجســــد والحداثة، ترجمة محمد عرب صاصيلا، المؤسســة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت
- زينب المعادي (2004) الجســـــــد الأنثوي وحلم التنمية: قراءة في التصـــــــورات عن الجســـــد بمنطقة الشاوية، غير مبين دار النشر.
- فردريك نيتشه (د.ت) هكذا تكلم زرادشـــــت، ترجمــــة فليكس فارس، دار القلم،بيروت .
- وول ديورانت (1988) قصة الفلســـــــــفة، ترجمة فتح الله محمد المشــعشــع، مكتبـــة المعارف، بيروت.
- Crossley , N. (1996) Body – subject / Body power : agency, inscription and control in Foucault and Merleau – ponty, Body & society , Vol. 2 ,No.
- Hughes ,B. (1996) Nietzsche : philosophizing with the body , Body & society , Vol.2 ,No. 3.
- Shilling, K. (2005) The rise of the body and the development of sociology, Sociology, Vol.39, No.4.
- Turner, B.(1992) Regulating bodies :Essays in medical sociology, Routledge, London and New York.
- Turner, B.(ed.)(2006) The Cambridge dictionary of sociology , Cambridge university press .