بقلم ويندي ل. باتريك، درجة الدكتوراه، درجة الدكتوراه في القانون
النقاط الرئيسية:
- ترتبط الوحدة والعزلة الاجتماعية بالاكتئاب.
- قد يكون القلق الاجتماعي أكثر ارتباطًا بالوحدة من القلق العام.
- يمكن للعلاقات الاجتماعية السطحية أن تحسن المزاج وتوفر الدعم الاجتماعي.
يعد الشعور بالوحدة أحد أكثر الحالات العاطفية السلبية شيوعًا على الرغم من عدم بيانه للآخرين، وسواء كان هذا الشعور ناجمًا عن الفقدان أو انعدام الروابط الاجتماعية أو الأعراض السريرية، فقد يؤدي إلى الاكتئاب واليأس وانعدام الحافز، ما زال الناس يتذكرون الألم الذي لا يُضاهى الناجم عن العزلة بسبب جائحة كورونا، ويعانون بصمت عندما تستمر لديهم مشاعر العزلة الاجتماعية الناجمة عن التباعد الاجتماعي، ولحسن الحظ، هناك أساليب للتعامل مع المشاعر السلبية وتحسين المزاج وفقًا للأبحاث الموجودة.
الوحدة الاجتماعية في مقابل الوحدة العاطفية
بحث ناين إي والترز وآخرون (2023م) كلًّا من الوحدة العاطفية والاجتماعية وارتباطهما بالاكتئاب والقلق والعزلة الاجتماعية، ووصفوا الوحدة العاطفية بأنها “غياب متصور للعلاقات الوثيقة”، والوحدة الاجتماعية بأنها “غياب متصور لشبكة اجتماعية متاحة (كمية) ومقبولة (نوعية)”.
وأوضحوا أن الوحدة الاجتماعية غالبًا ما تتوافق مع المتغيرات الاجتماعية مثل الرفقة والعلاقات الوثيقة مع الأصدقاء، وكذلك حجم الشبكة الاجتماعية للفرد والوحدة العاطفية كغياب للدعم العاطفي، ونظرًا لارتباط كل من الوحدة والعزلة الاجتماعية بالاكتئاب وكذلك القلق الاجتماعي والقلق العام على حد سواء، فقد سعوا في بحثهم إلى فهم كيفية تفاعل هذه الحالات العاطفية.
وجد والترز وآخرون بعد إجراء دراسة على عينة كبيرة من طلاب الجامعات، أنه يمكن تفسير الوحدة الاجتماعية على نحو أفضل من خلال العزلة الاجتماعية، والوحدة العاطفية من خلال القلق الاجتماعي وكذلك الاكتئاب، كما وجدوا أن القلق العام كان مرتبطًا بالوحدة فحسب من خلال الاكتئاب، وتجدر الإشارة إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تسلط الضوء على أهمية القلق الاجتماعي على القلق العام لارتباطه بالوحدة، وهو ما قد يحفز الأفراد الذين يشعرون بالوحدة للتفكير في أساليب تساعدهم على التخلص من حالتهم العاطفية.
أهمية التواصل الاجتماعي
نظرًا لأن العزلة الاجتماعية المتصورة أو الافتقار إلى الدعم قد يبدو مرتبطًا بمشاعر الوحدة لدى العديد من الأشخاص، فهناك تنوع واسع من المجموعات والبرامج الاجتماعية التي قد توفر الراحة النفسية للأشخاص، وقد تفيد الأنشطة ومجموعات الاهتمامات الخاصة المصممة للجمع بين الأفراد ذوي الاهتمامات المتشابهة الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي، وذلك بتوفير وسيلة للتواصل من خلال القواسم المشتركة بينهم (كالاهتمام برياضات أو أنشطة معينة) أو من خلال اهتماماتهم المشتركة والصفوف أو الدروس المخصصة لتقديم معلومات جديدة أو تطوير مهارات جديدة، فمن خلال الرياضة إلى الخياطة والفن إلى الذكاء الاصطناعي وغيرها، يسهل التفاعل مع الآخرين في هذه الأنواع من الأماكن المحادثات بين الآخرين ويخلق صداقات جديدة، مما يوفر فوائد عقلية ونفسية إضافية مثل تحسين المزاج وزيادة الشعور بالانتماء.
تساعد المجموعات الاجتماعية على تحسين المزاج والحالة النفسية، وتسمى أيضًا “بالروابط الضعيفة”، وعلى عكس العلاقات الوثيقة، فهي لا تمنح فوائد اجتماعية فحسب، بل يفضل بعض الأشخاص تلقي الدعم من معارفهم بدلًا من أصدقائهم المقربين (Moreton et al., 2023) [iii].
قد يستفيد العديد من الأفراد أيضًا على نحو كبير من العلاج والاستشارة التي يمكن أن تكشف الأسباب الشخصية للشعور بالضيق أو الصدمة العاطفية وتحددها، والخبر السار هو أن الوحدة ليست حالة ثابتة ودائمة وإنما هي حالة عاطفية قابلة للتغيير، سيساعد إعادة التواصل الاجتماعي -ولو بخطوات بطيئة وربما على نحو سطحي في بعض الحالات- الأفراد على استعادة بصيص الأمل الذي سيسهل طريقهم إلى التعافي.
المراجع
[i] https://www.psychologytoday.com/intl/blog/why-bad-looks-good/202207/how…
[ii] Wolters, Nine E., Lynn Mobach, Viviana M. Wuthrich, Peter Vonk, Claudia M. Van der Heijde, Reinout W. Wiers, Ronald M. Rapee, and Anke M. Klein. 2023. “Emotional and Social Loneliness and Their Unique Links with Social Isolation, Depression and Anxiety.” Journal of Affective Disorders 329 (May): 207–17. doi:10.1016/j.jad.2023.02.096.
[iii] Moreton, Joshua, Caitlin S. Kelly, and Gillian M. Sandstrom. 2023. “Social Support from Weak Ties: Insight from the Literature on Minimal Social Interactions.” Social and Personality Psychology Compass 17 (3). doi:10.1111/spc3.12729.
(وفق اتفاقية خاصة بين مؤسسة معنى الثقافية، ومنصة سيكولوجي توداي).
تُرجمت هذه المقالة بدعم من مبادرة «ترجم»، إحدى مبادرات هيئة الأدب والنشر والترجمة.
الآراء والأفكار الواردة في المقالة تمثّل وِجهة نَظر المؤلف فقط.