بقلم: جينيفر جيرلاك، اختصاصية اجتماعية طبية مرخصة (LCSW)
النقاط الرئيسة:
- تعتمد مدة العلاج على عوامل تشمل: أهداف المُراجع ونوع العلاج المقدم.
- بعض العلاجات، مثل: التحليل النفسي والنهج الديناميكي النفسي، عادة ما تستمر لمدّة أطول من غيرها.
- يعد العلاج غير المحدد مقبولًا ما دام يظل المُراجع والمعالج على وفاق من حيث الأهداف.
في الآونة الأخيرة، كان هناك تزايد في الحماس فيما يتعلق بالعلاج النفسي بوصفه وسيلة للنمو الذاتي، وكثيرًا ما أسمع إشارات إلى العلاج النفسي في الإعلانات على الراديو، أو في البودكاست والمحادثات غير الرسمية. إنه لأمر منعش، إذ يمكننا جميعًا الاستفادة من العمل على تحسين أنفسنا، والتأمل في قيمنا، والحصول على الدعم في بعض الأحيان. إن هذا الفعل المتمثل في رفض وصمة العار واحتضان الاهتمام بالرفاهية أمر جميل. على الرغم من أنه ربما لا يكون هذا هو القصد من الإعلانات التجارية، فإنّني عند الاستماع إلى هذه الرسائل، أتلقى أحيانًا صورة للعلاج النفسي بوصفه نوعًا من المساحة العالمية التي يجب أن يذهب إليها الجميع بشكل دائم للتحدث عن الأمور الصعبة.
هذه فكرة مثيرة للاهتمام بالتأكيد.
العلاج النفسي هو مكان للتحدث عن الأمور الصعبة، ولكن بالتأكيد، إنه ليس المكان الوحيد؛ إذ إنه لا يشكل بديلًا للشبكة الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، في عالم خطط العلاج والموارد النادرة والتأمين، فإن العلاج عادةً ما يكون محدودًا بالوقت. تمامًا مثلما يمكن لشخص ما أن يذهب إلى العلاج الطبيعي للعمل على حل مشكلة معينة لمشكلة محددة، يأتي الناس، عادةً، إلى العلاج النفسي لطلب تدخل متخصص لغرض محدد.
ومع ذلك، جعلني هذا الأمر أتساءل: هل يجب أن يكون العلاج غير محدد المدة؟
يختلف طول أي جلسة علاجية معينة اختلافًا كبيرًا؛ وذلك اعتمادًا على أهداف الشخص ونوع العلاج المقدم والاحتياجات الفردية. يكون التحليل النفسي والعلاجات الديناميكية النفسية غالبًا مفتوحة أكثر في طول المدة، ويصعب قياس نجاح هذه العلاجات بشكل موضوعي لأنها غالبًا ما تتضمن رؤية واكتشاف الذات بدلًا من التغيير السلوكي. من ناحية أخرى، يتطلب العلاج السلوكي المعرفي هيكلًا مع أهداف متفق عليها بشكل متبادل، وتكون مدته أقصر في المتوسط.
قد يختار الفرد الذي يسعى للحصول على الدعم لحالة قد تستمر مدى الحياة، مثل: الاضطراب ثنائي القطب، المشاركة في العلاج على مدى مدّة علاجية أطول، حتى لو انخفضت الجلسات في نهاية المطاف إلى جلسات مراجعة مرة واحدة شهريًا كوسيلة للبقاء على المسار الصحيح في التعافي ومنع الانتكاس. على النقيض من ذلك، فإن الشخص الذي يسعى للحصول على الدعم للتعامل مع المواقف الحياتية قصيرة الأمد، مثل: التغييرات الناتجة عن الانتقال إلى مكان جديد، عادةً ما يكون لديه مدة علاج أقصر.
يستخدم البعض العلاج النفسي بوصفه وسيلة لاستكشاف الذات، وهو ما يمكن أن يكون استخدامًا مفيدًا للعلاج. في الواقع، يجب ألا ينتهي استكشاف الذات أبدًا. قد يختار الفرد الانخراط في العلاج في هذه الحالات بأهداف أقل قابلية للقياس تنعكس في إطار زمني أقل تحديدًا.
بالنسبة لكثيرين، تكون أهداف العلاج في الواقع أسهل قياسًا. قد يلجأ الشخص إلى العلاج النفسي للسيطرة على اضطراب الوسواس القهري، على سبيل المثال، للحد من الغسيل المكثف لليدين. في هذه الحالة، من المرجح أن يُراقب التقدم عن كثب. من المنطقي أن نأمل في حدوث حركة مستقرة نحو الأهداف المعلنة، وبمجرد تحقيق الهدف، ينتهي العلاج عادةً.
قد تشمل المخاوف المتعلقة بالعلاج النفسي غير محدد المدة، خاصة إذا لم تكن هناك أهداف واضحة، إمكانية أن يحل المعالج النفسي محل الدعم الطبيعي للشخص، أو إمكانية الاستفادة من موارد الشخص، فغرفة العلاج هي أكثر من مجرد مكان لتقديم تقرير أسبوعي؛ إذ يجب أن يكون المعالج والفرد في رحلة معًا.
وضع حدود زمنية للعلاج النفسي يمكن أيضًا أن يكون مشكلة، مما قد يؤدي إلى الاندفاع إلى خط النهاية، مما يؤدي إلى تجاهل مكونات العرض الذي يقدمه الشخص (De Geest and Meganck, 2019). تعتمد فعالية العلاج النفسي بشكل كبير على الثقة، والتي غالبًا ما تُبنى مع مرور الوقت. ليس من الغريب أن يكشف الشخص عن تحدٍ واحد في بداية العلاج، ثم يناقش صعوبات إضافية مع مرور الوقت واكتساب الثقة، مما يخلق حاجة إلى تحديد أهداف جديدة.
تاريخيًا، فُرضت قيود زمنية على العلاج عن طريق جهات دفع خارجية مثل: مقدمي خدمات التأمين الصحي، وبالنسبة لكثير من الأشخاص، فإن وضع مثل هذا القيد على شفائهم أمر ضار. إن تخطيط العلاج هو عملية مستمرة، ومن الأفضل تحديد مدة العلاج على أساس فردي عن طريق المناقشة المستمرة بين المُراجع والمعالج.
ماذا لو لم أكن أعرف أهدافي من العلاج؟
إذا لم تكن تعرف أهدافك للعلاج، فهذا أمر مفهوم. قد تسأل نفسك: “إذا تمت هذه العملية بنجاح، ما الذي أتمنى أن أحصل عليه من هذا؟” إذا لم يكن لديك إجابة، فلا بأس بذلك: إنه موضوع ممتاز لمناقشته مع معالجك.
من المرجح أن يكون العلاج ناجحًا عندما يكون كلٌّ من المعالج والمُراجع على وفاق من حيث: الغرض من العلاج، حتى لو كان شيئًا مثل اكتشاف الذات. من المحتمل أن يتحقق المعالج من حالتك بين الحين والآخر بخصوص مدى تقدمك نحو أهدافك، ويمكنك دائمًا أن تسأل المعالج عن وجهة نظره أيضًا. في بعض الأحيان يكون الهدف من العلاج هو وضع استراتيجية لإنشاء نظام دعم أقوى خارج غرفة العلاج.
إذا بدأت جلساتك تبدو كأنها دردشات ودية، أو إذا كنت تشعر بأنك لا تتحدث عن نفسك كثيرًا؛ فقد يكون الوقت مناسبًا لإعادة النظر في أهدافك مع معالجك؛ إذ يهدف العلاج النفسي إلى مساعدتك في الوصول إلى وجهتك فيما يتعلق بصحتك الاجتماعية والعاطفية، وبمجرد أن تصل إلى حيث أردت الوصول إليه، فقد نجحت. يعد التخرج من العلاج النفسي إنجازًا، لكن لا عيب أيضًا في مواصلة العلاج إذا كان ما يزال هناك أميالٌ يجب أن تقطعها في رحلتك.
المراجع:
De Geest, R. M., & Meganck, R. (2019). How do time limits affect our psychotherapies? A literature review. Psychologica Belgica, 59(1), 206.
(وفق اتفاقية خاصة بين مؤسسة معنى الثقافية، ومنصة سيكولوجي توداي).
تُرجمت هذه المقالة بدعم من مبادرة «ترجم»، إحدى مبادرات هيئة الأدب والنشر والترجمة.

الآراء والأفكار الواردة في المقالة تمثّل وِجهة نَظر المؤلف فقط.