
تطوّر الباحثة في هذه الورقة تفسيرًا بديلاً لمفهوم القيمة المعرفية للرواية، بناءً على التمييز الذي قدمته حنة آرنت بين الحقيقة (نتيجة “الحاجة إلى المعرفة”) والمعنى (نتيجة “الحاجة إلى التفكير”)، زاعمة أنّ الأخير أكثر قدرة على شرح القيمة المعرفية للرواية. وتستقصي كيف أنَّ تحليل آرنت للتفكير يمكن أن يساعدنا في الوصول إلى فهم القيمة المعرفية للأدب. وتركز في هذا الاستقصاء على سمة واحدة مهمة للسرد الأدبي، وهي حقيقة وقوعه فيما يمكن عدّه “فضاء محايد”، في حين أنَّ النظريات التي تدافع عن المعرفية الأدبية غالبًا ما تركز على الاتصال والاستمرارية بين العالم الخيالي والعالم الواقعي، وتزعم أنَّ التركيز على الانقطاع وعلى الطريقة التي يوقف العمل الأدبي السردي بها الإشارة المباشرة إلى العالم الواقعي تقدم نقطة انطلاق أفضل لنظرية عامة حول القيمة المعرفية للسرد الأدبي.
ولتوضيح هذا، تستعين الباحثة بمسرحية عُطَيْل لولْيَم شكسبير كمثال، وتسلط الضوء على بعض الأسئلة الكثيرة التي تظهر عند قراءة (أو مشاهدة) هذا العمل وتفسيره. وبهذا توضح كيف أن نصًا مثل عُطَيْل يدعونا إلى فهم ما نقرأ وإعطاء معنى له، مع أنه لا يمكن منح معنى نهائي له. وتبيّن أيضًا أنَّ عملية التفسير هذه تؤثّر كذلك في الإطار المرجعي للقراء وفي طريقتهم في فهم العالم. وبالتالي تجادل بأنَّ القيمة المعرفية للأدب يجب أن تُفهم على أنها دعوة إلى التفكير وإلى طرح الأسئلة بدلاً من تقديم حقيقة أو معرفة، كما تُفهم القيمة المعرفية للأدب عادة.
لتحميل الورقة: هل يتمحور السرد الأدبي حول الحقيقة أو المعنى – منصة معنى