مقالات

ما الذي تبقّى من بول ريكور لدى إيمانويل ماكرون؟

نيكولا ديّتنت - ترجمة: عبد الله الخطيب [1]

  • طاولة نقاش مستديرة تجمع ميخائيل فُسيل (فيلسوف وأستاذ في كلية بوليتكنيك)، وفرنسوا دوس (أستاذ التاريخ المعاصر وكاتب سيرة بول ريكور)، وجان-لوي شليجيل (مدير هيئة تحرير مجلة Espritومتخصص في علم اجتماع الأديان).
  • تذكير بالوقائع. على إثر فرصة صدور عدد من مجلة Esprit حول “بول ريكور، مفكر المؤسسات العادلة”، وصدور كتاب “الفيلسوف والرئيس” (دار نشر Stock) ، يتولى هنا ثلاثة من المتخصصين في هذا العمل تحديد وتوضيح الجدل.
  • سال حول بُنوَّة بول ريكور المعرفية لإيمانويل ماكرون كثير من الحبر. وبرغم أن مسألة وجود علاقة بين الرجلين تكاد تكون خارج موضع الشك، إلا أن البعض يتوجَّس من تضخيم هذا الأمر، والبعض الآخر يرى العكس من ذلك، وهو أن هناك شكلًا من أشكال استمرارية الطبيعة الفلسفية.

من الزاوية النظرية التي لا يمكن فصلها هنا عن الأفعال، هل يبدو لكم أن رئيس الجمهورية الحالي هو امتداد مقنع لـ بول ريكور؟

ميخائيل فُسيل: لا أرى في أي معنى من المعاني من الممكن أن يصبح الحاكم السياسي امتدادًا لفيلسوف من الفلاسفة؟! بمعنى أنه لا يوجد فلسفة موجهة لكي يتم تنفيذها على شكل برنامج سياسي.

والتجارب في هذا المجال (على سبيل المثال أفلاطون الذي كاد أن يفقد حياته بعد أن عبَّر عن رغبته في تقديم النصيحة للطاغية سيراكيز) كارثية بما يكفي، وتجعلنا نتبناها بحذر.

فيما يتعلق بفكر بول ريكور، صحيح أنه يتضمن بُعدًا سياسيًّا، ولكنه يتناول السلطة كظاهرة غايتها المزج دون انفصام بين العقلانية والعنف (وهذا ما يسميه بـ “المفارقة السياسية”). فبمجرد تعريف السلطة على أنها موقع المواجهة بين القانون والقوة يتضمن ذلك مسبقًا القطيعة تجاه الاعتقاد الذي يرى أن السياسة قد تكون قادرة على تبني مبادئ فلسفية عقلانية خالصة.

والحق أنني أجهل ما يعتقده الإنسان إيمانويل ماكرون حول هذا النوع من المقاربة للسياسي، حتى لو أنني أفترض أنه يعرف ذلك، في المقابل، وفيما يتعلق بتحركاته كرئيس، من الأفضل تقييمه سياسيًّا دون الإحالة إلى فكر بول ريكور، سواء رغبنا في الإعلاء من شأنه، أو الحط من قدره. حتى ما يقوله ريكور عن المؤسسات العادلة أو عن سياسة الذاكرة غير قابل للتذويب في برنامج سياسي. موقف ريكور الفلسفي بشكل أساسي هو موقف تأملي انعكاسي.

فرنسوا دوس: في البدء يجب التأكيد، وبصوت عال وواضح، وأنا على ذلك من الشاهدين، أنه على خلاف ما تُلمح بعض الأرواح المُحزنة التي صرحت بأن ماكرون لكي يعلي من قيمته ادعى مكانة ليست له. لقد كان بالفعل هناك علاقة متينة وممتدة بين ريكور وماكرون. الأمر الآخر، وهو أنه لا يمكن أن نتتلمذ على يدي ريكور دون أن نحب المصليات (أن نكون من المتدينين). إن أعمال ريكور لا تشكل نظامًا، وليس بوسعنا استعمالها كنموذج.

كما تجدر الإشارة إلى أن ريكور كان يفضل أن يكون له مقرَّبون على أن يكون له تلاميذ، وكان ماكرون من ضمن هؤلاء المقربين. وهذا يعني أن هناك إرثًا حقيقيًّا يعود لفكر ريكور عند ماكرون، وليس بوسعنا إلا أن تتملكنا الدهشة إزاء أهمية هذا الإرث. مع وجوب الوعي بالاختلاف، وهذا أمر بدهي، بين الحقل الفلسفي من جهة وبين ما ينتج عن العمل السياسي من جهة أخرى.

إن الرسوخ الريكوري متعدد التأثير فمن الجليِّ أن أول مصدر للإلهام هو مفهوم ريكور للتاريخ الوطني وعلاقته بالذكريات. وعلينا أن نتذكر أن ماكرون قد ساعد ريكور في وضع اللمسات الأخيرة لكتاب (الذاكرة والتاريخ والنسيان). لقد استمد منه فكرة الهوية الوطنية المتحولة غير الثابتة والقديمة التي تكون في حالة تحول دائم وفقًا لتقلبات ما يُطلِق عليه ريكور “الهوية السردية” المُعرَّضة دائمًا للتَّمَاس مع الغيرية ومع متغيرات الزمن.

كما أن هناك موضوعًا رئيسيًّا آخر يكمن في الإنسان القادر، والربط اللازم بين القول والفعل والاستطاعة. وهو تصور متفائل يرفض التقوقع في براثن الانحراف، والانكفاء على الذات، والانحطاط. ولنتذكر أن ريكور ناقش أطروحته للدكتوراه في عام 1955 حول موضوع الإرادة، وهو الموضوع الذي يهمين على تفكير ماكرون ويتكرر على لسانه دائمًا.

جان-لوي شليجل: ما لا جدال فيه هي المساعدة الفاعلة مثل (التوثيق، والنقاشات…) التي قدمها ماكرون لـ بول ريكور أثناء تأليف كتابه العظيم الأخير (الذاكرة والتاريخ والنسيان). ومن ثَم فإن هذه المساعدة قد أفضت إلى علاقة احترام حقيقي متبادل بينهما. أما عدا ذلك فإني أتمسك بموقف المجلس العلمي لصندوق بول ريكور الوقفي الذي يتكون من متخصصين في أعماله، والذي يقول لنا بأنه من المؤكد أن هناك فلسفة سياسية عند ريكور، ولكنه لا يقول شيئًا حول الإجراءات السياسية التي من الممكن، أو التي قد يجب على سلطة سياسية منتخبة أن تتبناها. والواقع أن كل ما يُقال، سواء مع هذه النقطة أو ضدها (الاتصال أو القطيعة بين ريكور الفيلسوف وماكرون الرئيس) هو عبارة عن تأويل (وبطبيعة الحال في خضم كل ما ظهر هناك تأويلات ملائمة أكثر من غيرها). وفي الأساس، في كل هذه القصة المتعلقة بالبُنوَّة أو الإلهام الريكوري لماكرون، كان بإمكان ماكرون أن يُصرح بما احتفظ به حقا من إرث ريكور، وما الذي لا يزال يلهمه من هذا الإرث. فعلى سبيل المثال، تولد لديَّ شعور بأن الفكرة الريكورية “الإنسان القادر” كانت حاضرة بقوة في الثقة الأساسية التي يتمتع بها ماكرون فيما يتعلق بقدرة أي إنسان على الخروج من أي مأزق والنهوض من جديد (أشير إلى ما حدث في سياق أصوله وحالته الإنسانية). في هذه الحالة، هل ماكرون مخلص للفيلسوف أم أن هذا الأخير [بالنسبة لماكرون] لم يتحدث عن شيء أكثر جوهرية وأكثر أخلاقية من هذا المفهوم المادي جدًّا الذي يكمن في قدرات كل فرد على “التخلُّص” من مأزقه الاجتماعي؟

كَتب في صحيفة الليبراسيون الباحث والفيلسوف جان – كلود مونو أن “ماكرون ربما يكون جزءًا من ريكور ولكن من دون الاشتراكية”.

إذن قد يكون في ماكرون شيء من ريكور، من دون الاشتراكية، هل كان منفتحًا؟ هل هو أبٌ أَم أنه يشكل مرجعًا سياسيًّا تم طمس خطابه السياسي؟

ميخائيل فُسيل: إننا نلامس هنا الالتزامات الشخصية لبول ريكور التي دائمًا ما كان يحرص على عدم استعراضها كتطبيق مبسط لأطروحاته الفلسفية. حول هذه النقطة من الممكن أن نقول شيئين:

  1. هذه الالتزامات (التي تطورت) كانت مرتبطة بعصرها إذ إنه من الواجب علينا أن نتأملها ولكن من الخطورة بمكان إسقاطها على واقع يغيب عنه ريكور الآن.
  2. صحيح أن ريكور كان دائمًا يحيل إلى “الاشتراكية”، المصطلح الذي اكتسب معاني متعددة جدًّا خلال القرن العشرين. ومن الممكن القول -لتبسيط الأمر-: إن اهتمام ريكور كان منصبًّا على البُعد الديمقراطي للاشتراكية، بعبارة أخرى كان اهتمامه منصبًّا على إيجاد صلة بين الحرية السياسية والعدل الاجتماعي. هل السياسة التي يقودها ماكرون تسير في هذا الاتجاه؟ بما أن التركيز يقع على الفوائد “العفوية” للحرية الاقتصادية فإنه يحق لنا أن نشك في ذلك. مع ملاحظة أن ريكور قد دعا في آخر حياته -خلال مقابلة مع ميشيل روكار على إثر سقوط جدار برلين- إلى الشروع في نقد “الرأسمالية كنظام توزيع يحدد مجموع البضائع مع البضائع التجارية”.

إنَّ ريكور هو مفكر الاستقلال السياسي، من ثَم فهو ناقد دائم لتذويب السياسة في الاقتصاد.

فرانسوا دوس: يتطرَّق مونو إلى أزمة المستقبل، وإلى مشروع التحرر الكوني. بالتالي يجب علينا بالفعل إقامة الحداد على كارثة تاريخية لم نتعافَ منها حقًّا. إننا نعيش أزمة تاريخانية تتمثل في حقل دمار يعود لآمال الماضي. من هذا المنطلق، يعدُّ ماكرون وريثًا للفكر المناهض للشمولية. مع الأخذ بعين الاعتبار أنه ليس بوسعنا استعمال الوصفات القديمة، ومن ثَم فإن كل شيء يحتاج إلى إعادة تشييد، وماكرون هنا يحاول تجديل العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل، من خلال تمييز نفسه عن المنحرفين، وعن الرجعيين، وعن الذين يعتقدون أن كل شيء في الماضي أفضل.

يتبنى ماكرون موقف كاميي الذي صرح به من استكهولم بمناسبة حصوله على جائزة نوبل عام 1957. يقول كاميي: إن مهمة جيله الذي أخفق في إعادة بناء العالم هي “منع العالم من الانهيار”. ماكرون يعيد فتح أبواب المستقبل من خلال منحه كل الاهتمام اللازم للعمل وللزمن السياسي، مع الإرادة في ترميم مناخ الثقة بين المواطنين وممثليهم بفضل عملية تمفصل أفضل بين رأسية وأفقية تتيح تحقيق ثورة ديمقراطية حقيقية. إنَّ ماكرون، يضع نفسه، بجسارة، ضمن أنصار السيادة الأوروبية من خلال الدعوة إلى إعادة تأسيس أوروبا في زمن الانكفاءات الهوياتية، ساعيًا -عبر هذه الدعوة- إلى تقديم تصور اجتماعي وتاريخي جديد يجعل التفكير ممكنا في وجود كينونة مشتركة منفتحة على العالم، وعلى الغيرية، وعلى التبادل الثقافي.

جان لوي شليجيل: يبدو أنَّ مقولة “وفي الوقت نفسه”[2] التي جاءت ضمن برنامج إيمانويل ماكرون، في بداية رئاسته على أية حال، تميل نحو اليمين، في حين أن ريكور بقي “يساريا” حتى آخر حياته، لم يكن بالتأكيد حزبيًّا ولكنه بقي متضامنًا مع اليسار في جميع التزاماته ودعواته العامة.

في الأساس يظهر ذلك جليًّا في كتابه “التاريخ والحقيقة” الذي يعدُّ من أوائل كتب ريكور (1955) إذ يقدم في هذا الكتاب تأملًا جوهريًّا حول “السياسي”، مثلما أنه في آخر كتبه (الفلسفة، الإيتيقيا، والسياسة)، الذي صدر بعد وفاته في عام 2017 والذي تضمن مجموعة من المقابلات التي أجراها ريكور خلال العشرين سنة الأخيرة من حياته (من ضمنها مقابلة رائعة أجراها معه صحفي جريدة الإنسانية L’Humanité أرنو سبير في عام 1994) حيث كانت هواجس العدل والمساواة والإقصاء حاضرةً بقوة في هذه المقابلة. إن التنافر بين الفيلسوف والرئيس ينعكس -من دون أن يكون ثمة ما يدعو للدهشة- على شبكات التواصل الاجتماعي؛ حيث تمكنتُ أكثر من مرة -برغم أن ذلك متعجل وساذج إلا أنه ذو دلالة- من قراءة مقولات مثل: “ولكن ما الذي كان سيقوله ريكور إزاء السياسة الاقتصادية والاجتماعية التي يتبناها ماكرون والتي يُنظر إليها على أنها ليبرالية وتقف في صف الأثرياء”؟

ومع ذلك، وباستثناء اتخاذ إجراء سياسي لا يطاق، وللسبب المشار إليه أعلاه ولوعي ريكور وإدراكه للصعوبة الشديدة لممارسة السلطة اليوم، فإنه كان سوف يرفض بلا شك التعليق (التعقيب) على السياسة التي يتبناها ماكرون فعليًّا. ولا أستبعد أن يحتفي ببعض الإجراءات (ولكني لا أرغب بالمخاطرة في الحديث عوضًا عنه)، وفي كل الأحوال لن يعد ريكور نفسه (أبًا له في السياسة)، مثلما أن ماكرون لا يعتبر نفسَه “ابنه” الذي يرتبط بخطابه.

سواء تعلق الأمر بتفكيره الإيتيقي، أو بآثاره الفلسفية، بماذا نَدين لـ بول ريكور؟ من وجهة نظركم، ما أبرز مظاهره الفكرية التي بقيت وأثمرت؟

ميخائل فُسيل: لا يمكن تبنِّي أطروحات ريكور دون العناية بمنهجه. لقد قدم لنا رؤى أصيلة حول مسائل الشر، واللغة الشعرية، والسلطة أو الذاكرة، ولكن باتباع منهج لم يَحِد عنه. وهو سبر أغوار المواقف المتناقضة من أجل اقتراح أطروحة بديلة. إنَّ الأمر يتعلق بمنهج معضلاتي (Aporétique) يقوم على تفعيل الحوار بين مفاهيم متضادة، فعلى سبيل المثال، نجدُ أن الزمن والسرد ينفتحان على التعارض بين الزمن الموضوعي للعالم، وبين الزمن الذاتي للروح. من هذا المنطلق، يقدم لنا ريكور حلًّا فريدًا للخروج من المعضلة وهو أن (التجربة الإنسانية للزمن في هذه الحالة تمر بعملية تسريد، السرد). إن هذا الحل ليس مزيجًا من الأطروحات المتعارضة؛ والسبب أن ريكور ليس المفكر التوفيقي لـ “في الوقت نفسه”، ودائمًا ما تأتي لحظة في خضم هذه الحوارات يسلط ريكور عليها الضوء ليحسم من خلالها موقفه من هذه المعضلة، وذلك بقوله، كما هو مُلاحظ في مواقف عديدة: “هذا موقفي”. ونفهم من هذا أن الفلسفة ليست مكونة فقط من أحكام توليفية، ولكنها تتضمن تأكيدًا تكشف فيه عن مسؤوليتها الخاصة.

إن أفضل ما في ريكور يكمن في نهجه في التعامل مع الصراع، وجهًا لوجه، لأجل استيعابه ولجعل موقفه فريدًا من نوعه.

فرنسوا دوس: بادئ ذي بدء، عقلية التصرف التي تعكس ما يجمعنا، وكذلك الجاهزية والانفتاح الفكري القادرة على استقبال جميع المعارف لإيضاح العمل. كما أننا -وعلى وجه الخصوص- مدينون له بنهجه الذي يكمن في التفكير في الطرق المسدودة عبر تجاوز التقليل من المعضلات.

نتقاطع هنا مع عبارة “في الوقت نفسه” ليس بوصفها فكرًا توفيقيًّا وناعمًا ولكن على النقيض من ذلك بوصفها فكرًا يمسك بطرفي التوتر لكي يكشف عن مشروع للمستقبل. إن بول ريكور يقدم لنا وساطات غير مكتملة تتيح لنا الهروب من البدائل الزائفة. وبذلك يكون قد طرح لنا مفاهيم مزدوجة تصحح لبعضها البعض تجاوزاتها. فعلى سبيل المثال هناك: العمل ولكن بالكلام، النقد ولكن مع الاقتناع، الإيتيقيا مع الأخلاق، الحب مع العدل، التاريخ مع الذاكرة، الأيديولوجيا مع الطوباوية [المدينة الفاضلة].

وتظل بوصلة بول ريكور ثابتة دائمًا نحو المستقبل، نحو أفق التوقع الذي سوف يتم تشييده، نحو مشروع يجب إعادة تعريفه، ونحو أمل علينا إيجاده في مستقبل مختلف وتحرري، ونحو مدينة فاضلة ملموسة يجب إعادة تشييدها.

جان لوي شليجيل: يعمد ريكور مرارًا وتكرارًا إلى “استنطاق الفكر” و “التفكير”، بكل ما لهذه الكلمة من معنًى، حول مسائل متعددة تهمنا، ويعتمد عليها مصيرنا ولكنها مترعة بـ “المعضلات” واللايقينيات. أشير هنا إلى: تأويل النصوص، والروابط بين العدل والمساواة، وبين ما هو مشروع وما هو حسن، مع قلق دائم في التفكير في الـ “الوساطات” التي يلومه عليها البعض أو لا يطيقها. والحق أنه في الوقت الذي وقفنا فيه على كثير من “التفكيك” نجد -بمعنى من المعاني- أنَّ ريكور -ومن دون الوقوع في شرك التبسيط- “يشيّد”، وفي عالم “مُدمَّر” من جميع الجوانب، كثيرون من يجدون أنفسهم معه.

 

 


[1] . قد يكون من المفيد الإشارة إلى أن المترجم بصدد ترجمة مقال نشره فرنسوا دوس في صحيفة اللوموند (أحد الذين شاركوا في هذا النقاش ) بعد ثلاث سنوات مما طرحه في هذه الطاولة المستديرة. عنوان المقال: “يا إيمانويل، حديثك حول الهجرة يسهم في عدم اندماج هؤلاء السكان المُتعبين.”. لافت جدًا حجم تحولات خطاب دوس تجاه ماكرون في هذا المقال. (المترجم).

[2]. “في نفس الوقت” مقولة اشتهرت على إثر استعمال ماكرون لها بشكل لافت أثناء حملته الانتخابية، وبعد ذلك في خطاباته الرئاسية. يرى كثير من المتخصصين (في الفكر والسياسة والإعلام  ) أن هذه العبارة تحيل إلى تموضع ماكرون السياسي، وأن تمسك ماكرون بهذه العبارة نابع من قناعته بأن هذه العبارة “تحمل دلالة سببية معقدة مرتبطة بسلوك ينزع إلى نسبية الأشياء. عندما تعرض ماكرون للسخرية على إثر استعماله لهذه العبارة طلب من أتباعه تكريس استعمالها ورد بقوله: ” سوف استمر بالتلفظ بها واستعمالها في عباراتي وفكري لأن ذلك يعني أننا نأخذ بعين الاعتبار المبادئ التي تبدو متناقضة.” (المترجم)

 

المصدر: الجمعة، 1 ديسمبر 2017، صحيفة L’Humanité

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى