إنّ الإرث التحليلي في الفلسفة حَرِيٌّ أن ينظر إليه باعتباره قد أسهم في تنشيط المذهب الريبيّ الفلسفيّ، بغية إرساء الأساس لنظرية طبيعانية في الأحاسيس والمواقف البشرية. تحمل تلك النظرية أوجه شبهٍ لافتة بمحاولات أسبق في تاريخ الفكر السياسي سعت لبناء نظرية في العقل العمليّ الإنساني، مع تضمينات تتعلق بفَهْم النظام الاجتماعي. صارت فلسفة التحليل، لا سيّما في فلسفة فيتغنشتاين المتأخر، نوعًا من الرطانة السياسية المُبسطة؛ فمن ناحية، كان أتباع فيتغنشتاين من الفلاسفة مدفوعين لإعادة بناء نظرية، من مادة التحليل اللغوي والتجريبية الحديثة، في الأحاسيس الأخلاقية والعقل العمليّ، نظرية من النوع الذي يحمل تشابهًا لا يخفى مع الفكر الاجتماعي والسياسي المميّز للتنوير.
لتحميل الورقة :الألم، والفلسفة التحليلية، والتاريخ الفكري الأمريكي – منصة معنى