أوراق ودراسات

هل يستعمل القرآن الكريم كلمة «الملائكة» استعمالًا لاتينيًا؟ – رضا زيدان

ثمّة غموض محيّر يحيط بالجذر اللغوي لكلمة “المَلَك” قديمًا وحديثًا، عربيًا وغربيًا، ففي معاجمنا القديمة اختلف كبار علماء العربية في جذر الكلمة، لذلك أُعيد الخلاف نفسه على يد المعاصرين العرب لكن بإدخال بُعدٍ آخر في البحث وهو بحث الجذر في اللغات السامية. أما البحث الغربي فقد حاول معظم المستشرقين البحث عن أصل غير عربي للكلمة، سواء كان عبريًا أو حبشيًا أو غير ذلك، خلافًا لمقالة صغيرة لبونسكي Paulo Boneschi تنتهي بإيجاز شديد إلى عربية الكلمة، إلا أن أهم إسهام حديث في هذا الموضوع هو ورقة لبيرج S.R. Burge في عام 2008 عن معنى كلمة “الملائكة”، حيث تجاوز المؤلف مسألة الجذر اللغوي ودلّل على ملاحظة ملفتة للنظر، وهي أن استخدام القرآن والنصوص العربية الكلاسيكية لكلمة الملائكة أقرب للاستخدام اللاتيني من الاستخدام السامي!، فوفقا للاستخدام اللاتيني لا تكون الرسالة من المعاني الأساسية للكلمة.

يقدّم هذا البحث ردًا على ورقة “بيرج”، من خلال إظهار أن لكلمة الملائكة جذر عربي مركّب، وذلك في ضوء ثلاث لغات سامية: الأوغاريتية، والعبرية، والأكادية، لكن قبل ذلك يعرض إشكالات الجذرين المقترحين من القدماء.

وهدف البحث هو إثبات أن الجذر الذي نقترحه يحلّ الإشكالات القديمة، ويدفع النتيجة الغريبة التي انتهى إليها “بيرج”. أما من الناحية التطبيقية، ففي ضوء نتيجة البحث يتناول المسألة الشهيرة: “هل إبليس كان من الملائكة؟” بشكل مختلف، ويقترح ترجمة لكلمة “ملكين” في قوله تعالى “إلا أن تكونا ملكين” [الأعراف: 20] غير الترجمة المعتمدة.

 

للتحميل: هل يستعمل القرآن الكريم كلمة الملائكة استعمالًا لاتينيًا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى