المقدمة
لا شكّ أنّ العصر الذي نعيش فيه الآن هو عصر التكنولوجيا، وعصر الذكاء الاصطناعي بالدرجة الأولى: فقد تطورت التقنية في القرن العشرين بشكلٍ لا مثيل له عن أي عصرٍ آخر، وقد صاحب هذا التطور تعقيدًا في حياتنا وتصرفاتنا ومحيطنا الاجتماعي، بل أفضى الأمر إلى تحكم التقنية في البشر على المستوى الجسدي والعقلي. ما أسهم في ازدياد اغتراب الإنسان بسبب خضوعه لمؤثراتٍ خارجية. ولم تفلح التكنولوجيا حتى الآن في حلّ المشكلات الأساسية للإنسان.
وقد تنبّه العديد من الفلاسفة مؤخرًا إلى خطورة هذا الأمر، حيث بحثوا في المخاطر الوجودية التي تهدد الإنسان في ظل التزايد الرهيب للتطور التكنولوجي، وعمليات خلق الذكاء الاصطناعي.
إذا كان العلم في العصر الحديث قد حمل للإنسان طوق النجاة من الخرافات والاستبداد والتبعية، فإن التكنولوجيا في الحقبة المعاصرة تكاد تُودي به في غيابة الجب. إذ مع بزوغ الثورة العلمية في العصر الحديث ومع تزايد الاكتشافات التي حملتها، وتطبيقاتها المعاصرة التي أثمرت لنا التكنولوجيا، واجه الإنسان مسائل وقضايا جديدة. وعلى هذا النحو ظهرت فلسفة التكنولوجيا التي تهتم بالمسائل والقضايا والمشكلات العامة للتقنية والآلة، ومن ثمّ كنا أمام مجال جديد يُسمى بـ«أخلاقيات الآلة»، وبدأت التساؤلات تظهر: هل يمكن النظر إلى الثورة العلمية وتطبيقاتها باعتبارها طوق نجاة بشكلٍ مطلَق أم أنها ستثمر عن مخاطر وسلبيات لا يمكن تجاهلها؟ وما انعكاس ذلك، سلبًا أو إيجابًا، على مسار التقدم ومستقبل الحضارة في ظل هذا العصر؟
1- مسارات التقدّم ومثالب التطور التكنولوجي
ازداد اغتراب الإنسان المعاصر وخضوعه لمؤثرات خارجية، ولم تفلح التكنولوجيا في القضاء على مشكلات الإنسان بل زادتها وعمّقتها وأفرزت لنا أزمة الإنسان، وهي أزمة احتلت مكانة مهمة في نظر العديد من الفلاسفة، الذين اهتموا بوضعية الإنسان في عالمنا المعاصر وافتقاره إلى الإرادة والخيارات الحرّة رغم التقدّم العلمي والصناعي والتكنولوجي.
أ– تطوّر الآلة ونشوء فلسفة التكنولوجيا
إذا كان القرن العشرون هو عصر التكنولوجيا بامتياز، فإن الاهتمام بفلسفة التكنولوجيا هو اهتمام حديث نسبيًا؛ فقبل الحرب العالمية الثانية لم يكن تناول قضية التكنولوجيا من نصيب الفلاسفة والمفكرين بقدر ما كان من نصيب الشعراء والفنانين، ولا شك أن التقدّم التكنولوجي المتزايد منذ الثورة الصناعية قد توافق مع سيطرة الإنسان على الطبيعة والنزعة التفاؤلية لعصر التنوير الأوروبي، كما ساهمت نظريات التطور الاجتماعية والبيولوجية في القرن التاسع عشر في تنبيه الأذهان إلى توقع حدوث تطور مادي تكنولوجي بعيد المدى يؤثر بدوره على التقدّم الاجتماعي والأخلاقي والثقافي للجنس البشري. (الجزيري، 235). غير أن هذا لم يحدث للأسف.
وفي هذا الصدد يشير كارل ياسبرز إلى أنّ المشكلة المتعلقة بحالة البشرية ازدادت إلحاحًا منذ منتصف القرن التاسع عشر، وقد سعى كل جيل من الفلاسفة إلى حلّ هذه المشكلة من منظوره، خاصة مشكلة وجودنا الروحي والعقلي. وقد بدت هذه المشكلة للعيان وواضحة للجميع منذ الحرب العالمية الثانية. فمتى نظرنا إلى الإنسان في الحضارات القديمة سنجده قد اقتصر على محاولة تكييف نفسه مع الحياة كما وجدها، دون أن يرغب في تغييرها جذريًا، ومن ثمّ فإن أنشطته وفعالياته اقتصرت على محاولة تحسين وضعه وسط ظروف بيئية اعتُبرت غير قابلة للتغيير إلى حدٍّ كبير. وفي ظل هذه الظروف، كان لديه ملاذ آمن، مرتبط بعالم السماء. والعالم الأرضي هو عالمه الخاص، على الرغم من أنه لم يكن له أي اعتبار، لأنه بالنسبة له كان الوجود الحقيقي موجودًا فقط في عالمٍ مفارق (ياسبرز، 1).
وبالمقارنة بعالمنا المعاصر، فإن الإنسان اليوم قد اقتُلع من جذوره، بعد أن أدرك أنه موجود في ظلّ أوضاع متغيرة وغير محددة تاريخيًا. من هنا بدا الأمر كما لو أن أسس الوجود قد تحطمت، ولهذا السبب بدت أسس الحياة ترتعش من تحت أقدامنا؛ وهذا هو السبب في أننا نعيش في عالمٍ متحرك، ومتغير، ومتدفق، وبموجبه تفرض المعرفة المتغيرة تغييرًا في الحياة ولذا فإن تغيير الحياة يفرض تغييرًا في وعي الإنسان العارف. إن هذه الحركة، وهذا التدفق، وهذه العملية غير الثابتة، تكتسحنا في دوامة من الغزو والخلق المتواصل، من الخسارة والربح، حيث ندور بشكلٍ مؤلم، خاضعين بشكلٍ رئيس لقوة التيار (ياسبرز، 2).
وقد ازدادت وضعية الإنسان سوءًا وتعقيدًا مع الثورات العلمية الحديثة والتطور التكنولوجي السريع في الحقبة المعاصرة، وانعكست الثمار المرّة للتكنولوجيا على شتى جوانب الحياة الإنسانية والاجتماعية. ما يشير إلى أن التطور التكنولوجي الذي شهده القرن العشرون اتخذ من الآلة سيدًا مطاعًا، وهو ما يُنبئ بتدمير الإنسان ذاته وقدرته على الفعل.
وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلّ على أن التكنولوجيا قد بدأت بالفعل تتحول من أداةٍ للتقدّم الحضاري والمجتمعي إلي وسيلة لدمار الحضارة والإنسان والبيئة. وهكذا فإن السؤال الذي طرحه برتراند راسل في عام 1963، في ذروة الحرب الباردة والمواجهة النووية، يبدو أكثر أهمية من أيّ وقتٍ مضى، ويتمثّل هذا السؤال في: هل هناك مستقبل للإنسان؟ وهل يعدّ الخيار بين الاستدامة والانقراض أساسًا لإطار مستقبلنا المشترك، أم هل توجد خيارات أخرى؟ (بريدوتي، 19-20).
ب – تلاشي الإنسان ودقّ ناقوس الخطر
إن الأزمة التي تسببت فيها التكنولوجيا متعددة الأوجه وتمس كل جانب من جوانب حياتنا: صحتنا، وسُبل عيشنا، ونوعية بيئتنا وعلاقاتنا الاجتماعية، واقتصادنا، وتقنيتنا، وسياستنا؛ باختصار: بقاؤنا ذاته على هذا الكوكب. على سبيل المثال، لقد قامت دول العالم، منذ أواخر القرن العشرين، بتخزين أكثر من 50000 رأس نووي، وهو ما يكفي لتدمير العالم بأسره عدة مرّات، واستمر سباق التسلح وما زال بسرعة ثابتة. وبينما يبلغ الإنفاق العسكري في جميع أنحاء العالم أكثر من مليار دولار يوميًا، يموت أكثر من خمسة عشر مليون شخص من الجوع سنويًا؛ إذْ يموت اثنان وثلاثون شخص كل دقيقة، ومعظمهم من الأطفال. ومما يزيد الواقع سوءًا أن البلدان النامية تنفق على التسلح أكثر من ثلاثة أضعاف ما تنفقه على الرعاية الصحية. وبينما نجد أن خمسة وثلاثين في المائة من البشر يفتقرون إلى مياه الشرب الصحية، ويعمل ما يقرب من نصف العلماء والمهندسين في تكنولوجيا صنع الأسلحة! أما الاقتصاديون فمهووسون ببناء اقتصاديات تقوم على نموّ غير محدود، وبينما تتضاءل مواردنا المحدودة بسرعة؛ تقوم الشركات الصناعية بإلقاء النفايات السّامة في مكانٍ آخر، بدلاً من تحييدها (سبريتناك، وكابرا، ن).
ومن هذا المنطلق فإن الأزمة التي يعيشها الإنسان المعاصر هي أزمة شاملة ونابعة من عدة أسباب، على رأسها خطط إعادة التسلح، التي تفضي في نهاية المطاف إلى الإبادة، باعتبارها المرحلة الأخيرة من الحضارة الصناعية. ولا تشير الإبادة هنا إلى التدمير العسكري أو إلى القنبلة النيوترونية، إنما تشير إلى مآل الحضارة الصناعية ككل وإلى العديد من جوانبها، وليس فقط الجوانب المادية رغم أن الأخيرة هي التي تفرض سيطرتها على العيان. وفي ضوء هذه الأوضاع، نكون بإزاء: «منطق إبادة الذات» (Logic of Self-Extermination)، الذي يشير إلى «التصميم المتزايد لعملية الإبادة، والخلل الوظيفي الأخير للبشرية، وتدميرها الذاتي التام»: فقد ازداد عدد المنبوذين والبؤساء بشكلٍ لا يُصدق مع انتشار الحضارة الصناعية والتكنولوجية، ولم يسبق في التاريخ كله أن تم التضحية بالكثير من الناس الذين يعانون من الجوع والمرض والموت المبكر كما هو الحال اليوم. ولا يتزايد عدد هؤلاء فحسب، بل تتزايد أيضًا نِسْبَتهم من البشرية جمعاء. وكنتيجة لا يمكن فصلها عن التقدّم التكنولوجي والعسكري والاقتصادي، فإننا نعمل على تدمير الكائنات الحيَّة وبيئتها التي تحمينا وتبقينا على قيد الحياة. (باهرو، 19).
هكذا فبالرغم مما أنتجه التطور التكنولوجي من فضاءاتٍ جديدة وتقريبٍ للمسافات بين الأفراد والشعوب، فإنه أتى بنتيجة عكسية. ومن ثمّ سرعان ما اهتزت الثقة في إمكانيات التكنولوجيا: فبعد أن كانت ثقة مطلَقة لا حدود لها، أصبحت ثقة محدودة تبعث على الشك أكثر مما تبعث على اليقين، ومن ثم بدأ التوتر بين الوعي بحدود التقدم وبين الفكرة التقليدية عن إمكانية تحقيق تقدّم مستمر، وطفت إلى السطح مشكلات عديدة؛ كنقص الموارد، وسباق التسلح، والتنبؤ أو العلاقة بين الكائنات الحية وبيئتها. ومثل هذه المشكلات أوجدت ما يشبه السخط أو التذمر تجاه مسئولية التكنولوجيا (الجزيري، 235-236)، على تدمير العالم، خاصة مسؤوليتها عن الأزمة البيئية وتغير المناخ، التي تمثّل التحدي الوجودي الأخطر الذي يواجه الإنسان والبيئة، وكذلك مسؤوليتها عن تدمير الروابط المجتمعية وعن دمار جزء كبير من إنسانيتنا، وبل تهديدها الجنس البشري بأكمله بالفناء.
من هذا المنطلق نزع معظم الفلاسفة المعاصرين إلى تناول العلاقة المتوترة بين الإنسان والآلة، وهذا ما يظهر عند كل من أورتيجا أي جاست (Ortega y Gasset)، وكارل ياسبرز (Karlr Jaspers)، وبيرديائف (Nicolas Berdiaev)، وجابريل مارسيل (Gabriel Marcel)، وهيدجر. عند هؤلاء وغيرهم يتبدى الإحساس العميق بالقلق تجاه الحفاظ على ذاتية الإنسان واستقلاليته في مواجهة التكنولوجيا. على سبيل المثال، نلمس عند كارل ياسبرز إدانة شاملة للتكنولوجيا في ضوء ما أدّت إليه من تحوّل الإنسان إلى مجرد وظيفة من الوظائف العاجزة عن أن تجد سبيلاً إلى العلو الجدير بالوجود الإنساني الأصيل.
أما بيرديائف فنجده في العديد من مؤلفاته يدين التكنولوجيا التي قُصد بها أن تكون طريقًا للتحرّر، فإذا بها تتخذ كيانًا موضوعيًا مغتربًا عن الوجود الإنساني.
ويتخذ الاهتمام بالتكنولوجيا بعدًا أنطولوجيًا عند «هيدجر» من خلاله اتجاهه إلى البحث في الوجود العام، حيث يرى أن التكنولوجيا المعاصرة تتحدى الطبيعة وتدمرها وتسلبها ما تنطوي عليه من طاقات يمكن تخزينها ونقلها؛ الأمر الذي ينعكس بالسلب على الإنسان، ويخلق علاقة متوترة بين الوجود الإنساني وبين الآلة أو التكنولوجيا (الجزيري، 248-253).
كذلك فقد انطلق الفيلسوف الفرنسي جاك إيلول في مناقشة القضايا المتعلقة بالتقنية ومدى تأثير وطغيان التكنولوجيا الحديثة على المجتمع، حيث ندد بالآثار السلبية للتكنولوجيا بسبب الاعتماد المتزايد عليها في الحياة اليومية. وعلى الرغم من إقراره بالمنافع التي تقدِّمها التكنولوجيات الحديثة، فقد قال إنه يوجد دومًا ثمنٌ ينبغي على المجتمع سداده مقابل تبنِّيها؛ حيث يعتقد إيلول أن كل ابتكارٍ يخلِّف «آثارًا مؤذيةً لا سبيلَ لفصلها عن الآثار المحبَّبة». ويرى كذلك أنّ هذه القوى «عناصرُ متضادة متصلة دومًا على نحوٍ يتعذَّر معه فَصْلُها»، مضيفًا أن تبنِّيَ المجتمع للتكنولوجيا (بالمعنى الشامل لها الذي عرَّفَه) «يطرح مشكلات أكثر من المشكلات التي يحلّها»، وأن «كلَّ تقنيةٍ تنطوي على نتائج غير منظورة» (سيل، 50-51).
وهكذا في ضوء الاهتمام بالعلاقة بين الإنسان والآلة، انطلق العديد من الفلاسفة في التنديد بمساوئ التكنولوجيا ونقد الآلة. وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل عن: مسار عمل التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في عالمنا المعاصر؟
ج – طبيعة عمل الروبوتات والذكاء الاصطناعي فائق الذكاء
يشير «نيك بوستروم»([1]) إلى أن ثمّة أربعة مسارات أو طرق يمكن أن يعمل من خلالها الذكاء الاصطناعي أو الآلات فائقة الذكاء، وهذه المسارات الأربعة مرتبطة ببعضها بعضًا، وتقدّم الطرق الثلاث الأولى منها مجموعات مختلفة من المزايا والعيوب من حيث الأساليب البديلة لمشكلة التحكم، وهي على النحو الآتي:
الطريقة الأولى: طريقة «التنبؤات» Oracles
وتعني أن الذكاء الاصطناعي سيكون قادرًا على الإجابة عن الأسئلة، بلغةٍ طبيعية وبقدر جيد من الدقة. ويمكن لهذه الوسيلة التي تقبل أسئلة بنعم أو لا فقط أن تنتج أفضل تخمين لها، أما الوسيلة التي تقبل الأسئلة المفتوحة فقد تحتاج إلى بعض المقاييس التي يمكن من خلالها ترتيب الإجابات الصادقة المحتملة من حيث المعلوماتية أو الملاءمة. وفي كلتا الحالتين، يعد بناء التنبؤات التي لديها القدرة العامة الكاملة على الإجابة على أسئلة اللغة الطبيعية المشكلةَ الأولى في الذكاء الاصطناعي. وإذا كان بالإمكان فعل ذلك، فمن المحتمل أيضًا أن يبتكر البشر ذكاءً اصطناعيًا لديه قدرة جيدة على فهم النوايا البشرية وكذلك التعبيرات البشرية.
الطريقة الثانية: طريقة «الجِنِّيّ» Genie
وهي نظام لتنفيذ الأوامر، حيث يتلقى الذكاء الاصطناعي أيّ أمر، وينفذه، ثم يتوقف مؤقتًا في انتظار الأوامر التالية. وعلى الرغم من أن هذه الطريقة قد تبدو وكأنها مختلفة جذريًا لما يجب أن يكون عليه الذكاء الخارق وما يجب أن يفعله مقارنة بالطريقة الأولى، إلا أن الاختلاف ليس عميقًا كما قد يبدو للوهلة الأولى. إذ مع طريقة الجني، يضحيّ المرء بالفعل بالخاصية الأكثر جاذبية لطريقة التنبؤ. فبينما قد يفكر المرء في اختراع جني أو مارد يمكنه فقط إنشاء أشياء معينة حسب الأوامر، سيكون من الصعب أن تكون لدينا ثقة كبيرة في هذه الطريقة التي تحوي معالجات ومواد بناء متعددة الاستخدامات.
الطريقة الثالثة: طريقة «السيد» أو «صاحب القرار» Sovereign
وتعني أنه يمكن تحديد هدف أو مجموعة أهداف لتحقيقها من خلال الذكاء الاصطناعي، وبعدها يمكن أن نمنحه الصلاحية بالعمل، واتخاذ القرارات لتحقيق الهدف أو الأهداف بأفضل الطرق. ولذا فإن الاختلاف الحقيقي بين الطوائف الثلاث لا يكمن في القدرات النهائية التي سيفتحونها. بدلاً من ذلك ، ينحصر الاختلاف في الأساليب البديلة لمشكلة التحكم.
الطريقة الرابعة: طريقة «الأداة» Tool
وهي أفضل الطرق وأكثرها أمانًا في رأي «بوستروم»، إذ هنا يكون الذكاء الاصطناعي بمثابة أداة أو آلة وليس قوة أو فاعل كالإنسان، مثل نظام التحكم في الطيران، وصناعة مساعدات افتراضية أكثر مرونة وقدرة. وعليه فإن هذه الطريقة لا تثير أية مخاوف تتعلق بالسلامة، أو أية مخاطر وجودية، أو أية تحديات مبدئية لصنعه (بوستروم، 2014، 145-153).
2- الحضارة الصناعية وعصر المحاكاة الآلية
إن التطور الهائل للتكنولوجيا وصناعة الآلة، وتعقيد تقنياتنا الذكية المشتركة، يمثّل صلب التحول إلى «ما بعد المركزية البشرية» في الحضارة المعاصرة.
أ- محددات النجاح الحضاري
تُعد «أخلاقيات الآلة» جزءًا من أخلاقيات الذكاء الاصطناعي المعنية بإضافة أو ضمان السلوكيات الأخلاقية للآلات التي صنعها الإنسان، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، وتختلف عن المجالات الأخلاقية الأخرى المتعلقة بالهندسة والتكنولوجيا، فلا ينبغي الخلط مثلاً بين أخلاقيات الآلة وأخلاقيات الحاسوب، إذ تركز هذه الأخيرة على القضايا الأخلاقية المرتبطة باستخدام الإنسان لأجهزة الحاسوب؛ كما يجب أيضًا تمييز مجال أخلاقيات الآلة عن فلسفة التكنولوجيا، التي تهتم بالمقاربات الإبستمولوجية، والأنطولوجية، والأخلاقية، والتأثيرات الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية الكبرى للممارسات التكنولوجية على تنوعها. أما أخلاقيات الآلة فتعني بضمان أن سلوك الآلات تجاه المستخدمين من البشر، وربما تجاه الآلات الأخرى أيضًا، مقبول أخلاقيًا. الأخلاقيات التي نعنيها هنا إذن هي أخلاقيات يجب أن تتحلى بها الآلات كأشياء، وليس البشر كمصنعِّين ومستخدمين لهذه الآلات! (عثمان، 2012).
وبالنسبة لعلاقة الإنسان بالآلة، فقد أُثيرت بعض القضايا المهمة حول درجة الاستقلالية الذاتية التي توصّلت إليها الروبوتات الصناعية. الأمر الذي يدعو المجتمع إلى ضرورة وضع قواعد جديدة لإدارتها. فعلى النقيض من رؤية الحداثة للروبوت باعتباره خاضعًا للإنسان، نواجه الآن وضعًا جديدًا، ما يجعل التدخل البشري هامشيًا إِنْ لم يكن غير ذي قيمة تمامًا.
الروبوتات أصبحت أكثر استقلالية؛ ففكرة الآلات التي يتحكم فيها الكمبيوتر، والتي تواجه القرارات الأخلاقية، تنتقل من عالم الخيال العلمي إلى العالم الواقعي. وتشترك معظم هذه الروبوتات الجديدة في ميزةٍ أساسية: حيث أصبح من الممكن تقنيًا، ومن خلال الروبوتات، الاستغناء عن الإنسان لاتخاذ القرارات على المستويين التشغيلي والأخلاقي. وفي ضوء هذا يمكن أن يتغيّر دور الإنسان من صانع القرار إلى مشغّل القرار، ويراقب الروبوتات في عملها عوضًا عن التحكم بها (بريدوتي، 58).
في هذا الصدد يشير «والتر باجت»([2]) منذ أكثر من مئة وخمسين عامًا في كتابه «الفيزياء والسياسة» إلى محددات النجاح الحضاري؛ حيث يذهب إلى أن الحضارات إذا كانت تريد التقدّم والمحافظة على نفسها، فإن من الضروري أن تقاوم التقاليد والأعراف المتشددة وأن تتجاوز الطرق البدائية والعسكرية التي اضطرتها الطبيعة إلى أن تسلكها للحفاظ المادي على نفسها في المراحل الأولى للحضارة. وإذا كانت بعض المجتمعات قد نجحت في ذلك، فإن البعض الآخر لم يستطع الوصول إلى هذه المراحل المتقدمة في سلّم التقدّم الحضاري. وفي ضوء ذلك فإن التقدّم الحضاري يعتمد على الفعل القائم على فكرة المنافسة بين المجتمعات والتغلب على الظروف المحيطة (باجت، 12-13 32-33).
وبغض النظر عن النزعة العنصرية التي تصطبغ بها آراء باجت، ورغم تأثره الشديد بنظرية التطور عند داروين، فإن الشيء المهم في حديثه هو منظوره للربط بين الفيزياء والسياسة؛ فكما أن التغيير في القوانين العلمية التي يكتشفها العلماء حول الطبيعة يأتي بشكل تدريجي، كذلك الأمر في السياسة؛ وعليه، فإن أصل السياسة لن يبدو في جوهره تغييرًا كبيرًا؛ على أقل تقدير في المراحل الأولى لهذا التغيير؛ لأن المهم هو تجاوز الأعراف والتقاليد السياسية التي تقف حائلًا دون التطور، والاتجاه إلى قيم الليبرالية الحديثة المنفتحة والقابلة للتجدد باستمرار (باجت، 17).
وإذا كان التقدّم لا يأتي دفعة واحدة، فكيف الحال ونحن في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؟
ب- السيناريوهات المستقبلية للحضارة
يشير «نيك بوستروم» (2003، 243) إلى وجود سيناريوهات أو افتراضات أو احتمالات عديدة لمسار الحضارة في عالم اليوم، لكنه يقدّم ثلاثة افتراضات مؤكدًا بأن واحدًا منها على الأقلّ يظلّ صحيحًا، وهي على النحو الآتي:
الاحتمال الأول: من المرجح إلى حدٍّ كبير، لأيّ سبب من الأسباب، أن ينقرض الجنس البشري قبل أن يصل إلى مرحلة «ما بعد الإنسان» أيّ قبل أن تتمكن الحضارات المتقدمة وغير المتقدمة من بناء أجهزة وآلات ضخمة لديها القدرة والإمكانيات التكنولوجية لمحاكاة الواقع الذي نعيش فيه كلية بصورةٍ رقمية متطورة. وهذا السيناريو لا يمثّل مشكلة على الإطلاق ما دام أن البشرية ستفنى قبل أن تصل إلى المراحل الكبرى من التطور التكنولوجي الذي سيمكّنها من صناعة أجهزة محاكاة بديلة للبشر.
الاحتمال الثاني: من غير المرجح أن تقوم أيّ حضارة من الحضارات المتقدمة، التي بلغت ذروة التطور التكنولوجي، بإنشاء عدد كبير من عمليات المحاكاة (رغم قدرتها على ذلك) لأسباب أخلاقية، أو نفعية (الأخطار الناجمة عنها)، أو لعدم المبالاة أو لغير ذلك. لكن يبقى هذا الاحتمال مجرد ضرب من ضروب الخيال؛ لأنه يبتعد عمّا يقول به الواقع حاليًا، وعن نزعات الإنسان الأنانية. ومن ثم يأتي الاحتمال الثالث الأقرب للواقع الذي تؤكده الشواهد، لكنه يمثّل الاحتمال الأخطر والأكثر قسوة.
الاحتمال الثالث: من شبه المؤكد أننا نعيش بالفعل داخل عالم من المحاكاة بفضل القوة الحاسوبية الهائلة والمتطورة، خاصة وأن الحضارات كانت قد بدأت وما تزال ماضية في بناء هذه الأجهزة بفضل التطور التقني حاليًا. ونتيجة لذلك فإن العوالم الافتراضية ستتزايد بسرعة يومًا بعد يوم، وينسحب البساط من العوالم الواقعية حتى تتلاشى تمامًا.
وفي ضوء هذا الاحتمال الثالث، نكون بإزاء عالم اصطناعي يقوم على المحاكاة بالدرجة الأولى؛ بل إن الأجهزة الحاسوبية يمكن أن تصل إلى درجة محاكاة الوعي الإنساني. فإذا كان الافتراض الشائع في فلسفة العقل هو أن الإنسان يتميز عن غيره بمقوّم الوعي، وأن الحالات العقلية يمكن أن تتفوق على أي فئة واسعة من الأشياء المادية، فإن الأنظمة الحاسوبية في تطويرها للهياكل والعمليات الحسابية، يمكن أن تطور الوعي ذاته. فلا ينحصر تنفيذ هذه العمليات على الشبكات العصبية البيولوجية القائمة على الكربون داخل الجمجمة، إذ يمكن للمعالجات القائمة على السيليكون داخل الكمبيوتر أن تقوم أيضًا بهذه الوسيلة من حيث المبدأ (بوستروم، 2003، 244).
ومن هنا ربما كان هذا الموقف الأخير الذي أفضى بتوجه بعض الناس إضفاء النظرة الأسطورية على التكنولوجيا من خلال اعتقادهم بإمكانية اكتشاف تماثل وتطابق بين أجهزة الحاسب الآلية وبين العقول البشرية؛ فجهاز الحاسب الآلي قادر على الفعل، وعلى العديد من مظاهر السلوك الغرضي الشبيه بالسلوك الإنساني؛ وعليه، فهو قادر على الشعور، والوعي، والإحساس. ومن هذا المنطلق اتجه البعض إلى تقديم نظرة معرفية للسيبرنطيقاCybernetics باعتبارها تفسيرًا نظريًا لمعلومات الوعي في ضوء مصطلحات مادية جدلية، ونتيجة للتصرف الغرضي للحاسوب رأى بضعهم إمكانية تناوله باعتباره وسيلة عقلية من نوعٍ ما (الجزيري، 259).
ووفقًا لـ«بوستروم» فإن الاحتمالين الأوليين نسبة تحققهما قريبة جدًا من الصفر، ولذا فإن الاحتمال الثالث هو الأكثر صحة في ضوء الواقع المُعاش حاليًا، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الهائل في الأجهزة والتقنيات الحاسوبية الذي تعيشه المجتمعات الآن، الأمر الذي يؤكد أننا بصدد عالم يرتكز على الوسائل والتقنيات الإلكترونية القائمة على خلق محاكاة دقيقة للواقع الفعلي (بوستروم، 2003، 255). بيدَ أن هذا لا ينبغي أن يكون دافعًا للتشاؤم، إذ يعتقد «بوستروم» (2019) أن التكنولوجيا لن تعمل في المستقبل على تغيير العالم الخارجي فحسب؛ بل ستوفر أيضًا إمكانيات لتغيير الطبيعة الإنسانية، وذلك بواسطة توسيع قدراتنا البشرية.
إن هذا يعني أن فوائد التكنولوجيا قد تفوق المخاطر التي يمكن أن تنجم عنها، وكل ما في الأمر أننا بحاجةٍ إلى أخلاقيات جديدة للتعامل مع الآلة بغية التحسين الإنساني Human Enhancement؛ وعليه، فإن التساؤلات المهمة هي: كيف يمكننا تحسين أنفسنا؟ هل يجب أن نقتصر على الأساليب التقليدية مثل الدراسة والتدريب؟ أم يجب علينا أيضًا استخدام العلم لتعزيز بعض قدراتنا العقلية والبدنية بشكلٍ مباشر أكثر؟ (بوستروم، 2009، 1). إذ يتوجب علينا العمل الذي يمكن أن يعمل على تحسين القدرات البشرية، من خلال تطبيق الوسائل التقنية والتكنولوجية على البشر بغية إعداد أو تخليق كائن يتمتع بقدرة واحدة على الأقل من القدرات التي تسعى ما بعد الإنسانية إلى توزيعها بإنصاف على جميع أفراد المجتمع (ياسين، 44).
انطلاقًا من الاحتمال الثالث، لا ينبغي التنديد ومعارضة التكنولوجيا باعتبارها كارثة وتهديدًا للبشرية، إنما يجب دراسة المخاطر التي قد تنتج عنها حتى لا يصبح مصير الحضارة معتمدًا عليها. وهو ما يوجّب علينا الالتفات وبسرعةٍ إلى إمكانية تطويرها لنفسها لتتمكن في فترةٍ زمنية قصيرة من تجاوز ذكائنا البشري، وحتى لا تصبح مهيمنة وقوية ويصعب التحكم فيها، وحتى لا نكون أمام تهديد في شكل كارثة وجودية كنتيجة افتراضية لانفجار التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؛ إذْ يتمثّل الخطر الوجودي في التهديد بانقراض الحياة البشرية على سطح الأرض أو تدمير إمكاناتها بشكل دائم وجذري في المستقبل. وفي هذا الصدد لا يمكننا الافتراض بأن الذكاء الاصطناعي سيشارك الإنسان بالضرورة في عالم القيم العليا المرتبطة بحكمة الإنسان وتطوره الفكري، والاهتمام الخيري بالآخرين، والتنوير والتأمل الذاتي، والتخلي عن الاستحواذ المادي، وما إلى ذلك (بوستروم، (2014، 115-116).
الخاتمة
في ضوء ما سبق تتضح لنا أهمية الفلسفة في مواجهة الآثار السلبية للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على الحضارة الإنسانية، ونحن بحاجة، كما يقول د. صلاح عثمان، إلى أخلاقيات للتعامل مع الآلة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، حتى نواجه تحديات اتخاذ القرار؛ فالتكنولوجيا بطبيعتها محايدة، أو هي، في حدّ ذاتها، سلاح ذو حدين، والاستعمال البشري لها هو الذي يحدد الأوجه، والأبعاد المختلفة في حياة البشر سواءً بطريقة إيجابية بنّاءة أو بطريقة سلبية هدامة.
على سبيل المثال، فإذا كانت الآلات الضخمة والأسلحة التكنولوجية المعقدة يمكن أن تحقق المزيد من العنف والبطش والإرهاب، إلا أنها من ناحية أخرى تخلق نظامًا بين أنصارها من جنود وقادة يخضع الحياة العائلية ومختلف الأنشطة كاللعب والموسيقى إلى أهدافٍ وأغراضٍ عسكرية خالصة؛ عليه، يصح القول إنّ خطورة التكنولوجيا، وسلبياتها، وآثارها المدمرة تتوقف على الإيمان الأسطوري بالآلة، أو سيادة التقنية، ومن ثم تكتسب التكنولوجيا قيمة مطلَقة فتصبح أسطورة أو عقيدة لا تتزعزع متى نظرنا إليها في ضوء قدرتها المطلَقة على تحقيق المعجزات.
لذا تتضح لنا أهمية محاولات بعض النقاد والفلاسفة مثل لويس ممفورد لتحرير التكنولوجيا من الطابع الأسطوري عن طريق مناقشة القيمة الحقيقية لها في ضوء الواقع نفسه. فالقول بعجزنا أمام الآلات العملاقة مع تأكيد فائدتها المطلَقة هو قول أسطوري لا علاقة له بالواقع. ومن هذا المنطلق، يمكننا مواجهة التكنولوجيا ويمكننا أيضًا تحديد إمكانياتها الفعلية. فالتكنولوجيا في نهاية المطاف تعتمد على الإنسان، ولا يجب أن نضعها محله، فهي ما وُجدت إلا لأغراض إنسانية خالصة، وخضوع الإنسانية لما صنعته معناه تحولها من مجرد وسيلة إلى غاية مستقلة في ذاتها (الجزيري، 258).
من ناحية أخرى فإن سيادة التقنية، أو منطق التصنيع والآلة، وما تبعه من أزمة بيئية متفاقمة، يفرض علينا الالتزام بـ«منطق الحياة» الذي يتطلب «قفزة في الوعي»، وتجاوز منطق إنكار الحياة الذي أحدثه جهاز «الآلة» (Mega-Machine) الضخمة الصناعية، وإعادة تجديد حياتنا في ضوء قيم جديدة بديلة يمكن الاعتماد عليها في التغيير الاجتماعي، والإيكولوجي، والثقافي والروحي. أما الأصوات والدعوات الليبرالية، التي تنادي بالتحسين التدريجي للبيئة والاهتمام بالمناخ، فإنها تظلّ جوفاء؛ لأن اقتصاد السوق الإيكولوجي يُعَدُّ مجرد إضافة جديدة لمنطق إبادة الذات. ويتمثّل تأثيره الفوري في خفض مستوى الضرر البيئي الخاص بالمنتَج أو التكنولوجيا، ولكن التأثير الكلي على المدى الطويل هو زيادته (باهرو، 22، 79).
ولذا يمكن إنقاذ الإنسان من مثالب التطور العلمي والتكنولوجي الذي بدأ يتحوّل معه الأفراد إلى تروسٍ في آلة التقدّم.
[divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″]
[1] هو الفيلسوف السويدي «نيك بوستروم» (Nick Bostrom) (1973-…؟)، وقد ناقش المخاطر الوجودية التي تهدد الإنسان في ظل تزايد التكنولوجيا وعمليات خلق الذكاء الاصطناعي، وذلك في بعض مقالاته وكتبه منها بحثه المعنون: «قضايا أخلاقية في الذكاء الاصطناعي المتقدم» 2004. وفي هذا الصدد لابد من الإشارة إلى كتابه المهم: «الذكاء الفائق: المسارات، المخاطر، والاستراتيجيات» (Superintelligence: Paths, Dangers, Strategies) عام 2014
[2] «والتر باجت» (Walter Bagehot) (1826-1877): مفكر وكاتب صحفي بريطاني، وقد كتب بإسهاب عن القضايا المتصلة بالحكومة والاقتصاد والأدب والعرق، ومن بين مؤلفاته: «الدستور الإنجليزي» عام 1867، والذي يستكشف فيه طبيعة دستور المملكة المتحدة، وبالأخص برلمانها ونظام الملكية فيها، وكذلك «الفيزياء والسياسة» عام 1872.
[divider style=”solid” top=”20″ bottom=”20″]
المراجع والقراءات المقترحة
- Bahro, Rudolf: Avoiding Social and Ecological Disaster: The Politics of World Transformation: An Inquiry into the Foundations of Spiritual and Ecological Politics, Trans.: David Clarke, Bath, U.K.: Gateway Books, 1994.
- Bostrom, Nick: Are You Living In a Computer Simulation?, Philosophical Quarterly, Vol. 53, No. 211, 2003, PP. 243-255.
- Bostrom, Nick: Superintelligence: Paths, Dangers, Strategies, Oxford: Oxford Univ. Press, 2014.
- Bostrom, Nick, and Julian Savulescu: Human Enhancement, Oxford and New York: Oxford University Press, 2009.
- Jaspers, Karl: Man in the Modern Age, Trans.: Eden and Cedar Paul, Garden City, N.Y.: Doubleday, 1957.
- Spretnak, Charlene and Fritjof Capra: Green Politics, New York: E.P. Dutton, 1984.
- أرندت، حنّـة: الوضع البشري، ترجمـة: هادية العرقي، بيروت: دار جداول للنشر والتوزيع، 2015.
- الجزيري، مجدي: الفلسفة بين الأسطورة والتكنولوجيا، الإسكندرية: دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، طبعة منقحة ومزيدة 2001.
- بريدوتي، روزي: ما بعد الإنسان، ترجمة: حنان عبد المحسن مظفر، سلسلة عالم المعرفة، العدد 488، الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب،ـ نوفمبر 2021.
- بوستروم، نيك: ما فوق الإنسانية: دليل موجز إلى المستقبل، ترجمة: ياسر عبدالواحد راشد، مراجعة وتقديم: حيدر عبدالواحد راشد، بغداد: دار سطور، 2019.
- بوستروم، نيك: “يجب أن يكُون الهدف النهائي للذكاء الاصطناعي هو اختفاء العمل”، حوار أجراه: بينويت جورج، ترجمة: آمال علاوشيش، مجلة مشكلات الحضارة، المجلد 5، العدد 2، 2017، ص ص. 52-56.
- سيل، بيتر: الكون الرقمي: الثورة العالمية في الاتصالات، ترجمة: ضياء ورَّاد، مراجعة: نيفين عبد الرؤوف، القاهرة: مؤسسة هنداوي، 2017.
- عثمان، د. صلاح: نحو أخلاقيات للآلة .. تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحديات اتخاذ القرار، مقال منشور في (المركز العربي للبحوث والدراسات)، بتاريخ الخميس 14 يوليو 2022. متاح على: (http://www.acrseg.org/43003)
- هراري، يوفال نوح: الإنسان الإله: تاريخ وجيز للمستقبل، ترجمة: حمد سنان الغيثي، وصلاح علي الفلاحي، دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، مركز أبوظبي للغة العربية، مشروع كلمة للترجمة، 2021.
- ياسين، د. نوال طه: أخلاقيات تحسين الإنسانية عند نيك بوستروم، مجلة آداب الكوفة، المجلد 13، العدد 49، (الناشر: جامعة الكوفة- كلية الآداب)، 2021، ص ص. 43-74.