بقلم جيفري إن بيكنز، درجة الدكتوراه.
النقاط الرئيسة:
- يحتوي الإنترنت على محتوى جنسي وعنيف يسهل الوصول إليه، ويمكن أن يكون ضارًّا للأطفال والمراهقين.
- يجب على الآباء التواصل مع أطفالهم بشأن السلامة عند تصفُّح الإنترنت.
- يمكن للوالدين استخدام تطبيقات الرقابة الأبوية للمساعدة في إدارة تعرض أطفالهم للمحتوى غير اللائق.
في الآونة الأخيرة، كشف أحد السياسيين في الأخبار عن استخدام ما يسمى بـ”تطبيق المسؤولية” المعروف باسم “عيون العهد (Covenant Eyes)” لتعيين شخص ما بوصفه مراقبًا للمساعدة في درء إغراء مشاهدة الإباحية على الإنترنت، وأضاف تطبيق إنستغرام (جزء من عالم وسائل التواصل الاجتماعي Meta) مؤخرًا ميزة الإشراف الأبوي؛ ما يسمح للآباء بمراقبة سلوك أطفالهم عبر الإنترنت على منصاتهم. تسلط هذه الأمثلة الضوء على كيفية تطور التكنولوجيا لمساعدتنا في إدارة التعرض لوسائل الإعلام والمحتوى على الإنترنت الموجه للبالغين فقط.
تحتوي شبكة الإنترنت في وقتنا الحالي على محتوى جنسي وعنيف يسهل الوصول إليه، وأصبح المحتوى المزعج على بعد نقرات قليلة؛ من مقاطع فيديو كاميرات الشرطة لجرائم العنف إلى اللقطات الإخبارية لأهوال الحرب إلى ألعاب الفيديو الإباحية، إذ يشعر كثيرون بالقلق من أن الوصول إلى المحتوى المصور للبالغين فقط قد يكون ضارًّا للأطفال والمراهقين. كيف يمكن للآباء والأمهات التعامل مع انتشار المنصات والتطبيقات والألعاب والصور المنتشرة المخصصة للبالغين لكنها قابلة للمشاهدة من قبل الأطفال؟
إن معظم مقاطع الفيديو عبر الإنترنت ترفيهية وتثقيفية، ومع ذلك، يشمل الجانب المظلم لشبكة الإنترنت الرقمية صورًا عنيفة وجنسية يمكن أن يساء فهمها وتسبب صدمة للشباب. فعندما ينتشر المحتوى المصور على الإنترنت، يمكن للملايين مشاهدته، فيشعر الآباء والأمهات، بالإضافة إلى المربين والأطباء النفسيين، بالقلق بشأن التأثيرات السلبية المحتملة التي قد يتسبب فيها التعرض لمحتوى عنيف أو جنسي على الصحة النفسية للأطفال. فعلى سبيل المثال، تمت إضافة اضطراب ألعاب الإنترنت (IGD) إلى الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات النفسية، الإصدار الخامس (DSM-5) عام 2013م، وتشير الأبحاث إلى أن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي والإدمان على الإباحية عبر الإنترنت يشكلان مشكلات بليغة في الصحة النفسية. (1)
يستخدم معظم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عامًا الهواتف الذكية استخدامًا متكرّرًا للوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي (PEW Research Center, 2022)، ويُحث الآباء على مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الألعاب التي يستخدمها أطفالهم، ولكن نظرًا إلى اتساع نطاق المحتوى المتاح وغير المناسب، كيف يمكن للآباء والأمهات عمليًّا إدارة ما يمكن للمشاهدين الصغار الوصول إليه؟ هل يمكن للوالدين تصفية ما يشاهده الأطفال وتعليمهم كيفية التعامل مع الجوانب البذيئة والعنيفة في العالم الرقمي؟
يجب أن يبدأ الوالدان بالتواصل بطريقة جيدة. تحدث عن الأمر، اسأل طفلك بعض الأسئلة حول ما يفعله وما يشاهده على الإنترنت:
- هل المحتوى الذي تشاهده “مناسب”؟ عندما يشاهد الطفل مقاطع فيديو قد تسبب صدمة، يجب على الوالدين إجراء محادثة للمساعدة في وضع السياق الصحيح لما شاهده أطفالهم وتأكيد أنهم في مأمن. إذ لا يمكن للآباء والأمهات الحد من أشكال التعرض جميعها؛ لذا كن مستعدًّا لمساعدة أطفالك على فهم ما شاهدوه والتعامل معه.
- فكر في الأشخاص الذين تتواصل معهم عبر الإنترنت؛ هل تريد أن تكون صديقًا لهذا الشخص في عالمك الواقعي؟
- هل يأخذك جهازك الرقمي بعيدًا عن الألعاب الأخرى؛ الرياضة أو الأنشطة الترفيهية مع العائلة أو الأصدقاء؟ وما مقدار الوقت الذي يُقضى على الأجهزة الرقمية، والذي يكون الأنسب لعائلتنا؟
- هل يظهر سلوكك على الإنترنت الشخص الذي تريد أن تكون عليه؟ وهل معظم الأشخاص الذين تقابلهم على الإنترنت مهذبون ومحترمون؟ وكيف تجعلك وسائل التواصل الاجتماعي تشعر حيال نفسك؟
في نهاية المطاف، يجب على الآباء مساعدة الأطفال على تطوير مهارات تصفية المحتوى والأشخاص السامين عبر الإنترنت بأنفسهم. وإن دروس “الخطر من الغرباء” دروس قيّمة يجب أن يأخذها الأطفال في الحسبان، إلا أن الغرباء في الوقت الحاضر هم أيضًا صور رمزية رقمية ومتسلطة عبر الإنترنت. والخبر السار هو أن الآباء المتمرسين في مجال التكنولوجيا لديهم الآن مجموعة متنوعة من تطبيقات الرقابة الأبوية للمساعدة في إدارة تعرض الشباب للمحتوى السام على الإنترنت.
تسمح هذه التطبيقات بالتحكم في أجهزة الأطفال ووصولهم إلى الإنترنت، وتتضمن تصفية المحتوى للحد من بعض المواقع الإلكترونية، والألعاب، ومقاطع الفيديو، والتطبيقات، وتتيح هذه التطبيقات للآباء ضبط حدود زمنية لاستخدام الشاشة على أجهزة الأطفال الرقمية، كذلك تسهل هذه التقنيات على الآباء والأمهات مراقبة ما يفعله الأطفال أو يشاهدونه على الإنترنت والحد منه.
تتيح تطبيقات شريك المسؤولية -كما ذُكر سابقًا- للمستخدمين الربط مع العائلة أو الأصدقاء للحصول على الدعم الاجتماعي لمقاومة الإغراءات، كذلك كانت هذه التطبيقات مفيدة في السابق في علاج الإدمان وفقدان الوزن وممارسة الرياضة، وقد تم تكييف أحدث التطبيقات للمساعدة في الحد من الوصول إلى الإغراءات الإلكترونية، وفيما يأتي مقال حديث نُشر في مجلة “علم النفس اليوم” من قبل ديفيد لاي يوضح بعض الإيجابيات والسلبيات للآباء الذين يفكرون في استخدام هذا النوع من البرامج.
تُتيح التكنولوجيا الجديدة للآباء والأمهات التحكم في تعرض أطفالهم للمحتوى المصور على الإنترنت، ولا يوجد حلٌّ واحدٌ يناسب الجميع؛ لذلك يجب على الآباء البحث عن الخيارات ومقارنة ميزات “تطبيقات الرقابة الأبوية” و”تطبيقات شريك المسؤولية” لتلبية احتياجات عائلتهم بطريقة أفضل.
التواصل بين الوالدين والطفل هو الدفاع الأول لمساعدة الأطفال والمراهقين على النمو ليصبحوا مواطنين رقميين أصحاء ومسؤولين؛ لذا يجب على الآباء أن يبدؤوا بالمحادثات مع الشباب حول حياتهم عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ومساعدتهم على فهم وتصفية الأشخاص والمحتوى غير المناسبين، وبعد ذلك، استخدم التكنولوجيا لإدارة التكنولوجيا؛ فابحث عن بعض المراجعات لتطبيقات الرقابة الأبوية التي قد تساعد الآباء في تشكيل تعرض الأطفال والمراهقين على الإنترنت.
قد يكون من المستحيل تصفية المحتويات المشكوك فيها جميعها التي قد يشاهدها أطفالك، لكن الآباء ليسوا عاجزين عن ذلك، إذ يجب على الوالدين التواصل بطريقة واضحة ومتكررة حول القيود المناسبة لعمر الطفل. تحدث مع أطفالك عن المحتوى المخصص “للبالغين فقط” على الإنترنت، ولماذا من الأفضل للصغار تجنبه، وفي ساحة اللعب الرقمية اليوم، يجب على الآباء والأمهات البقاء على اطلاع واستخدام الأدوات المتاحة جميعها لإدارة تعرض الصغار للمحتوى غير المناسب.
المراجع
(1). Love, T., Laier, C., Brand, M., Hatch, L. & Hajela, R. (2015). Neuroscience of Internet Pornography Addiction: A Review and Update https://pdfs.semanticscholar.org/f86e/e3109602affaae3194825b389ca6f11b649c.pdf
(وفق اتفاقية خاصة بين مؤسسة معنى الثقافية، ومنصة سيكولوجي توداي).
تُرجمت هذه المقالة بدعم من مبادرة «ترجم»، إحدى مبادرات هيئة الأدب والنشر والترجمة.

الآراء والأفكار الواردة في المقالة تمثّل وِجهة نَظر المؤلف فقط.