قراءة في إشكاليات النقد الثقافي بين التحول والتناقض
معلوم للمهتمين بالشأن النقدي العربي أن الدكتور عبدالله الغذامي قد تحول من النقد الأدبي إلى النقد الثقافي، بعد أن ظل زمنًا طويلًا يدافع عن أهمية النقد الأدبي وضرورته الفكرية والأدبية لحركة الثقافة العربية. وكان من أكثر النقاد العرب حماسًا وحرصًا على النهل من معين التيارات النقدية الغربية الجديدة. بل إنه من أوائل الذين أدخلوا مصطلحات المناهج النقدية المعاصرة، وترجموا مفاهيمها واعتمدوا عليها في تحليل النص الأدبي، حتى غدا علمًا من أعلام حركة الحداثة العربية وواحدًا من مرجعياتها الرئيسية. بل كان من أشد المدافعين عن أهمية هذه الحداثة، ومن أكثر المتعصبين على خصومها، فكان يرميهم بالجهل والعجز الفكري؛ إذ اعتادوا اجترار فتات الماضي حتى باتوا عبيد العادة ومقدّسي المعهود([1]).
لكن الدكتور الغذامي ما أن أعلن عن تبني النقد الثقافي، حتى جعله بديلًا عن ذاك النقد الأدبي الذي دافع عن أهميته رَدَحًا من الزمن، فصار يراه حقلًا معرفيًا انتهت صلاحيته وفقد وظيفته وأصبح أشبه بالزائدة الدودية التي يجب استئصالها أو إخمادها في حالة كمون دائمة (والتعبير للدكتور الغذامي([2]))، بعد أن اكتشف أنه كان مؤسسة تقليدية سلطوية استطاعت عبر سطوتها وحضورها حماية النص الشعري العربي الذي – هو الآخر- كنّا نحسبه منهل هويتنا الجمالية، فنتغنى به ونتباهى، ونسعى إلى حمايته والحفاظ عليه كونه ديوان أمتنا وسجل أدبيتها الخالد، وكان النقد الأدبي هو المؤسسة التي أنيط بها رعاية هذا الديوان وأمانته، ومن ثَم إشاعة قيمه الجمالية للأجيال العربية اللاحقة والمتتابعة، وتمرير أنساقه البلاغية المحملة بقيم الشعرنة والفحولة التي سرطنت الشخصية العربية، حتى قال مطمئنًا متأكدًا واثقًا في حكمه على هذه الأمة وتاريخها الجمالي والثقافي: « فنحن كائنات شعرية ولا شك، غير أن هذا ليس خبرًا جميلًا كما ظللنا نعتقد»([3]). وترتب على هذا التحول وعلى هذه الأحكام النقدية أن أصبحت تلك الحداثة التي بات خصومها يومًا على وسادة العجز الفكري وسرير العادة والماضي، أصبحت حداثة رجعية هدامة([4]). كما كان - وما زال – خصومها ذاتهم يصفونها، فترتب عليهم حينها وصف الدكتور الغذامي ذاك في حقهم.
وعليه؛ فقد صار لزاماً على الدكتور عبدالله الغذامي أن يبني أطروحته في النقد الثقافي على أسس ليست مختلفة عن أسس النقد الثقافي وحسب، بل أسس مناقضة للنقد الأدبي، وأن يقدم رؤية بديلة ليس في المقولات العامة فقط، وإنما في مجمل تفاصيل هذا النقد الثقافي وتفرعاته التحليلية والتركيبية.
ومن هنا صار النقد الثقافي في ممارسة الدكتور الغذامي يقع بين تجاذبات الإشكال النقدي والتناقض المنطقي. وقد يُقبل في نتاج الغذامي الثقافي بعض وجوه هذه الإشكالات والتناقضات، كون أطروحة نقده ومشروعه بُني على النقض والتحول. لكن أن يكون هذا التناقض في رؤى تاريخية لا نقدية، فهذا يصير ضربًا من اللعب النقدي غير المنطقي ولا العلمي. وثمة شواهد كثيرة لهذه الحالات التي سوف نقف على واحدة منها فقط، خاصة بتناول الدكتور الغذامي لأبي تمام ونصه الشعري في مرحلتي: النقد الأدبي، ثم الثقافي.
فقد تناول شعرَ أبي تمام بين زمنين ونقدين، تناولًا فيه كثير من التباين والتناقض([5])؛ إذ كان رائد الحداثة والاختلاف والتجديد في نقد الغذامي الأدبي([6])، ثم صار رائد تفحيل الحداثة والمشاكلة والرجعية في نقد الغذامي الثقافي. وهذا قد يُسوَّغ للغذامي على أساس أنه استطاع أن يكتشف عيوب حداثة أبي تمام بوساطة النقد الثقافي، بعد أن غابت عنه في مرحلة النقد الأدبي، حين كان مثله مثل غيره يعيش في «عمى الجماليات البلاغية». لكن هذا التباين في تقييم تجربة أبي تمام يحدث في نقد الغذامي الثقافي في أكثر من مكان وموطن؛ فهو حينًا شاعر منفتح: « ولا شك أن أبا تمام كان صوتًا منفتحًا- مع ما في شعره من مديح يشوبه- وهو صوت لا يمثّل الغالبية السائدة، ولذا حاربوه ووصفوه بالباطل»([7]). وهو مبتكر يرفض التقليد ويأتي بالجديد([8]). ثم يعود فيرى أن حداثته إحيائية ليست مفارِقة، أي هي ليست حداثة اختلاف، وإنما هي ضمن تفحيل الحداثة، لأنها تصدر عن عقل فحولي متشبث بالأصل([9]). وهذا أيضًا قد يُسَوَّغ للغذامي، على أساس أنها تجربة حداثية لم تصل إلى معنى الحداثة الصحيح، ولم تهتد إلى جوهرها؛ وقد قال الغذامي شيئًا قريبًا من هذا؛ فوصف تجديده بأنه مشروع حداثي «من حيث الأصل المنهجي (…) ولنا بعد ذلك أن نقول ونصدر الأحكام على المنجز بما إنه منجز فعلي ماثل»([10]). وإن كان في هذا شيء من التلاعب اللفظي المحمول على الجمل العاطفية الفارغة أو شبه المفهومية، كما هي أصل التسمية عند كارناب (Rudolf Carnap([11])). وذلك لأن الغذامي في تحليله الثقافي شعرَ أبي تمام يبين أنه شعر فحولي لم يخرج على الأصل، وأنه لا جديد فيه([12]). وهذا تلاعب لغوي وتناقض منطقي. أما التناقض الذي ليس له ما يسوِّغه فهو أنه وضع شطر بيت أبي تمام (كم ترك الأول للآخر) ضمن مفهوم الفحولة، لأنه قائم على فكرة إلغاء الآخر بحسب رأيه([13])؟!. ثم ينتقد التسليم بمعطيات (الأوائل)، ويُنكر مقولة(ما ترك الأول للآخر شيئًا ([14])). ويشرح أحد وجوه النسق قائلًا: «والنسق ليس لغزًا وليس قيمة هلامية، إنه منظومة من القيم المتشابكة، كانوا في القديم يسمونه (الأوائل)»([15]).
لكن أكثر تناقضات الغذامي غرابة مع أبي تمام تلك التي أعطى فيها حكمين متناقضين على إجراء نقدي تقني لهذا الشاعر؛ فهو كان قد ذكر أن بروكلمان(Brockelmann) قد قال إن أبا تمام كان يُعِدُّ قوافيه ويتخيرها لقصائده قبل نظم القصيدة، فرآه الدكتور الغذامي حكمًا نقديًا مبالغًا فيه ومجافيًاً الحقيقة([16]). لكنّه في نقده الثقافي استشهد بقول بروكلمان نفسه لتأكيد رجعية حداثته؛ إذ يقول:» وكم هي شكلانية ساذجة أن تجد أبا تمام يعمد إلى تجميع قواف ثم يشرع في صناعة أبيات لها« ([17]). هذان الحكمان النقديان لا يمكن أن يدخلا في حيّز التحول النقدي من الأدبي إلى الثقافي؛ إذ هما ليسا حكمين أدبيين أو ثقافيين، وإنما هما حول إجراء تقني تاريخي لا علاقة له بالأسس الأدبية أو الثقافية ولن يؤثر فيها، وإنما يُعرب التناقض فيه عن شهادتي ناقد واحد في قضية أدبية إجرائية واحدة؛ إذ التناقض ليس في الحكمين القيميين( شكلانية رجعية ساذجة/ مبالغة تاريخية)، بل في صحة الخبر من عدم صحته؛ فأن تحب فتراه خبرًا مفترًى على شاعر حداثي، ثم تخاصم فيصير خبرًا صحيحًا يدلّ على شاعر رجعي؛ هنا لا يقوم التناقض على الاختلاف بين كونه حداثي أم رجعي، بل على الخبر الذي بُني عليه الحكمين(يتعمد تجميع القوافي قبل إنشاء القصيدة: خبر مقبول/ غير مقبول).
وهذه ليست الوحيدة من هذا النوع؛ فثمة من هذا التباين والتلاعب في نقده الثقافي من دون الحاجة في الذهاب إلى نقده الأدبي. ومن مظاهر التضاد في نقد الغذامي أنه يفسر ظاهرة واحدة تفسيرين مختلفين، بحسب مقتضيات سياقه النقدي لا سياق الظاهرة النصي أو التاريخي. فحين تحدث عن الثقافة الفحولية التي تحصر المرأة في جسدها ومفاتنها، استحضر لها جملة شعرية مقتطعة من بيت شعري جاهلي، بوصفها شاهدًا داعمًا لسياقه وفكره النقديين:(مشي القطاة إلى الغدير)، ثم أراد أن يدعم هذا الشاهد بظاهرة كانت معتادة عند الصينيين، ليدلّل على عالمية النسق الفحولي، وأنه ليس مقصورًا على ثقافة محددة، وهي أنهم:« يثنون أقدام البنات في الصغر حتى تكبر بأقدام متثنّية وتظل تمشي مشي القطاة إلى الغدير: مشية فيها دلال وغنج، مشية مؤنثة»([18]).علمًا أن الغذامي استحضر هذه الظاهرة الصينية في سياق آخر وتفسير مختلف فحواه : أن الصينيين تعودوا تقييد أرجل بناتهم في صغرهن لكي تنثني أقدامهن فإذا كبرن تقيدت حركتهن وقلت سرعتهن فلا يكون في مقدورهن الفرار من وجه الرجل أو استخدام المكان بحرية تماثل حرية الرجل ([19]). وثمة غير هذا كثير؛ منها – على سبيل المثال لا الحصر- أنه تحدث عن نموذج من نماذج التهميش والمهمشين، الذين يلجؤون إلى لون من الحكايات الخرافية(تكاذيب الأعراب)؛ ليكون معادلًا موضوعيًا، وتعويضًا نفسيًا عن حالات التهميش الاجتماعي ([20]). فالإشكال هنا أنه وضع هذا الكذب في مكان آخر ونتاج لاحق في موازاة النص الديني المقدس، وجعله مقابلًا وموازنًا مع النص، الشعري خاصة والأدبي عامة، وصارا كأنهما نصان متناقضان؛ فوضع البلاغة العربية في مواجهة مباشرة من النص الديني. وجعل الكذب صفة البلاغة، وهي صفة مرفوضة في النص الديني ([21])؛ إذ كرّر في جميع هذه المواضع مقولة:( تصوير الحق في صورة الباطل/ تصوير الباطل في صورة الحق)، أي أصبح الصدق والكذب مقياسًا نقديًا على مكانة البلاغة وأثرها([22]).
كذلك فإن الغذامي جعل ردّ أبي تمام الشهير:( ولم لا تفهم ما يقال([23])) نوعاً من الفحولة والتبرّم برأي المخالف([24]). بيد أنه نفسه كان قد عاب على العقلية المحافظة عدم فهمها جديد الشعر، وذكر أنها تتجدد مع كل عصر، واستشهد بأخبار أبي تمام مع خصومه لدعم موقفه؛ إذ قال: «فصعب أمره عليهم [يقصد شعر أبي تمام]، فصارت حالهم معه كما وصفها الصولي بقوله (وقصروا فيه، فجهلوه، فعادوه)»([25]).
ويتحدث عن أبي تمام، يريد، هنا، الإشادة بحداثته: «ومن ذا يجرؤ على مقارعة(الجمل البازل)، ومن فعل هذا أو تجرّأ فإنه سوف يموت في شبابه، كالسيف في غمده يأكل بعضه بعضًا. لقد أكل أبو تمام بعضه بعضًا، لأنه لم يجد من لحم الجمل البازل ما يمكنه أن يتغذى به، فأكل من لحمه هو، ومات قبل أوانه»([26]).
يظهر لنا على نحو واضح جلي- لا إشكال فيه- أن تحول الدكتور الغذامي من النقد الأدبي إلى الثقافي قد اضطره إلى نقض معظم رؤاه النقدية الأدبية منها والتاريخية، القابلة للنقض منها وغير القابلة، والتي لها علاقة بالنقد وغير المرتبطة به كلها سواء، ويمكن أن نزعم- إضافة إلى ما سبق- أنه نقض كل ما كان متصلًا بنتاجه النقدي الأدبي، المقتنع به وغير المقتنع بنقضه!؛ فهذا ليس تحولًا بقدر ما هو لعب بالعلامة اللغوية ودلالتها المفهومية.
([1]) ينظر: عبدالله الغذامي، الموقف من الحداثة، ص39- 56.
([2]) عبدالله الغذامي؛ عبدالنبي اصطيف، نقد ثقافي أم نقد أدبي، ص13.
([3])عبدالله الغذامي، النقد الثقافي، ص87.
([4])عبدالله الغذامي، النقد الثقافي، ص7. وكما افتتح كتابه بهذا الحكم، فإن الدكتور الغذامي قد ختم هذا الكتاب بسؤال استنكاري مرتبط بالسؤال الأول: « فأي حداثة هذه…؟؟!!»(ص295).
([5]) وردت هذه الملاحظة عند نادر كاظم أيضًا، لكنه لم يفصل شيئًا ينظر: عبدالله الغذامي والممارسة النقدية والثقافية. ص115.
([6]) ينظر مثلاً: عبدالله الغذامي، المشاكلة والاختلاف. ص ص109- 110.
([7])عبدالله الغذامي، تأنيث القصيدة. ص134. ويُلاحظ هنا أن الاعتراض فقط على شعر المديح.
([8]) ينظر: عبدالله الغذامي، حكاية الحداثة. ص39.
([9]) ينظر: تأنيث القصيدة. ص200. كذلك: القبيلة والقبائلية. ص100.
([10])عبدالله الغذامي، حكاية الحداثة. ص39.
([11]) حول مفهوم الجمل الفارغة أو الزائفة عند كارناب، ينظر: رودولف كارناب، البناء المنطقي للعالم- والمسائل الزائفة في الفلسفة. ترجمة يوسف تيبس، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط1، 2011، ص ص258- 301.
([12]) ينظر: عبدالله الغذامي، النقد الثقافي. ص177 وبعد.
([13]) ينظر: المصدر نفسه، ص ص180- 181.
([14]) ينظر: المصدر نفسه، ص134. كذلك: ثقافة الوهم. ص156. أيضًا: الجنوسة النسقية. ص122.
([15]) عبدالله الغذامي. الجنوسة النسقية، ص ص123- 124.
([16]) ينظر: عبدالله الغذامي، الخطيئة والتكفير. ص337، الإحالة[22]. فقد قال:«وهذا غلوّ لا نستطيع تقبُّله». يقصد الخبر الذي أورده بروكلمان: تاريخ الأدب العربي. ترجمة عبدالحليم النجار، دار المعارف، القاهرة، ط4، د. ت، ج2/ ص ص72- 73. وبروكلمان يحيل إلى كتاب العمدة(ص136. من دون تحديد الجزء). وقد بحثت عن هذا الرأي فلم أعثر عليه. ويبدو لهذا السبب لم يشر الغذامي إلى مصدر المعلومة. لكن ابن رشيق يتحدث عن منهج الصنعة والتكلف عند أبي تمام، من دون تحديد شيء خاص بالقافية. ويبدو أن بروكلمان استنتجها من سياق الحديث. ينظر(العمدة. ج1/ ص ص129-134).
([17]) عبدالله الغذامي، النقد الثقافي، ص182.
)١٨)عبدالله الغذامي، ثقافة الوهم، ص43.
)١٩)عبدالله الغذامي، المرأة واللغة، ص43.
([20]) ينظر: عبدالله الغذامي، القصيدة والنص المضاد، المركز الثقافي العربي، بيروت، ط1، 1994، ص ص113- 157. والغذامي هنا يضفي على الكذب قيمة أخلاقية تدل على الطيبة والطهارة، وهو الأمر الذي سيعود وينقلب عليه.
([21]) ينظر: عبدالله الغذامي، النقد الثقافي، ص ص111، 112، 123، 130، 177، 210، 254. كذلك: تأنيث القصيدة، ص116 وبعد. أيضًا: ثقافة تويتر. ص64 وبعد. أيضًا: الجنوسة النسقية. ص68.
([22]) علمًا أن الغذامي كان قد ناقش هذه المسألة(أعذب الشعر أكذبه) وأورد آراء العلماء الأوائل فيها، وبين أن مفهوم(الكذب) يجب أن يندرج ضمن مفهوم(التخييل) ومعنى (الإشارة الحرة)، وهو لا يعني الكذب خلاف الصدق، ولا يندرج ضمن دلالته الأخلاقية. وقد ناقشها في فصل تحت عنوان(جماليات الكذب)؛ ينظر كتابه: القصيدة والنص المضاد. ص ص113- 123.
([23]) ينظر: ابن رشيق. العمدة، ج1/ ص133. كذلك: الآمدي، الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري، تحقيق أحمد صقر، دار المعارف، القاهرة، ط4، د. ت، ج2/ ص ص18-19.
([24]) ينظر: الغذامي، عبدالله. النقد الثقافي. ص181. علمًا أن قصة رده تبين تواضعًا جمًا منه أمام سائلَيه، وكانا أشبه بمحكمينِ لقصيدة بعث بها إليهما، حتى إنه أرسل لهما بيت شعر معاتبًا:( وأرى الصّحيفة قد عَلَتْها فَتْرَةٌ/ فَتَرَتْ لها الأرْواحُ في الأَجْسَام). ثم لقيهما فقالا له: لم لا تقول ما يفهم؟ فقال: ولم لا تفهمان ما يقال؟ فاستحسنا هذا الجواب من أبي تمام.(الموازنة. ج2/ ص18).
([25]) عبدالله الغذامي، الموقف من الحداثة، ص39.
([26])عبدالله الغذامي، تأنيث القصيدة. ص130. والغذامي هنا ينوّه بحداثة أبي تمام، وهذه ليست مفارقة. لكن المفارقة أنه يعمل، هنا، بمقتضيات النقد الثقافي لا الأدبي. أي لم يتم التوصل إلى حداثته نتيجة العمل بمقتضيات النقد الأدبي الذي أسهم، بحسب الغذامي، في تفحيل الشعراء وترويج الرجعية على أنها حداثة.